هل انتهت حرب 48 نعم ولا
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هل انتهت حرب 48؟ نعم ولا

 فلسطين اليوم -

هل انتهت حرب 48 نعم ولا

بقلم :حازم صاغية

في 1948، نشأت دولة إسرائيل، وترافقت النشأة مع حرب وأعمال طرد وتهجير للسكّان الفلسطينيّين. هكذا جاءت ولادتها عملاً تأسيسيّاً لحروب كثيرة لاحقة، ولِـ»الصراع العربيّ – الإسرائيليّ» تالياً. لكنّ تلك النشأة احتلّت أيضاً موقعاً تأسيسيّاً في صعود الأنظمة العسكريّة والعقائد الراديكاليّة في المشرق العربيّ.

في ظلال الحدث المؤسِّس ذاك انشغل كثيرون بتأويل ما سمّاه قسطنطين زريق «معنى النكبة»، وعاشت أجيال وسقطت أنظمة وظهرت أفكار كما نشبت حروب تعهّد من شنّوها بمحو تلك الحرب وإلغاء الانتصار الذي أنتجته.

إلاّ أنّ الانتصار المذكور بقي، مع هذا، ناقصاً: فالحدث، أيُّ حدثٍ، يلزمه الإقرار به كي يكتمل ويتمّ. لكنّ الدول العربيّة، بالمُجاورة منها للدولة الناشئة وبالبعيدة عنها، وبالتي قاتلتها والتي لم تفعل، رفضت الإقرار بـ»كيان مزعوم».

وبعد عقدين، مع هزيمة 1967 العربيّة، تراءى للإسرائيليّين أنّ انتصارهم سوف يمنحهم الإقرار الذي لم ينالوه. لكنّ ما حصل أنّ قضايا عربيّة أخرى، مصريّة وسوريّة وأردنيّة، أضيفت إلى القضيّة الفلسطينيّة الأمّ، فزاد الأمر المعقّد تعقيداً. ولاحقاً، بعد 1978 وخصوصاً 1982، أضيفت قضيّة لبنانيّة أيضاً. ذاك أنّ «دول الجوار» هذه فقدت كلّها أراضي احتُلّت، بينما آل المسار الذي أطلقته هزيمة 1967 إلى الظاهرة الميليشيويّة التي اكتسبت، بعد ثورة 1979 الإيرانيّة، لوناً إسلامويّاً طاغياً.

وكان من المفارقات الكبرى لحربي 48 و67، أنّ الطرف الذي انتصر على نحو مُدوٍّ ظلّ يأمل بإحراز الإقرار من خصمه، فيما الطرف المُصرّ على عدم الإقرار بخصمه هو ذاك الذي انهار عسكريّاً. وأغلب الظنّ أنّ واحداً من أسباب التمنّع العربيّ افتراض القدرة، ولو في وقت لاحق، على الردّ و»الثأر» لما حصل في الحربين.

الآن بات يمكن القول من دون مبالغة إنّ مسائل كثيرة حُسمت نهائيّاً، عسكريّاً وسياسيّاً، وأنّ «الصراع العربيّ – الإسرائيليّ» الذي تقلّص إلى «صراع فلسطينيّ – إسرائيليّ»، صار وراءنا. فحين يعتمد بلد كسوريّا، «قلب العروبة النابض»، سياسة تقوم على تهدئةٍ لا تزال تبحث عن أوصافها واحتمالاتها، وحين تنكسر الميليشيات المقاتلة في عموم المشرق بعد انكسار الجيوش المقاتلة، بينما تغدو العقائد النضاليّة على أنواعها أقرب إلى بيوت مهجورة، يمسي الردّ العسكريّ على ما أُسّس في 1948 أقرب إلى سراب أو هلوسة. أمّا التطوّرات السياسيّة والاجتماعيّة والتقنيّة فلا توحي بتاتاً بأنّ المستقبل سوف يأتينا بما يعاكس الحاضر.

بيد أنّ أحد الأمور انقلب رأساً على عقب رغم أنّ الإسرائيليّين ظلّوا، في الحالتين، يحظون باليد العليا. فلئن تصاحب الانتصار الذي تحقّق لهم في 1948 ثمّ في 1967 مع عدم الإقرار العربيّ بالدولة العبريّة، فالانتصار الإسرائيليّ الكاسح اليوم يترافق مع امتناع الأخيرة عن الإقرار بعرب المشرق، وليس بالفلسطينيّين وحدهم. وهذا ما يُبديه، فضلاً عمّا يجري في غزّة وعموم فلسطين، احتلال أراض سوريّة ولبنانيّة لم يردعه التغيّر السياسيّ الذي طال البلدين.

والحال أنّ عدم الإقرار العربيّ بإسرائيل منذ نشأتها في 1948 كان مُضرّاً على الأصعدة جميعاً، لكنّ عدم الإقرار الإسرائيليّ الراهن بالحقوق العربيّة، ناهيك عن الحقّ الفلسطينيّ في دولة، قد يتأدّى عنه ضرر مماثل لن تنجو إسرائيل نفسها من تأثيراته. فهي لئن جعلها نصرها في 1967 نجماً وقدوة لكثيرين في العالم، فإنّ نصرها الحاليّ يجعلها كائناً كريهاً وبغيضاً لمن يفوق عددُهم عددَ الذين أُعجبوا بها في النصر الأوّل. وحتّى مع استحالة الردّ العسكريّ العربيّ على ما بدأ في 1948 فإنّ مسار الاستنزاف الذي يضرب المنطقة، بما فيها الدولة العبريّة، لا يحمل على التفاؤل بأيّ إقلاع وشيك أو ممكن لعموم المشرق.

فنهايات الحروب، كحدث ولكنْ أيضاً كإقرار بالحدث، هي وحدها ما يفتح الباب لطور جديد تكون له انعكاساته على سائر الأصعدة. وفقط بنهايات ناجزة كهذه يكون الردّ الجذريّ على جذريّة الحالة النضاليّة التي ابتدأ تأسيسها عام 1948.

واليوم ثمّة مَن يعوّل على ما بعد بنيامين نتنياهو كبوّابة لاحتمالات أقلّ انسداداً، وثمّة من يراهن على انتزاع إقرار إسرائيليّ ينتجه ضغط سعوديّ وخليجيّ على الولايات المتّحدة، مرفق بضغط أوروبيّ (وكنديّ) على تلّ أبيب بدأ في الآونة الأخيرة يبارح خجله وتردّده، ما تدلّ إليه تطوّرات في عدادها مراجعة اتّفاقيّة الشراكة معها. لهذا يرى البعض، وسط غابة القتل الإسرائيليّ المتمادي، ارتفاعاً محتملاً في حظوظ قيام دولة فلسطينيّة، أو أقلّه بلورة مسار يفضي إليها. لكنّ المؤكّد أنّ الوقف الفوريّ للحرب الإباديّة على غزّة، ناهيك عن إمرار المساعدات الإنسانيّة إليها، يبقى الامتحان والمحكّ المباشرين. وهذا علماً بأنّ في وسع «حماس» تسريع الوجهة الإيجابيّة بإلقائها سلاحها وتسليم من تبقّى لديها من رهائن، فضلاً عن مغادرتها طموحها الأنانيّ في إدامة السيطرة على القطاع.

لقد آن أوان إغلاق صفحة عدم الإقرار التي فُتحت في 1948 بعدما انتهت، كأحداث حربيّة، مواجهة 48 والمواجهات التي تناسلت منها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل انتهت حرب 48 نعم ولا هل انتهت حرب 48 نعم ولا



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday