الورطة داخل الصفقة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الورطة داخل الصفقة

 فلسطين اليوم -

الورطة داخل الصفقة

رجب أبو سرية
بقلم : رجب أبو سرية

يمكن اعتبار أن نتائج الجولتين الانتخابيتين الإسرائيليتين السابقتين واللتين جرتا خلال العام الماضي، كانتا سبباً مباشراً لإقدام إدارة البيت الأبيض على إعلان خطتها لحل القضية الفلسطينية، رغم أنها كانت تفضل أن يكون مثل ذلك الإعلان بعد إعلان واحدة من تلك الانتخابات، أو بالتحديد بعد تشكيل الحكومة الناجمة عنها، لكنها اضطرت طوال العام الماضي للتريث في انتظار انتخابات حاسمة، لم تحدث، ولأن كل المؤشرات تشير إلى أن الانتخابات التي ستجرى بعد عشرة أيام من اليوم، لن تختلف كثيراً، أو بمعنى أدق لن تأتي بنتيجة حاسمة مختلفة عن سابقتيها، لذا أقدم طاقم دونالد ترامب على إعلان الخطة قبل إجراء الانتخابات، وهذا ما يفسر إقدام الرئيس الأميركي على استدعاء المتنافسين على رئاسة الحكومة الإسرائيلية القادمة للبيت الأبيض، واطلاعهما معاً على تفاصيل تلك الخطة قبل إعلانها.

أي أن ترامب عينه على ما بعد الإعلان، وهذا أمر طبيعي، ولأنه هو ومعه إسرائيل بغالبيتها الساحقة لن يحتملا إجراء انتخابات رابعة غير حاسمة، فإننا لا نستبعد أن «يتدخل» ترامب في الشأن الداخلي الإسرائيلي، لدرجة أن يجبر المتنافسين_ مثلاً_ على الشراكة في حكومة وحدة وطنية، تشرع في تنفيذ خطته، فإذا كان اليمين الإسرائيلي والتطرف الإسرائيلي عموماً، الذي يشمل بعضاً من «حزب الجنرالات» أيضاً وجد في الإعلان هدية انتخابية له، فإن ترامب بحاجة إلى «التنفيذ» لتعود الهدية إليه بأصوات الناخبين في انتخابات الرئاسة الأميركية التي ستجري في شهر تشرين الثاني من هذا العام.

وحديث التنفيذ غير حديث الإعلان بالطبع، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه خلال كل الوقت الذي سبق الإعلان الرسمي عن الخطة، كان معدّوها يقومون إما من خلال مواقفهم وإعلاناتهم المرتبطة بمواقفهم الرسمية، أو بشكل مباشر، بالإشارة أو بالإيحاء لإطار الخطة العام أو خطوطها العريضة، لذا فقد وقفوا عند توقع الرفض الفلسطيني الرسمي والفصائلي والشعبي المؤكد، أي أنهم كانوا متأكدين من الرفض الفلسطيني المطلق للخطة فور إعلانها رسمياً، بل إنهم كانوا يعلمون بمقاطعة السلطة الرسمية والكل الفلسطيني لإدارة ترامب منذ أعلنت اعترافها بضم القدس المحتلة وبكونها عاصمة «موحدة» لإسرائيل، لذا فإن الخطوط العامة للخطة، وسيناريو التنفيذ أخذا بعين الاعتبار دون شك الموقف الفلسطيني الرافض، ومن الطبيعي أيضا أن تكون إدارة البيت الأبيض قد وضعت السيناريو المضاد لما ستقوم به السلطة كرد على الإعلان.

ما حدث إزاء اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل التي وقعها كل من الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس حكومة إسرائيل الأسبق مناحيم بيغن برعاية الرئيس الديمقراطي الأميركي جيمي كارتر في العام 1978، والتي نصت على «حكم ذاتي فلسطيني» لم ينفذ رغم تنفيذ كل البنود الأخرى للاتفاقية، وذلك لعدم وجود طرف فلسطيني، حيث كانت م ت ف وما زالت بالطبع هي قائد الشعب الفلسطيني، للتقاطع أو التعامل مع تلك الاتفاقية، التي ووجهت بالرفض الفلسطيني والعربي في ذلك الوقت. أول ما يمكن توقعه هو أن «الرفض الفلسطيني» ستجعل إسرائيل منه مبرراً كي تشرع بتنفيذ خطة ترامب_نتنياهو، دون الالتزام حتى بالخطة نفسها، وهذا ما يفسر عدم ظهور صوت معارض أو منتقد أو رافض للخطة، خاصة على جبهة اليمين المتطرف، التي تحدثت عن «دولة فلسطينية» وعن إخلاء بعض المواقع الاستيطانية، إلى أن جاء توضيح السفير الأميركي/الصهيوني في تل أبيب دافيد فريدمان، حسب جريدة هآرتس أول من أمس، وخلال حديثه في أحد معاهد الأبحاث الإسرائيلية، حيث دعا للتمييز بين النص المعلن للخطة وبين «نص سري» بين ترامب ونتنياهو، لا يتضمن أصلاً أن تكون الخطة معروضة للتفاوض مع الجانب الفلسطيني!

على أنه ليس التنفيذ الميداني هو الذي يعني الجانبين الإسرائيلي والأميركي فقط، فهما على أي حال يشرعان في تنفيذ كل الإجراءات الاحتلالية غير الشرعية منذ عام 1967 وحتى الآن، ولم تلتزم إسرائيل مطلقاً باتفاقيات أوسلو طوال أكثر من ربع قرن مضى، لكنهما معنيتان بتشريع التطبيع الذي ما زال سرياً على أي حال بين إسرائيل وبعض الدول العربية، خاصة دول الخليج، حيث يعتبر نتنياهو ذلك «التطبيع» أحد أهم منجزاته السياسية على الإطلاق.

والحقيقة هي أن الوضع العربي هذه الأيام يشبه إلى حد كبير ما كان عليه حال العالم العربي عشية حرب العام 1948، حيث كانت هشاشة الجيوش العربية التي دخلت فلسطين أحد أهم أسباب حدوث النكبة وعدم التصدي لإعلان «قيام دولة إسرائيل» وكان ذلك سبباً في انطلاق عجلة حركة التحرر العربي، بإحداث الانقلابات العسكرية التي بدأت في مصر عام 1952 وتوالت لتشمل معظم الدول العربية، حيث تغيرت أنظمتها الموالية للغرب، إلى نظام الحكم الجمهوري الوطني، المعادي للغرب، ويقيناً بأن مشاركة النظام العربي الرسمي في «ضم القدس والضفة الغربية» لإسرائيل سيكون سبباً في إسقاط الأنظمة المستبدة، وفي إقامة وإشاعة نظام الحكم الديمقراطي الشعبي، الذي سيتصدى فعلا لعنصرية إسرائيل واحتلالها.

وهنا تكون المراهنة أيضاً وبالأساس على الشعب الفلسطيني، حيث كان بقاء نصف الشعب في وطنه هو ما أوقف المشروع الصهيوني عند حدوده الضيقة، لذا فإن بقاء الشعب الفلسطيني صامداً في أرضه ووطنه، هو الذي سيقف في وجه خطة الضم، وهو الذي سيلحق بمشروع «دولة إسرائيل الكبرى» اللاهوتية والاستعمارية الهزيمة الماحقة في المستقبل، فشاء الإسرائيليون أم أبوا لن يكون الصراع على الأرض، على أهميته، هو كل شيء، والتضييق على الشعب الفلسطيني جغرافياً، سيدفعه إلى التمدد في الفضاء السياسي، حيث وجدت دولة فلسطين فيه لتبقى، والصراع في مرحلة ما بعد الحرب الباردة مختلف بأدواته عما كان خلالها، وهذا ما يدركه الشعب الفلسطيني ويسجل فيه السبق كونه أبرز شعب ما زال تحت الاحتلال حتى اليوم، وهذا يعني بأن «الصفقة» حيث أشار فريدمان الى أنها تتضمن «صفقة بين ترامب ونتنياهو داخل الصفقة» هي الآن بين يدي الشعب الفلسطيني ليضعها في ورطة التنفيذ، حتى تكون «الورطة داخل أو في طريق الصفقة « وبين الأقوال والأفعال فعل مضاد وصراع ميداني لم يُحسم بعد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الورطة داخل الصفقة الورطة داخل الصفقة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday