أطفال ضد التطرف
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

أطفال ضد التطرف

 فلسطين اليوم -

أطفال ضد التطرف

بقلم-عماد الدين حسين

لا أعرف من هو صاحب فكرة فقرة الأطفال الصغار فى الاحتفال الذى شهدته العاصمة الإدارية الجديدة مساء أمس الأول الأحد. لكنه فى كل الأحوال يستحق التحية والتقدير، لأن الفقرة كانت مفاجئة وبسيطة وبها قدر كبير من التلقائية، والمهم أنه ينبغى البناء عليها، إذا كنا جادين فى تنشئة أطفال على قيم مختلفة جوهرها أن الدين لله والوطن للجميع حقا وليس قولا فقط. 
فى احتفالات يوم الأحد بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح، وهما الأكبر من حيث المساحة والسعة، كانت هناك علامات وأجواء متنوعة على الوحدة الوطنية وابراز صورة حقيقية عن مصر المتسامحة التى تتسع للجميع.
أظن أن كل من لا يريد لمصر خيرا لم يكن سعيدا يوم الاحد الماضى، وهو يرى تعانق الهلال مع الصليب أو وهو يستمع للإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يخطب أمام كنيسة ميلاد المسيح، ويقول ان الاسلام ضامن شرعا للكنائس، والمسلمون مكلفون بحمايتها، واستمعنا للبابا تواضروس يخطب أمام مسجد الفتاح العليم ويقول إن مصر تسجل صفحة جديدة فى كتاب حضارتها العريقة.
فى هذا اليوم ذاب الجميع فى وطنيتهم، جلسوا معا فى هذه المناسبة، التى سيسجلها التاريخ مثلما سجل قبل مائة عام وحدة الهلال والصليب خلال ثورة ١٩١٩.
نعود إلى ما بدأنا به وأراه كان الأكثر تأثيرا وهو فقرة الأطفال، وخلاصتها لمن لم يشاهدها أنها تخبرنا أن الأطفال يولدون أبرياء وبشر أسوياء، والمناخات والأجواء المختلفة والمتعصبة هى التى تحولهم إلى متطرفين فى هذا الجانب أو ذاك.
كنت موجودا داخل فندق الماسة بالعاصمة الإدارية، وأنا أرى كل الحضور متأثرين ومتفاعلين مع الفقرة، ومصفقين لها بحرارة.
مشكلة الاحتقان الطائفى أو المتاجرين به، أو النافخين فيه، تعود إلى تراكمات عقود مضت، هى ليست فقط مشكلة الحكومة، التى تكون فى كثير من الأحيان أكثر وعيا من بعض الفئات الشعبية المتعصبة، أو الجماعات المتطرفة، أو اللوبيات المستفيدة من استمرار هذه الأجواء.
الاكتشاف المهم الذى قدمته لنا فقرة الأطفال فى احتفالات يوم الأحد الماضى، هى أن المبتدأ والمنتهى فى الأمر هو التعليم الصحيح والسليم والجيد والمستنير. 
فى كل الأسئلة البسيطة والبديهية التى تم توجيهها للأطفال الصغار، عن علاقتهم بالدين، كان يتضح لنا أن التعليم هو المؤثر الأول، وربما تأتى بعده الأسرة والاعلام ومجموعة القيم السائدة.
إذا صلح التعليم، صلح كل شىء.
حينما نعلم أولادنا الصغار داخل الفصول المدرسية أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى ويهودى، وأن كل شخص يعبد ربه بطريقته، وأن الله هو الذى سوف يحاسبنا يوم القيامة، فسوف يتلاشى المتطرفون إلى حد كبير.
حينما يتوقف المدرسون فى الجانبين عن بث خطابات الكراهية فى عقول التلاميذ، وحينما يتوقفون عن مطالبتهم بعدم تناول أكل زملائهم فى الدين الآخر، أو اللعب معهم أو زيارتهم فى بيوتهم، فسوف تبور معظم تجارة المتطرفين والإرهابيين فى كلا الجانبين.
هذا المناخ المتسامح، وعدم التفرقة على أساس طائفى كان هو السائد حتى بدايات السبعينيات من القرن الماضى. الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، أراد أن يقضى على نفوذ اليسار، فاستعان بالتيار الإسلامى، سواء كانوا إخوانا أو سلفيين، وانفتح على الخليج، الذى دعم التيار السلفى بصورة سافرة، ثم تحالف غالبية العرب مع الولايات المتحدة لمحاربة الاتحاد السوفييتى ودعموا أسامة بن لادن والقاعدة فى أفغانستان وكانت النتيجة اغتيال السادات نفسه، لكن الأخطر هو تمكن المتطرفين من عقول جزء كبير من المجتمع، وهو ما أدى إلى تطرف أيضا على الجانب الآخر، والنتيجة اشغال المسلمين بصراعات عبثية بين السنة والشيعة، خصوصا بعد الثورة الايرانية عام 1979، لا يستفيد منها الا اعداء الامة.
الجهد المطلوب كبير ومهم وسوف يستغرق وقتا، لأن العطب والخلل الذى أصاب المجتمع كان كبيرا، وغياب الوعى كان مستفحلا. لكن الأمل الحقيقى هو فى الأطفال الصغار والشباب الذين لم تتلوث قلوبهم وضمائرهم، وما يزالون ينظرون للناس باعتبارهم بشرا طبيعيين لا فرق بين مسلم ومسيحى إلا بالمعاملة الحسنة.
كل العالم وكل المصريين مسلمين ومسيحيين، بألف مليون خير، وتحية إلى كل جهد يقرب المصريين من بعضهم البعض، ويضرب فى صميم قلب التطرف والتعصب.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال ضد التطرف أطفال ضد التطرف



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday