النائمون فى شوارع وسط البلد
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

النائمون فى شوارع وسط البلد

 فلسطين اليوم -

النائمون فى شوارع وسط البلد

بقلم : عماد الدين حسين

أحرص على المشى بين الحين والآخر من مقر الشروق فى الدقى إلى بيتى قرب السيدة زينب لمنع زيادة معدل الكوليسترول الضار.
وفى الواحدة من صباح الأربعاء 26 فبراير كنت عائدا للبيت سيرا على الأقدام من العجوزة بعد المشاركة فى مقابلة تلفزيونية.
الجو كان شديد البرودة وكانت هناك أسرتان تنامان على رصيف كوبرى الجلاء.
إحدى هذه الأسر شبه مقيمة ليل نهار فى هذا المكان، خصوصا فى الليل، ويمكن بسهولة لأى شخص عابر أن يدهس أطفال هذه الأسرة بقدميه.
‎فى ملاحظاتى خلال هذا المشوار فإن عدد الذين يفترشون الشوارع يزداد بوتيرة كبيرة صيفا وشتاء، ويتخذ أشكالا متنوعة وجرأة غير مسبوقة من دون رقابة أو علاج.
‎قلبى مع هؤلاء الناس، واعتقادى أنه لا يمكن لشخص أن ينام فى الشارع إلا إذا كان «حاله ضنك وضربه السلك تماما»، أو يعمل متسولا محترفا.
فى السطور التالية لا أتحدث عن المحتاجين والمضطرين والمعدمين فعلا ولكن عن محترفى التسول.
‎مشوار سيرى يبدأ من شارع التحرير المواجه للمركز القومى للبحوث فى الدقى.
‎الزيادة الملحوظة فى عدد النائمين تبدأ من ميدان الدقى المزدحم دائما، خصوصا أن بعض الأشقاء العرب يفضلونه.
وفى مواجهة بنك فيصل الإسلامى ينام أكثر من شخص بجوار سور محطة الوقود التى صارت أرضا خلاء.
‎بعد عبور كوبرى الجلاء فإن سور دار الأوبرا صار مرتعا لعدد كبير من الناس الذين قرروا أن يتخذوه مسكنا.
‎لم ألحظ أحدا ينام فى ميدان التحرير لوجود شركة أمن تشرف على المكان، لكن أمام مقر وزارة الخارجية الأقدم «قصر التحرير» المواجه لجامعة الدول العربية سيدة تبيع «الترمس» هى نائمة طوال الوقت جلوسا، ولا أعرف كيف توفق بين البيع والنوم والدائم! والمرة الوحيدة التى رأيتها مستيقظة كانت توقف «تاكسى» للمغادرة فى منتصف الليل.
‎بجوار سور مبنى المجمع وكذلك سور الجامعة الأمريكية سيدات يبعن الخضراوات أو المناديل، ورجال يبيعون ملابس.
‎العدد الأكبر من النائمين يسكن شارع قصر العينى من أول البنك الزراعى ومفوضية الانتخابات لنهاية مبنى قصر العينى الفرنساوى وصولا الى القصر القديم فى المنيل.
‎ فى شهور الصيف افتكس شخص فكرة مبدعة، وأحضر سريرا فى المنطقة الفاصلة بين هيئة السلع التموينية ومسرح السلام، وينام عليه وكأنه بيته تماما ثم اختفى فى الأيام الأخيرة!!
‎وأمام مقر دار الهلال فى المبتديان ينام شخصان، فى حين اختفت الظاهرة من ميدان السيدة زينب، لكنها إجمالا منتشرة فى معظم شوارع وسط البلد الرئيسية.
‎ما سبق هو رصد مبدئى لهذه الظاهرة خلال فترة زمنية تصل لخمسة شهور.
‎أدرك تماما أن الأزمة الاقتصادية قد أفقرت قطاعات كثيرة من المواطنين، وظنى أن غالبية الذين ينامون فى الشوارع من ضحايا الأزمة، وقليل منهم متسولون محترفون.
سؤالى البسيط: لنفترض أن كل هؤلاء ليس لديهم مأوى، فلماذا يصرون على المبيت فى الشوارع الرئيسية أو على الكبارى فى مواجهة البرد الشديد؟!!
‎لو كانت المشكلة هى المبيت فكان من الممكن أن يناموا فى أى شارع بجوار بيوتهم . قد ينتقد البعض كلامى ويقول إننى لا أشعر بمعاناتهم، وردى البسيط أن هناك نحو 30٪ من سكان مصر تحت خط الفقر، ولو اعتمدنا هذا المبدأ فمن الطبيعى أن نسمح لأى شخص بالنوم فى أى شارع يختاره، وهو أمر لا يمكن تخيله.
‎هل الحكومة مسئولة عن هذه الظاهرة؟!
‎الإجابة هى نعم، مسئولة أولا عن السياسات الاقتصادية التى ضربت البلد، بجانب العوامل الخارجية طبعا، ومسئولة عن تقاعس الجهات المسئولة عن وضع قواعد محددة بحيث لا تتحول الشوارع إلى فنادق شعبية تسىء للبلد بأكمله، خصوصا أن المناطق التى ينامون فيها يمر فيها السائحون وكبار ضيوف الدولة.
سألت أحد ضباط نقطة المرور بجوار كوبرى الجلاء عن الظاهرة فقال لى إن الشرطة تقبض على هؤلاء وتحبسهم بتهمة التسول ثم تخلى النيابة حبسهم بعد تعهدهم بعدم العودة، والمسئولية الأساسية تقع على عاتق وزارة التضامن.
‎مرة أخرى علينا أن نفكر فى طرق عملية لمساعدة هؤلاء الناس على العودة لبيوتهم أو تدبير أى مكان ملائم لهم أو مطاردة المتسولين المحترفين بلا هوداة، وفى نفس الوقت رد الاعتبار للشوارع والمظهر العام وصورتنا أمام أنفسنا أولا وأمام الأجانب ثانيا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النائمون فى شوارع وسط البلد النائمون فى شوارع وسط البلد



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:29 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

كيف تصنع عطراً من الفواكه
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday