من الذى يعرقل «المواطنة» فى الإسلام
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

من الذى يعرقل «المواطنة» فى الإسلام؟!

 فلسطين اليوم -

من الذى يعرقل «المواطنة» فى الإسلام

بقلم - عماد الدين حسين

ينبغى أن نحيى من اختار عنوان المؤتمر الدولى رقم ٢٩ للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وهو: «بناء الشخصية الوطنية، وأثره فى تقدم الدول والحفاظ على هويتها». المؤتمر انعقد يومى السبت والأحد الماضيين، بحضور ١٥٠ مشاركا من ٤٠ دولة منهم ١٣ وزيرا للأوقاف، والأهم هو مناقشة ٥٠ بحثا حول ٧ محاور تدور حول عدم التعارض بين الدين والوطن، وضرورة ترسيخ فكرة دولة المواطنة.
حضرت الجلسة الافتتاحية واستمعت إلى كلمات كثيرة. لفت نظرى فيها قول وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، أن الدفاع عن الوطن مقصد من مقاصد الشريعة، وأن التقديس للذات الإلهية فقط. استمعت ايضا لتحذير وزير الشئون الدينية والدعوة السعودى عبداللطيف آل الشيخ، من الخطر الداهم المتمثل فى إذابة الهوية الوطنية والثقافة وطمس المعالم. ولفت نظرى أكثر مطالبة صالح عباس وكيل الأزهر بتعليم الأبناء فقه المواطنة، الذى يعد أول منهج دستورى وضعه الرسول، حينما ساوى بين المسلم وغير المسلم.
كل ما سبق جيد، لكن وبمناسبة هذه الكلمات الوردية، وبمناسبة ما قاله وكيل الأزهر، فإن السؤال الجوهرى هو: كيف يمكن أولا ضمان أن غالبية الأئمة والدعاة والخطباء مؤمنون حقا بدولة المواطنة؟!. وقد يسأل البعض ولماذا تطرح أصلا هذا السؤال؟!.
الإجابة لأننا لا يمكننا الحديث عن بناء المواطنة فى الإسلام، فى حين أن غالبية الدعاة لا يعرفوها، أو يؤمنون بها.
وقد يسأل آخر: وهل هناك فعلا من بين الأئمة والخطباء ورجال الدين، من لا يؤمن أصلا بالمواطنة؟!.
الإجابة للأسف هى نعم.
جزء كبير من هؤلاء، لا يختلف تفكيرهم كثيرا عن داعش والقاعدة.
هذا الكلام لا أقصد به أنهم لا سمح الله إرهابيون أو متطرفون، ولكن أقصد أنهم درسوا وقرأوا وطالعوا نفس الكتابات والمناهج التى تفتح الباب أحيانا للدعشنة.
نوايا بعضهم سليمة، ويريدون خدمة الإسلام وإعلاء شأنه، لكن المشكلة الحقيقية أنهم غير محصنين كفاية ليواجهوا الدواعش.
لو أن داعشيا أو أى متطرف داخل معهم فى أى جدال دينى، فسوف يكبسهم بالضربة القاضية من أول جولة.
ثم علينا الا ننسى انه حينما قال مرشد الإخوان الراحل «مهدى عاكف» قولته الشهيرة «طظ فى مصر» فى حواره الشهير مع زميلنا سعيد شعيب، لم يكن يعبر فقط عن فكره، أو فكر الجماعة، بل كان يعبر عن تيار واسع تغلغلت فيه أفكار ترى أن المسلم الذى لا أعرفه فى أقصى قرى ماليزيا أو اندونيسيا والصين، أقرب لى من جارى المسيحى. هو فكر خاطئ يخلط بين حق كل شخص أن يؤمن بما يشاء من أفكار ومعتقدات، وبين حقوق الجيرة والمواطنة، وهؤلاء قال عنهم الرسول «لهم ما لنا وعليهم ما علينا» فى اول وثيقة دستورية مكتوبة بالاسلام. الرسول لم يجبر اليهودى أو المسيحى على تغيير دينهم وسمح لهم بالعبادة ولم يحارب اليهود الا بعد ان نقضوا كل العهود.
لكى نقنع الناس العاديين بدولة المواطنة، التى يتساوى فيها الناس جميعا، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم، فلابد أن يكون قادة الرأى مقتنعون بذلك، وفى مقدمة هؤلاء رجال الدين والإعلاميون والمثقفون الذين يؤثرون فى المجتمع. 
وتقديرى ــ الذى أرجو أن يكون خاطئا ــ هو أن عددا لا بأس به من الدعاة، لا يؤمنون بفكرة المواطنة الكاملة. هذه المشكلة لا يتحمل وزرها الأزهر، أو الأوقاف فقط، هى مسئولية الجميع، وتعود لعقود طويلة، حينما اتخذت دولتنا قرارا كارثيا، بمداهنة المذهب الوهابى السلفى فى بدايات السبعينيات من القرن الماضى. من يومها بدأنا نتخلى عن الإسلام الوسطى الجميل فعلا، الذى يركز على الجوهر، لا المظهر. واستيقظنا عامى ٢٠١٢ و٢٠١٣ على أن التيار الدينى بوجوهه المختلفة، سيطر على غالبية مقاعد مجلسى الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية والحكومة، ولولا ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، فربما كنا وصلنا إلى الحالة الإيرانية أو الأفغانية، التى يقرر فيها المرشد الأعلى أو أمير طالبان مصير الدولة بأكملها.
نتمنى أن نرى قريبا ترجمة عملية لتوصيات هذا المؤتمر المهم الذى نظمته وزارة الأوقاف، حتى لا يتم ركنها بجانب ملايين التوصيات الاخرى فى الأدراج المتربة. لانه إذا كان الجميع يؤمن فعلا بالمواطنة فى الإسلام، فمن الذى يمنع تطبيق ذلك على أرض الواقع؟!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الذى يعرقل «المواطنة» فى الإسلام من الذى يعرقل «المواطنة» فى الإسلام



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday