«الربيع العربي» يضرب فلسطين
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

«الربيع العربي» يضرب فلسطين

 فلسطين اليوم -

«الربيع العربي» يضرب فلسطين

بقلم ـ محمد صلاح

ظلت النخب السياسية على مدى عقود، توجه أصابع الاتهام إلى الحكام العرب بالتخاذل أو التقاعس أو التهاون، كلما مارست إسرائيل الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، أو صعَّد الجيش الإسرائيلي من وحشيته وهمجيته ضد أبناء فلسطين. وبقيت النخبة السياسية تشيد بردود الفعل الشعبية في كل حادث أو تطور على الأراضي الفلسطينية، وتؤكد أن فلسطين ستعود بواسطة الشعوب لا الحكام، وأن الحق سيرجع طالما بقيت الجماهير العربية على موقفها الرافض لإسرائيل وأفعالها ومجازرها وإرهابها.

حل «الربيع العربي» وضرب دولاً عربية واحدة بعد الأخرى، وعلى رغم الانتصار عليه في مصر وتحجيمه في دول أخرى، إلا أن خرابه مازال يدور في ليبيا وسورية واليمن، وبقاياه تضرب العراق، ورذاذه يهدد الخليج، فانشغلت الشعوب العربية، إما بالاقتتال الداخلي، أو النضال من أجل الحفاظ على مجتمعاتها والتصدي لمؤامرات «الإخوان» وبقية الجماعات الإرهابية الأخرى وكشف محاولات التخريب القطري والتوسع التركي والتمدد الإيراني، بينما غالبية رموز النخبة العربية انقسمت أو حوّلت البوصلة في اتجاه الدوحة أو أنقرة أو واشنطن أو لندن، وصار أفرادها يبحثون عن إسقاط الحكام في الدول العربية ذاتها بدعوى أنهم تصدوا للربيع وقاوموا التغيير.

لم يكن التصعيد الاسرائيلي الأخير ضد قطاع غزة الأول ولن يكون الأخير، لكنه كشف إلى أي مدى صارت الجماهير «مشغولة» عن القضية الفلسطينية، تلهث من أجل حماية أنفسها من شظايا الثورات وحمم التظاهرات وجحيم الفوضى والانفلات. صحيح أن فئات من الجماهير العربية صارت لا ترى من حركة «حماس» الفلسطينية إلا مساوئها أو سلبياتها أو أفعالها التي أضرت بالقضية الفلسطينية ذاتها وببعض الدول العربية، إلا أن الشعوب العربية وعلى مدى الزمن، لم تكن تتخذ مواقفها بحسب من يحكم ما تبقى من فلسطين في الضفة أو القطاع؛ وإنما دائماً كانت تناصر الفلسطينيين وإن تحفظت على سياسات القادة وتنفجر وتتدفق إلى الشوارع مع كل تصرف إسرائيلي إجرامي وتهتف وتتعهد وتتوعد بغض النظر عن مواقف صاحب القرار الفلسطيني. بقيت الشعوب العربية تضغط على الحكام العرب وتدفعهم إلى الحد الأقصى من المواقف الممكنة تجاه إسرائيل، وحافظت القضية الفلسطينية على مدى عقود على توهجها وحضورها وتأثيرها داخل كل بلد عربي، حتى أتى ذلك الربيع الذي طاح الثوابت وعَصَف بالمبادئ، واندفع ليأكل الأخضر واليابس ويحرك النزاعات الطائفية والحراب الأهلي والعراك الفئوي ونشر الفوضى، وخلف مناخاً هو المثالي لتنظيمات كـ «الإخوان» ظلت تسعى على مدى تاريخها نحو مقاعد السلطة ودفع الشباب نحو الانضمام إلى تنظيمات إرهابية صارت تصرفاتها جزءاً من البيئة التي نشأت فيها، لكن الربيع العربي زاد من قسوتها وأعدادها وإجرامها.


 
هكذا فقدت القضية الفلسطينية ظهيراً شعبياً مهما وزخماً كانت الجماهير العربية تمنحه لها مع كل حدث أو تصرف إسرائيلي إرهابي، خصوصاً حين لاحظت الشعوب أن بنادق الإرهابيين وأحزمتهم الناسفة وُجّهت الى الشعوب العربية ذاتها وصوبت نحو الكنائس والمساجد في مدن وعواصم عربية، وأن اغتيال ضابط مصري أو شرطي سعودي أصبح مجالاً للفخر بين من ظلوا يزعمون أنهم سيزحفون على القدس بالملايين!

لم تتوقف إسرائيل منذ احتلال فلسطين عن محاولات الوقيعة بين الدول العربية ونشر الفتن بين شعوبها، وتحريض المسلمين ضد الأقباط، والشيعة ضد السنة، والرجال ضد النساء والشبان ضد الشيوخ والحكام ضد الجماهير والشعوب ضد المسؤولين، وعملت دائماً على استنزاف موارد الدول العربية وشغل أجهزة الأمن فيها بقضايا هامشية ووسائل الإعلام بتوافه الأمور، وضرب القطاع العام بالخاص وهدم مؤسسات الدول ووقف خطط التنمية وإفشال كل مشروع جديد، ومحاربة كل إنجاز أو نجاح، واستهداف التاريخ العربي بالتزييف والتزوير والفبركات. الآن ارتاحت إسرائيل إذ صارت هناك جهات أخرى تقوم بتلك المهام تحت غطاء الدين حيناً أو حقوق الإنسان في أحيان أخرى، وبزعم تحقيق الحريات أو العدل أو محاربة الفساد، فكانت النتيجة أن ارتبك الحكام وانشغلت الشعوب وتفرغت إسرائيل لابتلاع ما تبقى من فلسطين!

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الربيع العربي» يضرب فلسطين «الربيع العربي» يضرب فلسطين



GMT 06:23 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

نهاية الأسبوع

GMT 04:38 2019 الإثنين ,06 أيار / مايو

سيناء تضرب "الإخوان"

GMT 04:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

لا شبهة انحياز

GMT 03:35 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نهاية الأسبوع

GMT 03:57 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

حلم الثورة الضائع!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday