المنيا «إخوان» وأقباط
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

المنيا: «إخوان» وأقباط

 فلسطين اليوم -

المنيا «إخوان» وأقباط

بقلم : محمد صلاح

خرجت الدولة المصرية من نفق الربيع العربي، وتتعافى الآن من أمراضه وجراحه، وطوى المصريون صفحة «الإخوان» وتجاوزوا مرحلة إرهاب الجماعة، ويتعاملون الآن مع مؤامراتها ومحاولاتها إعادة الفوضى وزرع الفتنة ونشر الأكاذيب، لكن الحكم في مصر أيضاً في محل اختبار، لا يمكن التعامل معه إلا بقوة القانون وصرامة تنفيذه، فما يحدث كل فترة في محافظة المنيا من اعتداءات على الأقباط لا يمكن أن يستمر في ظل دولة انتصرت على «الإخوان» وهزمت الإرهاب ونجت من أعاصير الربيع العربي.

إن المنيا التي هي مسقط رأس طه حسين ولويس عوض ونعمات أحمد فؤاد، تعد أكثر المحافظات معاناة من التوتر الطائفي في مصر. صحيح أن حدة التوترات تراجعت بصورة ملحوظة في الشهور الأخيرة، إثر إقرار قانون «بناء الكنائس» في أيلول (سبتمبر) العام 2016، ودخوله حيز التنفيذ في العام التالي، إلا أنها تتكرر بشكل ما زال لافتاً. وعادة ما تنشب النزاعات الطائفية في المحافظات إثر تدشين أهالي قرى من المسيحيين كنائس في منازل دون ترخيص وإقامة شعائرهم فيها، ما يثير حفيظة أهالي القرية من المسلمين. وآخر تلك التوترات ما حدث قبل أيام من صدامات طائفية في قرية «دمشاو هاشم» بسبب كنيسة دُشّنت دون ترخيص.

وكانت لجنة لتقنين بناء الكنائس شُكِّلت برئاسة رئيس الحكومة وفقاً للقانون المذكور قامت بمنح حق تراخيص رسمية لآلاف الكنائس المنتشرة في قرى مصر من دون تراخيص، بعد الوفاء باشتراطات معينة، علماً أن العرف جرى في ريف مصر على أن يُقيم المسيحيون شعائرهم الدينية في منازل يمتلكها أقباط من دون تحويلها رسمياً إلى كنيسة، وغالباً ما تثير تلك الوضعية مشكلات لو أراد الأقباط رفع صلبان على المبنى أو قصده مسيحيون من خارج القرية.

وحسب كتاب الإحصاء الصادر في العام 2016 عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن عدد سكان محافظة المنيا يتخطى 5 ملايين و 228 ألف مواطن، النسبة الكاسحة منهم تعيش في الريف، ونصف السكان تقريباً أميّون، ونسبة التعليم الجامعي لا تتخطى 5 في المائة، فضلاً عن أن المحافظة تضم عدداً من القرى الأكثر فقراً في مصر.

ولا يوجد إحصاء رسمي بعدد الأقباط في مصر، لكن تقديرات كنسية تشير إلى أن 30 في المئة من سكان المنيا من المسيحيين، يُشكلون أكبر تجمع من المسيحيين في مصر، بينهم أثرياء المحافظة، وإن كانت غالبيتهم، كبقية أهاليها، من الفقراء.

ظلت محافظة المنيا على مدى عقود أحد أهم روافد التيار الديني المتشدد الذي سيطر على زوايا ومساجد قراها وزرع بذور الفتنة فيها، وفيها تأسست جماعة «التكفير والهجرة» في المناطق الجبلية حول أبو قرقاص في العام 1971، وبمرور الزمن باتت أرضاً خصبة لنمو الأفكار المتشددة.

ويزيد من حدة التوتر أن غالبية قرى ونجوع المنيا لا توجد فيها كنائس، فضلاً عن بعد المسافة بين سكان قرى عدة من المسيحيين وأقرب كنيسة إليهم، لذا يضطرون إلى الصلاة في منزل أحد السكان في حضور قس. وهنا يلعب التيار المتشدد دوراً محورياً في نشر الفتاوى الطائفية بين السكان، حتى يصل الأمر إلى الصدام. يتبنى «الإخوان» الآن حملة للدفاع عن أقباط المنيا، بينما لم ينس المصريون بعدُ مشاهد هجمات عناصر الجماعة على الكنائس بعد ثورة الشعب المصري ضد حكم محمد مرسي، عندما حشد «الإخوان» أنفسهم في مواجهة أكثر من 80 كنيسة وكان لمحافظة المنيا النصيب الأكبر من الهجمات بهدف إثارة الفتنة ونشر الفوضى والخراب في البلاد وتحريض الغرب لحماية المسيحيين في مصر، وفي الوقت ذاته الإيحاء لـ «الإخوان» والمتعاطفين معهم بأن الجيش يساند الأقباط على حساب المسلمين!!

عموما، آن الأوان لأن يضع الحكم في مصر حداً لتصرفات وسلوكيات تخرق القانون، تحدث في المنيا غالباً وفي محافظات أخرى أحياناً، تفسد المناخ العام وتهدد السلم الأهلي وتستغل «الإخوان» وغيرهم من القوى والجهات الكارهة مصر لفرملة التطورات الإيجابية المتسارعة في البلاد. يحرص السيسي على حضور احتفالات أعياد المسيحيين، وكسرت الدولة تابوهات عتيقة، وأصبح هناك الوزير والمحافظ من الأقباط، ويترقب الناس قريباً الانتهاء من تدشين أكبر كنيسة كاتدرائية في العاصمة الإدارية الجديدة، لكن إيجابيات كتلك يختفي صداها خلف مأساة الأقباط في المنيا!

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنيا «إخوان» وأقباط المنيا «إخوان» وأقباط



GMT 06:23 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

نهاية الأسبوع

GMT 04:38 2019 الإثنين ,06 أيار / مايو

سيناء تضرب "الإخوان"

GMT 04:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

لا شبهة انحياز

GMT 03:35 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نهاية الأسبوع

GMT 03:57 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

حلم الثورة الضائع!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday