فرنسا ومصير الثورات
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

فرنسا ومصير الثورات

 فلسطين اليوم -

فرنسا ومصير الثورات

بقلم-محمد صلاح

من المنطقي أن تحظى الأوضاع في فرنسا باهتمام المواطن العربي، خصوصاً في الدول التي عصف بها الربيع العربي ودمر البنية التحتية فيها وضرب البنية المجتمعية لأبنائها، أو الدول التي نجت من الدمار أو قاومت الخراب، أو تلك التي لازالت تدفع ثمن تورط الناشطين فيها في التحالف مع جماعات أو تنظيمات، كالإخوان مثلاً، في نشر الفوضى والوقيعة بين مؤسسات الدولة وفئات المجتمع أو طوائفه. يرقب المواطن العربي سلوك أصحاب «السترات الصفراء» في فرنسا ويقارن بينه وبين أفعال المحتجين في بلاده، حين استجابوا لتحريض جماعات خارجية لها مصالح، وتنظيمات ونشطاء في الداخل لهم حسابات وأهداف وأطماع وطموحات، كما يرصد ردود فعل الحكومة الفرنسية والرئيس ماكرون ويقارن بينها وبين ردود فعل الحكومات العربية والرؤساء الذين ضربت رياح الربيع العربي، قبل سنوات، بلادهم. كما يهتم المواطن العربي وبشدة بمواقف أطراف لعبت أدواراً مهمة في تفجير الاحتجاجات في بلاده وتوجيهها وتحريض الناس وتأجيج المشاعر والصيد في كل مياه عكرة لإفساد أي محاولة لتهدئة الغاضبين وكبح جماح الثائرين، ويلاحظ أن الأطراف نفسها بدّلت من مواقفها وغيّرت من مفرداتها وأنماط سلوكها وسياساتها وأفعالها تجاه ما يجري في فرنسا، فوسائل الإعلام التي تملكها قطر، أو تحركها وتنفق عليها والتي لم تفوت، ولاتزال، أي فرصة إلا وانتهزتها من أجل الإساءة إلى الحكام العرب وتحريض الجماهير ضدهم، لم يكن الحدث الفرنسي على أولوية اهتمامها وتقاريرها وبرامجها، والإخوان الذين احتلوا الاستديوهات في القنوات التركية ولازالوا يسعون إلى إحياء الربيع العربي بعد موته، سعوا إلى استغلال الأوضاع في فرنسا لتحفيز الشعوب العربية بأي شكل لإعادتهم إلى الشوارع والميادين دون التركيز على الحدث الفرنسي نفسه، وعشرات المنظمات الحقوقية والمراكز البحثية الغربية لازالت تراوح مكانها؛ إما بتكرار التقارير عن قضية خاشقجي أو ريجيني. أما هؤلاء الناشطون الذين سطعوا وبرزوا وتوهجوا مع الربيع العربي واحتضنتهم الدوائر الغربي وصاروا نجوماً لدى الآلة الإعلامية القطرية واحتفى بهم الإخوان وروجوا كلامهم ونظرياتهم، فلم يهتموا كثيراً بما يجري في فرنسا إلا من زاوية واحدة، مفادها أن ثورات الشعوب ضرورة حتمية.

كان من الطبيعي أيضاً أن يهتم المواطن العربي بالاطلاع على رأي من وصفوه بـ «عراب الربيع العربي» وهو الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي، الذي كان حاضراً في أحداث الربيع العربي؛ إما منظراً ومحرضاً ومؤيداً، أو حتى في الشوارع والميادين وبين جموع المتظاهرين محمساً لهم موجهاً لحركاتهم وتحركاتهم ومشعلاً لمشاعر غضبهم، لكن المفاجأة أن الرجل لم يعد متحمساً للثورة أو مؤيداً للغاضبين بل منتقداً وحزيناً على سلوك أصحب «السترات الصفراء» ومديناً لأفعالهم ومشبهاً إياهم بأصحاب «القمصان السوداء» في إيطاليا ثلاثينات القرن الماضي.

ليفي الذي كان يرى أن ضحايا الثورات العربية هم وقودها صار يتباكى على سقوط ضحايا في شوارع فرنسا، وهو عبر عن غضبه لوقوع أضرار مادية في المنشآت العامة والخاصة وبعض معالم العاصمة الفرنسية جراء الاحتجاجات!! ودعا في مقالة نشرت في صحيفة «لوبوان» أصحاب «السترات الصفراء» إلى «التعاون مع الشرطة الفرنسية خلال الاحتجاجات من أجل توقيف أصحاب «السترات السوداء» قاصداً مرتكبي حوادث العنف ولصوص المحلات، وقال: «ليس هناك شك في أن اللصوص من اليمين المتطرف واليسار المتطرف سيظهرون مرة أخرى بتخريبهم وإرهابهم وتدنيسهم»، عراب الربيع العربي لم يبدل كلامه أو موقفه أو آراءه لكون الحدث هذه المرة يؤثر على بلده ومجتمع وشخصه فقط، وإنما أيضاً تنصل من تاريخه في دعم حركات الاحتجاج والترحيب باستخدام العنف لقلب أنظمة الحكم، ووصل به الحال إلى مطالبة أصحاب السترات الصفراء بالتحلي بالشجاعة «لوقف الاحتجاجات وإبعاد المتطرفين». على أساس أن السماح للكراهية المتحمسة أن تتفوق على الأخوة هو اختيار للتدمير لا الإصلاح ولن يجلب سوى الفوضى». ليفي نفسه الذي لم يتوقف عن تحريض الشعوب العربية للثورة على أنظمة الحكم حتى لو بالعنف، وجال بين دول عربية عدة لشحذ الجماهير وإظهار دعم الغرب للاحتجاجات، خلص في حديثه إلى الفرنسيين إلى أن عدم الاستجابة إلى نصائحه بالنسبة لأصحاب «السترات الصفراء» «سينتهي بهم المطاف إلى مزبلة التاريخ»، أي المكان نفسه الذي كان عراب الربيع العربي يريد أن يلقينا فيه.

نقلا عن الحياة 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا ومصير الثورات فرنسا ومصير الثورات



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday