ترامب يمنح النفط السوري رسميًّا لـ”الإدارة الذاتيّة الكرديّة” شرق الفرات وإسرائيل أكثر المُحتفلي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ترامب يمنح النفط السوري رسميًّا لـ”الإدارة الذاتيّة الكرديّة” شرق الفرات وإسرائيل أكثر المُحتفلي

 فلسطين اليوم -

ترامب يمنح النفط السوري رسميًّا لـ”الإدارة الذاتيّة الكرديّة” شرق الفرات وإسرائيل أكثر المُحتفلي

عبد الباري عطوان
بقلم : عبد الباري عطوان

الاتّفاق الذي أبرمته ما تُسمّى بالإدارة الذاتيّة في شمال شرق سورية مع شركة أمريكيّة (ديلتا كرسنت إنرجي) بشأن تطوير واستِثمار حُقول النفط السوريّة، بمُباركةِ إدارة الرئيس دونالد ترامب، وترحيب واحتفال إسرائيلي، طعنة مسمومة في الظّهر، ليس للحُكومة والشّعب السوريين، وإنّما للأمّة العربيّة بأسرها سيَكون لها انعِكاساتها السلبيّة على العُلاقات العربيّة الكرديّة، وسَتُشكّل إحراجًا لبعض القِوى التي تتعاطف مع المظالم التاريخيّة للشّعوب الكرديّة في المِنطقة.

هذا الاتّفاق الذي جاء في إطار قانون “قيصر” التّجويعي التّفتيتي لسورية، يُؤكّد أنّ مُعظم القِيادات الكرديّة لا تَكُن أيّ ودٍّ للعرب، ولا تتعلّم من أخطاء الماضي ودُروسها القاسية المُذلّة، وأبرزها الخُذلان الأمريكي الإسرائيلي المُزدَوج لهم، وتتحوّل دائمًا إلى أدواتٍ في خدمة مُؤامرات هذا الثّنائي على الأمّتين العربيّة والإسلاميّة.

***
لم تُقَدّم أيّ دولة في المِنطقة ما قدّمته الدولة السوريّة للأكراد من دَعمٍ ومُساندةٍ طِوال السّنوات الخمسين الماضية تقريبًا، والغالبيّة السّاحقة منهم الذين يتآمرون حاليًّا على وحدة الأراضي السوريّة، وجدوا فيها الحاضنة الحَنون عندما لجأوا إليها هَربًا من الاضّطهاد التركي، وكان آخر حلقات هذا الدّعم منح 300 ألف منهم الجنسيّة السوريّة قبل عشر سنوات فقط، وكان رد الجميل التّعاون مع المُؤامرة الأمريكيّة الإسرائيليّة واستِغلال انشِغال الجيش العربي السوري في الدّفاع عن سِيادة بلاده، واستِعادة أراضيه، لسَرِقَة النّفط والثّروات السوريّة والانخِراط في هذه المُؤامرة الخَطيرة.

مظلوم عبدي قائد قوات سورية الديمقراطيّة (قسد) الذي وقّع هذا الاتّفاق بتحريضٍ إسرائيليٍّ وحمايةٍ أمريكيّة، لم يقرأ التّاريخ جيّدًا، وفُصوله الأخيرة في العِراق وأفغانستان على وجه التّحديد، فقاعدة الشدادي الأمريكيّة التي تَضُم 500 جندي التي تَحمِي الحُقول النفطيّة السوريّة المسروقة، لن يكون مَصيرها أفضل مِن نظيراتها في العِراق التي تقلّصت من 13 قاعدةً إلى أقل من ثلاث، وباتت القوّات الأمريكيّة تهرب منها هَلعًا ورُعبًا من صواريخ وهجمات قوّات المُقاومة العِراقيّة.

أمريكا لا تملك حُقول النفط السوريّة حتى تمنحها لعُملائها في الإدارة الذاتيّة الكرديّة، وإذا كانت أولويّات الجيش العربي السوري مُنشغلةً حاليًّا في كيفيّة استِعادَة السيادة السوريّة على إدلب، فإنّ هذا لا يعني السّماح لمُؤامرة سرقة الثروات السوريّة وأراضيها الخصبة شرق الفرات بالمُرور، ومثلما استعادت حلب وحماة ودير الزور والغوطة الشرقيّة وتدمر ستستعيدها حتمًا، فالمسألة مسألة أولويّات، والتمسّك بسياسة النّفس الطّويل، وتجنّب فتح جبهات جديدة.

السيّد مظلوم عبدي وزملاؤه في القِيادة، يحتاج إلى مَن يُذكّره بأنّ المُقاومة العِراقيّة التي هزمت أكثر من مئة ألف جندي في العِراق تدرّبت وتسلّحت في مُعظمها مِن الدولة السوريّة، وتكوّنت من أبناء القبائل العربيّة الأصيلة، لن تعجز نظيرتها السوريّة التي ستتأسّس قريبًا جدًّا عن هزيمة 500 جندي أمريكي في قاعدة الشدادي جنوب الحسكة.

القيادات الكرديّة في مِنطقة الحُكم الذّاتي ربّما تنسى في ذروة احتفالها بالحماية الأمريكيّة الإسرائيليّة، والكعكة النفطيّة المغشوشة، أنّها بمِثل هذه الخطوة تستعدي قوى عُظمى وإقليميّة مِثل روسيا التي كانت تقف دائمًا في خندق الأكراد، وتركيا الدولة الإقليميّة الكُبرى التي لا يُمكن أن تقبل بكيانٍ كرديٍّ في سورية، أو حتى في المريخ، وإيران زعيمة محور المُقاومة إلى جانب القبائل العربيّة السوريّة التي تُجَسِّد الأكثريّة في المِنطقة النفطيّة المسروقة.

لا نَستغرِب، ولا نَستبعِد، أن تُؤدّي هذه المُؤامرة الأمريكيّة إلى عودة التّنسيق السوري التركي لمُحاربة هذه النّزعات الانفصاليّة الكرديّة ليس في سورية وإنّما في تركيا والعِراق وإيران أيضًا، والعداوات ليست دائمة، والمصالح المُشتركة تتقدّم على ما عداها في مُعظم الأحوال، وما دائم إلا وجه الله سبحانه وتعالى.
***

أراضي شرق الفرات وثرواتها النفطيّة هي مُلكٌ للشّعب السوري، وليس للدولة أو الحُكومة السوريّة فقط، وهذا الشّعب العربيّ الأصيل لن يُفرّط بثرواته وقُوت أبنائه وسيُقاوم الاحتِلال الأمريكيّ ومن يستظلّون بمظلّته مثلما قاوَم الاحتلالين التركيّ والفرنسيّ ويُقاوم حاليًّا العُدوان الإسرائيلي.

نعم.. لُصوص تَسرَق، ولُصوص تَشتَرِي، وسيأتي يوم قريب سيدفع فيه الجميع ثمن جرائمهم، وستعود المسروقات كاملةً إلى أصحابها، مثلما عادت مثيلاتها في القارّات الإفريقيّة والآسيويّة والأمريكيّة الجنوبيّة، “فالعظمة” الأمريكيّة تتآكل، والغطرسة الإسرائيليّة تتحوّل إلى حالةٍ من الرّعب والهلَع بسبب صواريخ المُقاومة ورجالها.. وستعود سورية عزيزةً مُهابةً بعد هزيمة المُؤامرة.. والأيّام بيننا.

قد يهمك ايضا : 

 القوى الكردية السورية تتفق على 5 مبادئ سياسية برعاية أميركية وفرنسية

المسماري يوثق تواجد "فرقة السلطان مراد" السورية في "معسكر اليرموك" الليبي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يمنح النفط السوري رسميًّا لـ”الإدارة الذاتيّة الكرديّة” شرق الفرات وإسرائيل أكثر المُحتفلي ترامب يمنح النفط السوري رسميًّا لـ”الإدارة الذاتيّة الكرديّة” شرق الفرات وإسرائيل أكثر المُحتفلي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء

GMT 00:41 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة مي عز الدين تفند شائعات ارتباطها بأحد رجال الأعمال

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

اتبعي الطرق الصحية لتنظيف فراشك مرة كل شهر

GMT 02:29 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم رائعة من السيراميك الأنيق للمنازل بتوقيع "الشريف"

GMT 22:38 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

جالطة سراي يضمّ ماريانو لصفوف الفريق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday