ماذا تعني زيارة الأسد لبوتين
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ماذا تعني زيارة الأسد لبوتين؟

 فلسطين اليوم -

ماذا تعني زيارة الأسد لبوتين

بقلم : هاني عوكل

يوم الإثنين الماضي، طار الرئيس السوري بشار الأسد إلى سوتشي للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في إشارة واضحة إلى أن النظام السوري بات الطرف الأقوى في معادلة النزاع السوري، والطرف المتحكم بقواعد اللعبة على مختلف الصعد السياسية والعسكرية.

زيارة الأسد إلى روسيا تعكس رسالة لا لبس فيها، وهي أن النظام السوري وروسيا التي تقف خلفه، انتصرا على «داعش» وأنهيا وجوده في آخر معاقله بمنطقة البوكمال الدير زورية، وأن النظام السوري منفتح لشراكة حقيقية مع بقية القوى الفاعلة على الأرض.

أول زيارة قام بها الرئيس السوري إلى روسيا، كانت متزامنة تقريباً مع إعلان الأخيرة التدخل العسكري لإنقاذ سورية من ورطتها قبل عامين وشهر تقريباً، ولم يسبق للأسد أن زار دولاً خلال فترة النزاع السوري، باستثناء موسكو التي تقدّم له كل أنواع الدعم.

كلا الزيارتين حملتا أهدافاً واضحة، حيث تلخصت زيارة الأسد الأولى في القبول بالتدخل العسكري الروسي وإضفاء الشرعية على هذا الوجود من قبل النظام السوري الذي يمسك بمفاصل الدولة السورية، وأما الزيارة الثانية فتتعلق أولاً بقوة العلاقات التي تربط البلدين، وثانياً بقبول سوري للجهد الروسي في الذهاب نحو حل سياسي تراه مناسباً لمصلحتها ومصلحة حليفها النظام السوري.

بوتين حين التقى نظيره السوري، قال: إنه ينبغي التركيز الآن حول المسار السياسي لتسوية الأزمة السورية، وهذا التصريح مرتبط بالإنجاز الذي حققته روسيا مع القوات الحكومية السورية للقضاء على «داعش» الإرهابي في سورية.

ربما نصح الرئيس الروسي نظيره السوري للمجيء إلى سوتشي، بهدف تأكيد أن النظام السوري الذي حقق إنجازات عسكرية ملحوظة، خصوصاً في الفترة الأخيرة، مستعد للقبول بحوار يجمع كافة مكونات الشعب السوري على قاعدة المحاصصة.

بوتين أراد أن يقدّم حليفه السوري على أنه قوي في معادلة النزاع، وأنه أيضاً مقبول بين الأطراف الدولية المؤثرة في النزاع السوري، وإلا ما تفسير ربط اللقاء الذي جمع الرجلين، باتصالات هاتفية أجراها الرئيس الروسي مع كل من نظيره الأميركي ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان والمصري عبد الفتاح السياسي والإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

نعم هو أراد أن يُسوّق فرضية أن النظام السوري مستعد لتقديم تنازلات من أجل المضي قدماً في وضع حد للنزاع السوري الذي مضى عليه أكثر من ستة أعوام، والحقيقة أن بوتين أشار في تصريحاته بعيد لقائه الأسد إلى أنه على الأطراف السورية الانخراط في عملية سياسية جدية تستلزم منهم تقديم تنازلات، ويشمل ذلك النظام السوري.

ولم يرد بوتين أن يفتح جبهة نزاع مع الأكراد ولا مع المعارضة السورية المعتدلة، فهو يعتبر هؤلاء جزءاً أصيلاً من الشعب السوري وامتداداً له، وبالتالي الأولى في إستراتيجية الرئيس الروسي أن يجري دمجهم في ظل حكومة شاملة تستوعب جميع هذه المكونات السياسية الفاعلة على الأرض.

الدليل على ذلك، أن النظام السوري حين أنهى «داعش» من آخر مناطقه (البوكمال)، لم يستكمل النزاع العسكري باستفزاز الأكراد، ولا المعارضة المعتدلة في مناطق تواجدها، وجرى تسويق مسار سياسي جديد في روسيا، يهدف إلى جمع مكونات الشعب السوري في مؤتمر دولي من غير المعروف متى سيعقد.

المكالمة الهاتفية التي أجراها بوتين مع ترامب، استغرقت أكثر من ساعة تقريباً، ويبدو أن مصير الأسد لم يكن أحد عناوينها، وربما أعطى الرئيس الروسي سلّماً لنظيره الأميركي حتى ينزل منه ويقبل بفكرة جمع السوريين في سوتشي على قاعدة الشراكة الوطنية لحماية وصون وحدة الأراضي السورية.

هذا السلّم إما سينزله ترامب إلى حيث يوجد نوع من التوافق على تسوية الأزمة السورية بتطبيق الحوامل الثلاثة: شكل الدولة وعنوانها الرئيس ومكوناتها، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، ووضع دستور جديد، أو أن يقرر الرئيس الأميركي الصعود إلى قمة السُلّم.

إذا صعد ترامب إلى قمته، فمن المرجح أنه سيسأل عن وجود قواته في سورية، ذلك أن إيران الحليف الداعم للنظام السوري اشتكت مؤخراً من هذا الوجود، والحال أيضاً أن النظام السوري ومعه روسيا سيشتكون من الوجود الأميركي مستقبلاً، إذا لم يحدث حل سياسي يلبي كافة الأطراف.

على كل حال، يلحظ أن روسيا باتت تمتلك خيوط اللعبة في الملف السوري، حيث إن استحداث المسار السياسي الذي دعت إليه مؤخراً، المتصل بجمع مكونات الشعب السوري على أرضها، وهذا المسار لاقى استحسان وموافقة الإيرانيين والأتراك.

بوتين حصل على الموافقتين الإيرانية والتركية للمضي قدماً في مسار سوتشي الجديد، جرى بعد أن ودّع الأسد واستقبل بعد يوم الرئيسين حسن روحاني ورجب طيب أردوغان، ومن هناك دعت هذه الأطراف إلى الانخراط في مسار سوتشي.

مع ذلك تبقى هناك عقد متنوعة للحديث عن تسوية سورية تناسب المقاس الروسي، إذ إن الموضوع الكردي موضوع ثقيل بالنسبة للأتراك الذين يعتبرون هذا الوجود خطراً على الأمن التركي، خصوصاً إذا ما أدمج هؤلاء في حكومة سورية جامعة.

أيضاً تبرز المشكلة القديمة المتعلقة بموقف المعارضة السورية المعتدلة من مصير الأسد، هذا الذي تربطه لتحقيق انتقال سياسي في سورية بضرورة رحيله. غير أن رياح المعارضة تسير عكس سفن النظامين الروسي والسوري، لأنه لم يجر في الأساس التطرق إلى مستقبل الرئيس السوري بين بوتين والأسد.

وفي التقدير، إن زيارة الأسد ربما تدل على أن روسيا قد طوت بالفعل مسألة هذا الطرح حول مستقبله، وأن رهانها يتعلق إما باستيعاب باقي مكونات الشعب السوري في العملية السياسية بسورية، أو إعلان الحرب على قوات سورية الديمقراطية والمعارضة المعتدلة التي تشكل مكونات مهمة ضمن المجتمع السوري.

صحيح أن القوات الحكومية السورية حققت انتصارات ملحوظة في جبهة النزاع، لكن لا يزال الحل السياسي بحاجة إلى وقت جيد للحديث عن تسوية شاملة بالفعل، فقد سعت روسيا إلى تقليل عدد اللاعبين الدوليين المؤثرين في النزاع السوري، وهي تحاول ترويضهم للقبول بمسارها السياسي، أو فتح النار عليهم بأدواتها في سورية، البلد الذي احترق بنار النزاع.

الأسد الذي استمع إلى نصائح صديقه بوتين، فوّض أمره للدب الروسي حتى يأخذ حقه بالسياسة، كما أخذ حقه بالنزاع العسكري، ففي نهاية الأمر الموضوع له علاقة بصراع بين القوى الكبرى التي تكالبت على سورية حتى تحطمها وتعيد بناءها من جديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تعني زيارة الأسد لبوتين ماذا تعني زيارة الأسد لبوتين



GMT 09:19 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

الـــوعـــي أهــــم مـــن «كـــورونــــــــا»

GMT 05:59 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

كلنا مسؤول في عصر "كورونا"

GMT 07:08 2020 السبت ,23 أيار / مايو

أوروبا وسياسة الضم

GMT 07:08 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

أنقذوا سورية من «كورونا»

GMT 05:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday