الحساسية التركية من العقدة الكردية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الحساسية التركية من العقدة الكردية

 فلسطين اليوم -

الحساسية التركية من العقدة الكردية

بقلم : هاني عوكل

قبل عدة أيام أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن جهوزية بلاده للقيام بعملية عسكرية في محافظة إدلب بمعاونة المعارضة السورية المعتدلة التي تدعمها أنقرة، دون أن يحرك هذا الموضوع أي ردود فعل خصوصاً من النظام السوري.

أسباب العملية التركية واضحة وضوح الشمس، إذ سبق أن تدخلت تركيا عسكرياً في سورية لحماية ما تسميه أمنها القومي وحدودها، على إثر نشاط كردي محموم ترى فيه أنقرة كارثة كبيرة على أمنها ومستقبلها السياسي إذا ما تطور هذا النشاط وتحول إلى وجود ثابت متاخم للحدود التركية- السورية.

إذن، يمكن القول إن عملية إدلب عنوانها التركي الأساسي هو دفع البلاء القادم من الخطر الكردي المنتشر في الشمال السوري، بالإضافة إلى عناوين أخرى مهمة، لكنها تقل أهمية عن موضوع الملف الكردي الذي يثير استياء القيادة السياسية التركية.

على أن هذه العملية مرتبطة بالزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا، ولقائه الرئيس أردوغان الذي أثار ملفات عديدة متعلقة بالشأن السوري، في مقدمتها الملف الكردي، خاصةً وأن أنقرة تنظر بتشاؤم إلى الموقف الأميركي الناعم مع الأكراد عموماً، وفي القلب منهم أكراد سورية.

أردوغان يبدو أنه أخذ ضوءاً أخضر من الرئيس الروسي للتدخل العسكري في إدلب، ولعل هذا يصب في مصلحة الطرفين، لا بل يصب في مصلحة جميع الأطراف الداعمة للنظام السوري، بما فيه الأخير، ذلك أن أكراد سورية يتطلعون إلى حكم ذاتي ينسجم مع الإنجازات العسكرية التي حققوها في الشمال السوري.

ويبدو أن سكوت النظام السوري عن الوجود التركي له علاقة بعاملين، الأول أن القوات الحكومية السورية لا تريد فتح جبهة من القتال مع الأكراد السوريين، والثاني أنها توكل هذا الموضوع ضمنياً إلى تركيا حتى تؤمن حدودها والحدود السورية من وجود حزام كردي يهدد مصالحها.

 الروس مستفيدون من الدور التركي، لأنه على ما يبدو جرى اتفاق بوتيني- أردوغاني على البدء في فصل المعارضة السورية المعتدلة عن المتطرفة، وحدث أن قامت القوات الجوية الروسية بضرب أهداف تابعة لهيئة تنظيم الشام التي تشكل "جبهة النصرة" واحدة من أعمدتها.
الطرفان الروسي والتركي متفقان على أن هذا الإجراء الجراحي لإبعاد الخطر الكردي عن تركيا، هو إجراء مؤقت ولن يدوم حتى تحقق العملية التركية أهدافها، حيث سبق وأن عبّر وزير الدفاع التركي جانيكلي عن هذا السياق بالقول إن بلاده ينبغي أن تظل في إدلب إلى أن يزول التهديد.
تركيا متحسسة جداً من الوجود الكردي على حدودها، ومتحمسة لجهة كبح جماح التمدد الكردي في المنطقة، وهي ترى في احتمالات قيام حكم ذاتي كردي داخل الأراضي السورية كارثة كبرى على الأمن والسيادة التركية، لأن ذلك قد يفتح شهية أكراد تركيا للمطالبة بحكم ذاتي، وقد لا يتوقف الأمر عند هذا الحد.
غير أن هناك أسباباً أُخرى متصلة برغبة أنقرة شن هذه الحملة على إدلب، منها أن القيادة التركية متخوفة من احتمال هروب الجماعات السورية المتطرفة إلى الداخل التركي، وهذا أمر وارد وممكن جداً في ظل مستجدات النزاع السوري المقبل على فصل أخير في عملية الحسم.
أيضاً من بين الأسباب أن تركيا ترغب في دعم المعارضة السورية المعتدلة وإسنادها عسكرياً وسياسياً، ويمكن القول في هذا الإطار إن أنقرة تريد أن تحجز للمعارضة المعتدلة مكاناً مقبولاً في الفعل السياسي بسورية بعد أن يضع النزاع أوزاره.
خلاصة القول هنا إن هناك تقاطعاً في المصالح الروسية والتركية والسورية وحتى الإيرانية من عملية إدلب التي تهدف أيضاً إلى تجهيز هذه المنطقة حتى ينطبق عليها مفهوم خفض التوتر، وبالتالي تصلح لأن تكون خزاناً ديمغرافياً يستوعب السوريين ويمنع من ظهور موجة جديدة من الهجرات ناحية الحدود التركية.

الإيرانيون حالهم حال الأتراك من الموقف الكردي، ينظرون بأهمية بالغة لأي وجود كردي قوي في المنطقة قد يهدد مصالحهم مستقبلاً، فهذه الدول سورية والعراق وإيران وتركيا تشكل حواضن لوجود كردي متغلغل فيها، وأكراد تركيا يشكلون حوالي 56% من أكراد العالم ويصلون إلى حوالي 20 مليون شخص يعيش معظمهم في الجنوب الشرقي لتركيا.

ثم إن التحرك التركي يأتي بعد أن ملّت أنقرة من القيادة السياسية الأميركية التي لم تستجب لتخوفات الأولى من تنامي الوجود الكردي السوري على حدودها، وسبق أن أطلقت أنقرة عملية "درع الفرات" العسكرية التي هدفت إلى قتال وإبعاد الأكراد وعناصر من تنظيم "داعش" عن حدودها.

يبدو أن الموقف التركي من النظام السوري بدأ يميل إلى ضرورات تقبل الأمر الواقع، من حيث عدم المجاهرة ليلاً نهاراً برحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة، وهي-أنقرة- على الرغم من بقائها على مسافة من روسيا والنظام السوري من هذا النزاع، إلا أنها مستدركة بأن مصلحتها تقتضي التواصل مع موسكو والتصالح مع دمشق.

والحقيقة أن تركيا تتعاون وتنسق مع الروس في سورية، انطلاقاً من أن مصلحتها تكمن في وضع يدها إلى اليد الروسية وتبادل المصالح في الملعب السوري، وقد لا نستبعد أن يحصل تعاون تركي- سوري في المستقبل على قاعدة المصالح المشتركة.

هذا هو المعنى الحقيقي للسياسة، فهي لا تعترف بالأخلاق ولا تتحرك على هذا الأساس، وإنما هي تعبير صريح عن التقاء المصالح، فحصل في التاريخ أن عدو الأمس هو صديق مقرب اليوم، وقد يلتقي ويتصالح الطرفان التركي والسوري تحت يافطة تحجيم التوسع الكردي في المنطقة.

أنقرة لن توافق بأي حال من الأحوال على وجود كردي سوري له أظافر وأسنان وقادر على أن يهددها ويتواصل مع نصفه الآخر في تركيا، ولا هو النظام السوري منحاز لفكرة وجود كردي قد يهدد سيادته الوطنية، لكن أيضاً ينبغي الأخذ بالحسبان أن سورية الأسد قد تحتوي الملف الكردي وتُهدّد فيه تركيا، وهذا أمر خاضع لالتقاء المصالح وحسابات الكبار والصغار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحساسية التركية من العقدة الكردية الحساسية التركية من العقدة الكردية



GMT 09:19 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

الـــوعـــي أهــــم مـــن «كـــورونــــــــا»

GMT 05:59 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

كلنا مسؤول في عصر "كورونا"

GMT 07:08 2020 السبت ,23 أيار / مايو

أوروبا وسياسة الضم

GMT 07:08 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

أنقذوا سورية من «كورونا»

GMT 05:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday