الأجنبي يفسد سورية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الأجنبي يفسد سورية

 فلسطين اليوم -

الأجنبي يفسد سورية

بقلم : هاني عوكل

لا مجال للحديث في هذه الأوقات عن جدية أي مسار سياسي في ظل تصاعد النزاع السوري وضغط الوجود الأجنبي الذي يهدد بقوة وحدة الأراضي السورية، والذي لا يهمه سوى تأمين مصالحه الحيوية بصرف النظر عن أي اعتبار آخر.

المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي مستورا لخّص ما يجري من أحداث متسارعة تمثل لحظة خطيرة في قاموس النزاع السوري، إذ اعتبره الأسوأ منذ خمسة أعوام في ظل قصف القوات الحكومية مواقع المعارضة السورية بمحافظة إدلب، فضلاً عن تزايد التدخل الأجنبي في سورية.

هذا التصعيد الأجنبي الخطير في سورية مؤخراً، مرده إلى سعي بعض القوى الدولية لتغيير قواعد اللعبة، خصوصاً بعد الاختراق العسكري الذي حققته القوات الحكومية السورية في محيط إدلب، وسط حديث عن تراجع الدور العسكري للمعارضة.

الولايات المتحدة التي لديها وجود عسكري في سورية، لا ترغب في ترك هذا البلد لروسيا وإيران، ولديها شريك سوري محلي لم تتوقف عن دعمه حتى إذا أدى ذلك إلى فتور علاقتها مع تركيا التي لا تطيق الوجود الكردي في شمال سورية.

عن تغيير قواعد اللعبة يمكن القول في هذا الإطار: إن واشنطن استهدفت حديثاً دبابة تابعة للقوات الحكومية السورية، وهذه الضربة هي الثانية في غضون أسبوع استهدفت فيها قوات موالية للحكومة السورية قرب دير الزور.

هذا الاستهداف تزامن مع تصريحات لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قال فيها: إن بلاده لم تقض تماماً على تنظيم «داعش» الإرهابي، ومثل هذا التصريح يفسّر على أن الولايات المتحدة الأميركية باقية في سورية إلى أجل غير مسمى.

أساساً كان قد ألمح تيلرسون إلى أن بلاده ستبقى في سورية حتى بعد القضاء على «داعش»، ويبدو أن هدف البقاء مرتبط بعدة أمور، أولها تمكين وحدات حماية الشعب من بسط سيطرتها في شمال سورية، تحديداً في الضفة الشرقية لنهر الفرات.

سبق أن طمأنت الولايات المتحدة تركيا بأنها لن تقدم الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية، لكن ميزانية وزارة الدفاع الأميركية للعام 2019 خصصت مبلغ يتجاوز النصف مليار دولار لما أسمته دعم المناطق المحررة في شمال سورية.
هذه الميزانية ستذهب لإقواء الوجود الكردي في شمال سورية، إذ يتناهى لدى الكثير من المراقبين والمتابعين للشأن السوري أن الولايات المتحدة تريد إيجاد كيان كردي يتمتع بالاستقلالية والقوة، ويشكل نموذجاً للتحول إلى دولة مستقلة.

على أن تركيا غاضبة جداً من الموقف الأميركي في التعامل مع المسألة الكردية، ويهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه قد يعطي الأوامر لقواته بالتوغل صوب منبج بعد عفرين السورية حيث العملية التركية الحالية «غصون الزيتون».
الأمر الآخر متعلق بالقلق الأميركي من الوجود الإيراني في سورية، ذلك أن واشنطن أبدت انزعاجها من هذا الوجود ورأت في حادثة إسقاط الطائرة الإسرائيلية من طراز «أف 16» عملاً مدبراً من قبل الإيرانيين، وأنه آن الأوان لهم للخروج من سورية.

ويجوز القول: إن حادثة إسقاط الطائرة الإسرائيلية فتحت الباب أمام تغير قواعد اللعبة، من حيث أن إسرائيل ستقيم ألف حساب لمسألة ضرب منشآت سورية، خصوصاً أنها كانت تصول وتجول بطائراتها في سورية وسبق لها أن قصفت مواقع بالقرب من دمشق.

حالياً تتعامل القوات الحكومية السورية مع الأخطار الأمنية وفق ترتيب الأولويات، إذ ترى أن مبعث القلق بالنسبة لها يتصل في ضرورة القضاء على المعارضة السورية المعتدلة، واقتلاعها من الجذور، والإبقاء على أصوات من المعارضة لا تمتلك أي تأثير عسكري.
ويبدو أن موسكو أيضاً تسير في هذا الإطار، لأن الرغبة عند الروس والسوريين تتعلق بعدم فتح جبهات تعرقل إستراتيجية تقليل الأعداء، ولذلك فإن المسعى المستقبلي من المرجح أنه سيذهب إلى السؤال حول ماهية الدور الأميركي وكذلك الحال الكردي.

تعدد القوى الأجنبية في سورية وتصاعد حدة الخلاف بينها لن يجر إلى حرب واسعة، لأن القوى الدولية تدرك مدى خطورة الاشتباك المباشر، لكنها بالتأكيد ستفعل المستحيل من أجل تحقيق الحد الأدنى من مصالحها ولعل تعقد النزاع العسكري السوري بهذه الطريقة ينذر بتعقد المسار السياسي أكثر فأكثر، ومن شأن كل ذلك أن يعني بالضرورة تباطؤ حل الأزمة السورية التي لا يبدو أن الأطراف الدولية جاهزة بعد لحلها، إذ يجوز أن مستقبل سورية خاضع للكثير من الاحتمالات.

المشكلة أن أكبر خطر يتهدد سورية يتمثل في عقدة الوجود الأجنبي، لأن الدول المؤثرة في النزاع السوري لو رفعت أيديها عن سورية لكان النزاع انتهى منذ فترة طويلة، غير أن هذه الدول التي تصول وتجول في الملعب السوري هي وحدها من أطال عمر النزاع.

سورية والدول العربية كلها خاسرة من هذا النزاع الطويل والمعقد، فهي لم تكن أصلاً في حسابات الدول الكبرى المؤثرة في النزاع السوري، لأن هدف تلك الدول كل الوقت تفتيت المفكك كما حصل في الحربين العالميتين الأولى والثانية. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأجنبي يفسد سورية الأجنبي يفسد سورية



GMT 09:19 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

الـــوعـــي أهــــم مـــن «كـــورونــــــــا»

GMT 05:59 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

كلنا مسؤول في عصر "كورونا"

GMT 07:08 2020 السبت ,23 أيار / مايو

أوروبا وسياسة الضم

GMT 07:08 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

أنقذوا سورية من «كورونا»

GMT 05:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday