حدود الدور التركي في سورية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حدود الدور التركي في سورية

 فلسطين اليوم -

حدود الدور التركي في سورية

بقلم : هاني عوكل

لا تنفك القيادة التركية توجّه تهديدات بشأن التحرك العسكري صوب منبج السورية، التي يفصل بينها وبين عفرين في الشمال أقل من 150 كيلومتراً بقليل، غير أن هذه الرسائل تنطوي على أبعاد متنوعة، خصوصاً أن منبج تقع تحت سيطرة الأميركيين والأكراد.

سؤال التحرك التركي إلى مدينة عفرين والسيطرة عليها بعد حوالى شهرين من القتال المتواصل مع الأكراد هناك، يرجع إلى رغبة القيادة التركية في صياغة المشهد السوري وفق المصالح التركية الإستراتيجية، وهذا بدأ منذ أوائل النزاع السوري عام 2011.

تركيا حاولت ممارسة نفوذ إقليمي في سورية بهدف تعظيم حضورها في المشهدين الإقليمي والعالمي، فضلاً عن تأمين حدودها مع جيرانها العرب وفي القلب منهم سورية، لكن التدخلين الروسي والأميركي في النزاع السوري جعلا مهمة تركيا صعبة للغاية.

من ذلك على سبيل المثال أن الحكومة التركية نادت ليلاً نهاراً بضرورة إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري تهدف إلى حصر مسألة التدفق الديموغرافي في تلك المنطقة، وبالتالي فرملة لجوء السوريين إلى تركيا. إنما الهدف الأساس من إقامة هذه المنطقة هو منع أي وجود كردي مسلح في الشمال السوري، وضبط الحدود بطريقة حديدية تمنع التواصل الكردي في شقه السوري مع الآخر التركي.

أنقرة التي دخلت في علاقات صعبة مع روسيا على خلفية حادثة طائرة السوخوي التي أسقطتها الدفاعات التركية فوق السماء السورية، عادت تفكر أن وقوفها في عداوة مع موسكو لن يجلب لها المنفعة وإنما الضرر، ولذلك عاد الود حين اعتذر الرئيس رجب طيب أردوغان عن هذا السلوك.

بعد الاعتذار التركي حصلت الانفراجة بعودة المياه إلى مجراها، والأهم أن تركيا حظيت بدور معقول في الملف السوري، من حيث التأثير على شركائها السوريين للدخول في مفاوضات حضّرت لها كل من روسيا وإيران وتركيا.

ويجوز القول: إن أنقرة استفادت من تحسن علاقتها بموسكو، وهذا جعلها تتحرك عسكرياً لطرد الأكراد من محيط عفرين السورية، ذلك أن روسيا هي التي وافقت على هذا التحرك، وكذلك فعلت الولايات المتحدة الأميركية، أو على الأقل غضت الطرف عن التحرك التركي وتفهمته.

لكن وجهة أنقرة لا تستهدف عفرين فقط، إنما تريد القيادة التركية أن تطمئن لمسألة إزالة التهديد الكردي، والعمل على تفتيت أي تواصل جغرافي كان يمكن له أن يشكل حزاماً أمنياً في الشمال السوري، ولذلك كانت الحلقة الأضعف في عنوان عفرين التي كان يسيطر عليها الأكراد.

معادلة منبج مختلفة 360 درجة عن عفرين بحكم أن الأميركيين هناك، وهم وحدهم من يستطيعون فرملة التحرك التركي، وأساساً من غير المستبعد أن تقدم أنقرة على مغامرة خطيرة دون موافقة الأميركيين في هذا الأمر.

ما تريده القيادة التركية لتحقيق الجزء الأهم من أهداف عمليتها، هو محاربة الأكراد في الشرق من عفرين نحو منبج، ونقلهم بالسلم أو القوة إلى شرق نهر الفرات، بحيث لا يكون هناك أي تواجد كردي من غرب الفرات.

بطبيعة الحال لو كان الأمر بيد الأتراك لأنهوا الأكراد في منطقة واسعة يسيطرون عليها تصل إلى حوالى ربع الدولة السورية، إنما هناك مخاطر كبيرة من مثل هذا الإجراء، لأنها تعني أولاً توتراً شديداً في العلاقات مع الحليفة واشنطن، وثانياً توتراً مع روسيا التي تربطها علاقات جيدة مع الأكراد أيضاً، إلى جانب الحساسية الدولية من مثل هذا التحرك.

لهذه الأسباب لم تقبل القيادة التركية على التحرك صوب منبج، ولذلك نسمع بين الوقت والآخر عن تصريحات تهدد بالذهاب إلى هناك، وهي في الأساس رسائل تصل إلى الأميركيين من حيث أن عليهم تفهم الموقف التركي من العقدة الكردية.

أما أن تبقى أنقرة إلى الأبد في سورية، فإن هذا الأمر غير منطقي ولن تشكل عفرين عنواناً لسيطرة دائمة هناك لأكثر من اعتبار، وهو أن الوجود الدائم في سورية سيعني بشكل أو بآخر مواجهة بين النظامين التركي والسوري بعد أن تتمكن القوات الحكومية السورية من إزالة أهم المهددات في حساباتها.

ثانياً: لن تقبل روسيا بإقامة تركية دائمة في سورية، لكنها تستوعب أن لأنقرة مصالح في الملعب السوري، حالها من ذلك حال إيران وإسرائيل، ولذلك فإن موسكو تتعامل مع تركيا في الملف السوري بمنطق «الأخذ والرد» وهي سياسة تقوم على تقاسم المصالح في المنطقة.

ثالثاً: قد تتأجج الأوضاع الداخلية في تركيا على خلفية السيطرة الدائمة على عفرين، ناهيك عن تأثير الوجود الدائم على الفواتير السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد، ولذلك فإن تركيا تراهن في سعيها إلى تحقيق أهدافها بإضعاف الوجود الكردي في سورية إلى مرحلة لا يشكل فيها خطراً على المصالح القومية التركية.

أغلب الظن أن النظام السوري لا يعتبر الجارة تركيا بعبعاً بالمعنى الحقيقي حتى وإن سيطرت على عفرين، خصوصاً أن روسيا هي التي ترسم خريطة النفوذ وهي التي تمتلك قوة التأثير في الملف السوري، وبالتالي من غير المستبعد أن تجد قناةً للحوار بين البلدين تؤسس لعلاقات صحية بينهما.

هذا هو هامش النطاق الذي تلعبه تركيا في سورية من دور كان يذهب إلى توسيع النفوذ لتأكيد الحضور الإقليمي وتعظيمه بالرهان على دول تابعة لها أو تسير في فلكها، إلى دور يؤكد أحقية أنقرة في تأمين مصالحها الإستراتيجية بإزالة التهديد الكردي من الشمال السوري.

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدود الدور التركي في سورية حدود الدور التركي في سورية



GMT 09:19 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

الـــوعـــي أهــــم مـــن «كـــورونــــــــا»

GMT 05:59 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

كلنا مسؤول في عصر "كورونا"

GMT 07:08 2020 السبت ,23 أيار / مايو

أوروبا وسياسة الضم

GMT 07:08 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

أنقذوا سورية من «كورونا»

GMT 05:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday