هل حان وقت العودة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هل حان وقت العودة؟

 فلسطين اليوم -

هل حان وقت العودة

بقلم :هاني عوكل

عشرة أعوام بالضبط مرت على الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي ساهم في إعادة القضية الفلسطينية إلى الوراء وفقدها مركزيتها على حساب هيمنة القضايا المعيشية وأولوية البحث عن لقمة العيش والتحوط لمشكلات ندرة الكهرباء والغاز والمياه. نعم عشرة أعوام هدرت وضاعت من عمر الشعب الفلسطيني الذي زادت معاناته وتفاقمت إلى درجة خطيرة جداً، ويكفي في جردة حساب سريعة تقييم مرحلة ما قبل الانقسام عن المرحلة التي ما بعدها، بالقول إن الوطن في المرحلة الأولى لم يكن يخضع للقسمة.

اليوم الخريطة الجيوسياسية الفلسطينية ممزقة إلى درجة كبيرة، من أصحابها ومن الاحتلال الإسرائيلي الذي يستوطن يوماً بعد يوم ويسرق الأراضي في النهار والليل على وقع الانقسام الداخلي، ويستفرد بالقضية الفلسطينية كما لو أنه حصل على جائزة كبيرة جداً. فاتورة الضرر الفلسطيني من واقع الانقسام هي كبيرة ولم يعد من الممكن تحملها، إذ عدا عن الوضع الداخلي المأزوم والمهزوم هذا الذي يهدد مستقبل الديمغرافيا الفلسطينية في ظل صعوبات الحل، فإن العلاقات الفلسطينية الخارجية هي أيضاً في مربع الخطر.

"حماس" التي كانت السبب الرئيسي في الانقسام وإدامته إلى يومنا هذا، ربما لم تخضع نفسها لقراءة متأنية معمقة حول مجريات ومستقبل هذا الانقسام، وإلا كنا سنستمع إلى تصريحات واعية عن دعوات صريحة لوضع ترتيبات مستعجلة لإنهاء الخلاف الداخلي. ما تقوم به "حماس" الآن هو مناورة سياسية خارجية وداخلية لتخفيف الضغط عنها، ذلك أنها لا تريد أن تصل إلى مرحلة تسليم السلطة للسلطة الفلسطينية، ولذلك لا يبدو أن الحركة الحمساوية استوعبت درس الانقسام الداخلي وفهمت أنه رجس من عمل الشيطان.

"حماس" ليست ملاكا، بدليل أنها كانت تمقت أوسلو وتلعنه وتسبه كل الوقت، إلى جانب أنها كانت ترى في المجلس التشريعي علامة استفهام وترفض اعتباره كياناً مستقلاً خاضعا لسلطة فلسطينية تراها تحت الاحتلال الإسرائيلي، ومع ذلك مارست ما تعتبره حقها في العملية الانتخابية. استدارة "حماس" نحو المشاركة في الانتخابات التشريعية، كان بمثابة العلامة الأولى على صعيد تغير الحركة، فقد أثبتت بعد هذه التجربة أنها انتهازية بامتياز، تتطلع إلى تأمين مصالحها وتعظيم ما يمكن أن تحققه على أرض الواقع.

النتيجة طبقت على ظهر الفلسطينيين كل الفلسطينيين، ولم يكن بالإمكان وقتها الحديث عن إعادة تجربة حكم "فتح" في إطار ظواهر غير ناضجة لحركة عاقبت نفسها بنفسها، ذلك أن أصوات عديد الفتحاويين المتململين من حركتهم أسهمت في فوز "حماس" بالتشريعي. على أن الشعب الفلسطيني وقتها كان يطمع في تجريب حكومة جديدة ونظام سياسي مختلف عن التجربة الفتحاوية، ولم يكن يدرك وقتها أن "حماس" التي صعدت إلى النجومية بفعل المقاومة المسلحة، هي نفسها "حماس" التي تستخدم الأسلوب المقاوم حسب ما تمليه عليه حاجتها. الشيء الوحيد الذي تفعله "حماس" الآن هو إدارة قطاع غزة، وأما بخصوص المقاومة فإنها خاضعة لترتيبات معينة، ترتيبات تتصل بالفعل الإسرائيلي وتساهيل الرد عليه أو بظروف داخلية صعبة وحاجة إلى الخروج من عنق الزجاجة. لقد أخطأت الحركة الحمساوية حين دخلت الانتخابات التشريعية

وأخطأت أيضاً في علاقاتها الخارجية بمحيطها العربي، غير أنها لا تدفع الثمن بقدر ما يدفعه الشعب الفلسطيني، وبقدر ما يعتبر ذلك جائزة مجانية للاحتلال الإسرائيلي الذي استراح من عناء المفاوضات والضغوط الخارجية عليه وجدوى الحديث عن تنازلات للفلسطينيين. أيضاً "فتح" ليست ملاكا وهي و"حماس" أخطأتا بحق الشعب الفلسطيني، والنتيجة وجود حكمين في منطقتين جغرافيتين متباعدتين منفصلتين، والنتيجة أيضاً اتخاذ قرارات صعبة تؤثر على الشعب الفلسطيني جملةً وتفصيلاً وتضعف من عوامل صموده أمام الاحتلال. يحدث الآن في فلسطين أن لا توجد مقاومة سلمية أو مسلحة بالمعنى الجمعي التوافقي، ويحدث أيضاً أن السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية معطلة، والمقصود هنا سلطات على كامل التراب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية. يحدث أيضاً أن إسرائيل تستأسد على الفلسطينيين وتمارس سياساتها العنصرية التعسفية بحقهم، ويحدث أن الضفة بما فيها القدس الشرقية تخضع للتهويد المنهجي، ويحدث أن إسرائيل تتوسع شرقاً وغرباً في علاقاتها، وتفعل المستحيل من أجل وقف التحركات الدولية التي تسعى إلى مقاطعتها.

يحدث أن المواطن الفلسطيني المغلوب على أمره، يتطلع إلى الخروج من وطنه للبحث عن لقمة العيش وحياة آمنة تقيه من شر الانقسام ولعنة الجلطات والأمراض التي تتسلل إلى قطاع غزة بسبب الظروف المعيشية، ويحدث أن معبر رفح مغلق أغلب الوقت، في حين يعيش الناس في زنزانة كبيرة. ربما بات أولى على الفلسطينيين أن يعلنوا انتفاضة داخلية على كل مظاهر وأشكال الانقسام الداخلي، ويلزموا فصائل الانقسام العودة السريعة عنه، خصوصاً وأن عدم التحرك في هذه الظروف الحالية هو بمثابة انتحار بطيء. ينبغي أن تكون الأولوية القصوى موجهة نحو رفض الانقسام

إما بإمهال "حماس" و"فتح" وقتاً زمنياً محدداً لفتح حوار صريح وشامل ينهي مظاهر الافتراق، وإما أن على الشعب أن يتحرك بقوة لفرض المصالحة عليهما بالباع والذراع. ثمة حاجة في هذا الإطار لوجود قطب ثالث مرن وواعي تجاه حساسية اللحظة الراهنة، بمعنى قطب قادر على المناورة السياسية، يمتلك كاريزما ومقومات التأثير على الرأي العام، والأهم أنه قطب قادر على تحمل المسؤوليات الوطنية ويمتلك مرونة القيادة بتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الشخصية.

وجود مثل هذا القطب هو أمر ضروري وملح في ظل حالة الاستقطاب التي يعيشها الفلسطينيون بين تنظيمين تغلب عليهما المصالح الشخصية، إن لم يكن قطباً يمارس العمل السياسي، فعلى الأقل قطب يمارس سياسة اللوبيات الضاغطة على أمل تصويب الانقسام وإنهاء هذه المحطة. لقد تحمل الفلسطينيون عشرة أعوام من عمرهم، لكن الله أعلم إذا كانوا ما يزالوا مستعدين لتقديم التضحيات وتحمل هذا الانقسام البغيض، لأن الأزمة الداخلية إذا طالت إلى أكثر من ذلك، فيحنها علينا أن نقول السلام على القضية الفلسطينية ومستقبلها ومستقبل من فيها.  -

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل حان وقت العودة هل حان وقت العودة



GMT 09:19 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

الـــوعـــي أهــــم مـــن «كـــورونــــــــا»

GMT 05:59 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

كلنا مسؤول في عصر "كورونا"

GMT 07:08 2020 السبت ,23 أيار / مايو

أوروبا وسياسة الضم

GMT 07:08 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

أنقذوا سورية من «كورونا»

GMT 05:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday