قمة القواسم المشتركة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

قمة القواسم المشتركة

 فلسطين اليوم -

قمة القواسم المشتركة

بقلم :هاني عوكل

لا يختلف أحد من متابعي النزاع السوري على أن قمة أنقرة، التي جمعت رؤساء ثلاث دول مؤثرة فيه، يوم الأربعاء الماضي، بحثت في القواسم المشتركة التي تحقق مصالحها بهذا النزاع المتواصل منذ أكثر من سبع سنوات.

انعقاد القمة تزامن مع متغيرات كثيرة سواء على صعيد الفعل العسكري أو على صعيد التصريحات السياسية، ذلك أنها ارتبطت بكلام صدر عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال: إن تنظيم "داعش" الإرهابي هُزم في سورية، لكنه لا يزال يحتفظ بقدرات تخريبية من شأنها أن تطال عدداً من دول العالم.

تصريحات أميركية وفرنسية جاءت متوازية مع حديث بوتين بأنها ستبقى في سورية إلى أن تقضي تماماً على "داعش" الإرهابي، غير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال: إن بلاده ستخرج من سورية وأنه لا يرغب في البقاء هناك.

حديث ترامب هذا أربك مستشاريه الذين أكدوا أنه ليس هناك من جدول زمني للانسحاب الأميركي من سورية، وأن القوات الأميركية ستبقى إلى أجل غير مسمى. وما زالت القضية موضع أخذ ورد في دوائر صنع القرار الأميركي.

أيضاً هناك متغيرات طارئة على الأرض في سورية من حيث أن القوات الحكومية السورية تذهب في اتجاه حسم النزاع عسكرياً لصالحها، متقدمةً في الغوطة الشرقية وغير مستبعدة إتمام السيطرة الكاملة على المناطق المحاذية للعاصمة دمشق.

من جهة أخرى، ثمة عقدة تركيا من الوجود الكردي في الشمال السوري، إذ على الرغم من سيطرة الأولى على عفرين، لكنها ترغب بمزيد من التقدم إلى الشرق من الشمال السوري بهدف تطويق الحزام الكردي الذي يهددها من جنوبها.

في ظل هذه الأجواء، جاء انعقاد قمة أنقرة التي بحثت تحديداً في موضوع وحدة الأراضي السورية ومستقبل الحل في هذا البلد، لكن لم يغفل على المتابعين الحديث بين كل من الرؤساء أردوغان وبوتين وروحاني في قضايا تفصيلية.

مَن لاحظ الصورة التي جمعتهم وأيديهم مشتبكة ببعض سيستخلص أنهم متفقون إلى حد كبير حول الملف السوري، من حيث السكوت عن الوجود التركي في الشمال السوري لأغراض إستراتيجية تتصل بالأكراد، وتشكل في نفس الوقت صيغة مريحة للنظام السوري.

بوتين مستفيد من الدعمين التركي والإيراني في إيجاد تكتل دولي ينافس الولايات المتحدة الأميركية في سورية، وهذان الثقلان يجعلانه يناور بشكل أوسع في نقاشه مع واشنطن حول الأزمة السورية وربما مستقبلاً مصير الوجود الأميركي هناك.

وإيران أيضاً مستفيدة من وجودها في سورية على اعتبار أن ذلك يقدمها دولة إقليمية مطلعة في حلقة متصلة تبتدئ من العراق وتمر عبر سورية وتنتهي في كل من فلسطين ولبنان. وكذلك الحال بالنسبة لتركيا التي ربما فاوضت في مسألة بقائها في سورية مقابل السكوت عن تكرار سيمفونية رحيل الرئيس الأسد عن السلطة.

لا بد من ملاحظة أن القمة سبقها لقاء جمع أردوغان ببوتين على خلفية قضايا كثيرة، من بينها توسيع هامش العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وتأكيد القواسم المشتركة والمصالح الإستراتيجية التي تجمعهما في أكثر من ملف.

الدور التركي مفيد لروسيا من أجل الضغط على المعارضة السورية المعتدلة حليفة أنقرة في القبول بتسوية سياسية تنهي الأزمة السورية على قاعدة "الرئيس باقٍ في المنصب"، ويبدو أن القمة بحثت في مسألة الاستعجال بإيجاد دستور جديد للبلاد، يعتبر المدخل الأولي لمفاوضات ماراثونية تجمع أطراف النزاع السوري.

على ذلك يمكن القول: إن القمة بحثت في المتغيرات الدولية والداخلية السورية الجديدة، ويبدو أنها تعمل على إيجاد تسوية تنسجم وهذا الثقل الثلاثي ولا تأخذ بالحسبان باقي الدول المؤثرة في المشهد السوري، مثل: الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.

حتى أن موضوع رحيل الأسد عن السلطة وكأنه أصبح غير مطروح أو تراجعت أهميته على أجندة الدول التي تناقش في الأزمة السورية، ذلك أن واشنطن مثلاً تفحص في مسألتين: الأولى رفع شعار الحرب ضد "داعش"، والثانية دعم الأكراد وعدم تركهم لقمة سائغة لتركيا.

المرحلة المقبلة في عمر النزاع السوري لن تتركز على موضوع "داعش"، خصوصاً أنه في قمة ضعفه داخل المربع السوري، إنما ستتركز على خيارين: الأول إما إقصاء المعارضة السورية في مسلسل الحسم العسكري، أو استيعابها في إطار عملية سلمية تحقق المصلحة للجميع.

وعلى ما يبدو أن تلك المرحلة ستركز على فتح ملف التواجد الدولي داخل سورية، ومن المرجح أن تدخل الأطراف الدولية المؤثرة في المشهد السوري بترتيبات تستهدف تحقيق أجنداتها، ذلك أن واشنطن تريد شيئاً للأكراد، إما حكماً ذاتياً أو شراكة في السلطة على قاعدة التمثيل النسبي.

وسيجري تركيز روسي- تركي- إيراني من نوع آخر على مسألة الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية، فهذان الوتران حساسان، وكلما ابتدأت مسيرة التمكين الاقتصادي وإعادة الإعمار، فإن ذلك سينعكس على الأوضاع الاجتماعية ولعله سيغير من نظرة السوريين لمجريات النزاع.

القمة بحثت في قضية إعادة الإعمار وتخفيف الأوضاع الإنسانية على المتضررين، وهناك ورشات عمل في العديد من المدن السورية لإزالة مخلفات الحرب وإعادة بناء البنية التحتية التي تهدمت بفعل النزاع المستمر منذ أوائل العام 2011.

المختصر في قمة أنقرة أن العرب يغيبون أغلب الوقت عن قضاياهم وأجندتهم الخاصة، وكأن النزاع الذي حصل في سورية هو مع بلد أجنبي وبعيد كل البعد عن القواسم المشتركة في التاريخ والحضارة والجغرافيا واللغة وغير ذلك.

وبطبيعة الحال حين يغيب العربي فيعني ذلك فراغاً كبيراً في المنطقة لا بد لقوى أخرى أن تشغله، وهذا بالفعل ما يحدث، وهو أن تركيا وإيران وقبلهما روسيا تشغل هذا الفراغ، لكن من الضروري مراجعة التاريخ وقراءة قصة "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة القواسم المشتركة قمة القواسم المشتركة



GMT 09:19 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

الـــوعـــي أهــــم مـــن «كـــورونــــــــا»

GMT 05:59 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

كلنا مسؤول في عصر "كورونا"

GMT 07:08 2020 السبت ,23 أيار / مايو

أوروبا وسياسة الضم

GMT 07:08 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

أنقذوا سورية من «كورونا»

GMT 05:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday