في بيتنا عيد
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

في بيتنا عيد؟!

 فلسطين اليوم -

في بيتنا عيد

بقلم :هاني عوكل

كما هو الحال في الأعوام الأخيرة يحل علينا عيد الأضحى المبارك والوضع الفلسطيني في أصعب حالاته، ليس من الناحية السياسية فحسب، وإنما من مختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية، غير أن الوضع الاقتصادي بالذات يفاقم من صعوبات الحياة.

ليس هناك من جديد يتعلق بخريطة الانقسام الداخلي الفلسطيني، الذي أثر بشكل أو بآخر على الوضع الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في الآونة الأخيرة، ولا يزال لسان حال فرقاء الانقسام يعيد تكرار خطاب الاقتتال وتكريس الفرقة.

وحده المواطن من يكتوي بنار هذا الانقسام اللعين، لأنه مع الأسف الشديد لا يصيب القيادات السياسية، سواء في الصف الأول أو تلك التي في الصف الثاني، فمن الطبيعي أن تظل شرائح من النخب في قصور عاجية بعيدة عن مآسي الحياة وغلاء الأسعار وتدهور القوة الشرائية.

يأتي العيد علينا هذا العام والمواطن مفلس من جميع الجهات، لا يكترث بالسياسة الداخلية ولا إلى الصراع مع الاحتلال، وأكثر ما يعنيه هو تأمين قوت يومه وأسرته، ففي النهاية حين يرى سوء الأداء السلطوي والحزبي والاستهتار في التفاعل مع قضايا جد وطنية، فإنه سينزوي للبحث حول ما يخصه تحديداً.

القيادات السياسية وفرقاء الانقسام لم يفعلوا شيئاً مفيداً للمواطن، باستثناء خروج قرارات هي في أغلبها ضد رزقه، وإذا ما أريد مناقشة واقع الانقسام وتداعياته الخطيرة بجدية، ووضع مجهر كبير عليها، نجد أن كل طرف يسرد قائمة طويلة من الاتهامات للطرف الآخر.

مع الأسف الشديد حين يجري الحديث عن مبادرة لإعادة الصف الوطني واللحمة بين فرقاء الانقسام، تصبح هذه المبادرة مادة لتعميق الانقسام والكراهية بين هؤلاء، والشواهد كثيرة جداً على وجود مبادرات شكلت وقوداً لزيادة الفرقة الداخلية، فهناك اتفاق مكة والقاهرة والشاطئ وإعلان الدوحة، وجميعها جاءت في مراحل مختلفة، وزادت من الطين بلة.

السلطة الفلسطينية تكافح من أجل البقاء صامدة في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية التي تسعى إلى جعلها سلطة دون أدوات ولا ما يحزنون، سلطة منزوعة القرار السياسي ولديها قدرة بسيطة من المناورة اقتصادياً لضبط الوضع الاقتصادي الفلسطيني.

أما سلطة "حماس" في قطاع غزة، فعدا كونها خاضعة لحصار دولي لم يؤثر كثيراً على وضعها بالعموم، فإنها ارتأت أن تُرحّل هذا الحصار إلى الشعب الفلسطيني الذي فقد القدرة على التعايش مع واقع صعب لا يحسد عليه أبداً.

"حماس" لا تعيش حصاراً في قطاع غزة، لأنها تتمتع بقدر من المرونة الذي يُحوّل أعداءها إلى أصدقاء أو أطراف محايدة في أسوأ الحالات، فإذا كانت العلاقة مع إيران في أسوأ حالاتها من قبل فإنها اليوم علاقة حب من طرفين.

قائد الحركة في غزة يحيى السنوار قال بعظمة لسانه: إن "حماس" أصلحت العلاقة مع إيران وإن الأخيرة الداعم الأكبر لـ"حماس" بالمال والسلاح، وليست طهران البلد الوحيد الذي يدعم الحركة الحمساوية، فهي تحصل على دعم من قطر وتركيا.

لا تشعر "حماس" بأنها تعيش في "طنجرة ضغط" وهي التي يمكنها أن تقدم بعض التنازلات السياسية في سبيل بقائها في الحكم، فالمهم بالنسبة لها هو الدوام على رأس السلطة حتى لو كلفها ذلك التحول من مقاومة تضرب في العمق الإسرائيلي وتُلوّح بالقذائف العسكرية، إلى مقاومة ناعمة تعتمد رد الفعل وحسب طبيعة المرحلة.

لا يهمنا كيف تعيش السلطة الفلسطينية أو "حماس"، بل إن الأهم في كل هذا هو المواطن الفلسطيني الذي لا ينظر إليه أحد، خصوصاً ذلك المواطن الذي يعيش في غزة أوضاعاً لا يعيشها الإنسان الطبيعي، وفي حقيقة الأمر لا يمكن القول: إن الناس في غزة طبيعيون.

هؤلاء لم يعودوا طبيعيين بالفعل لأنهم اضطروا إلى التكيف مع ظروف في غاية التعقيد والصعوبة، بطالة مرتفعة ومطردة تزيد على 50% من حجم السكان في القطاع، وضعف قدرة شرائية كبير وأزمة كهرباء ومياه تنعكس على الحالة النفسية للجميع.
لا يمكن بأي حال من الأحوال توصيف المشهد الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة، ذلك أن الوضع المعيشي وصل مرحلة الخطر، وفي ظل الأوضاع الحالية لا يمكن لأي فلسطيني أن يعيش في هذا المربع الساخن.
ولو أن معبر رفح البري يفتح لأيام طويلة مع بقاء الحال على ما هو عليه، سنلحظ بالتأكيد موجة من الهجرة الفلسطينية إلى خارج قطاع غزة، بحثاً عن حياة آدمية ممكنة، تعطي أملاً لجيل الشباب الذي يمتلك قدرات كبيرة لا أحد يستفيد منها.
الناس بحاجة للتنفس الطبيعي، هذا الذي فقدته في ظل الانقسام الملعون وفي ظل حالة الحصار الدولي والداخلي الذي بات في حقيقة الأمر يغير في هويتهم ونظرتهم للحياة والنضال الوطني، وفي نسيجهم الاجتماعي.

يخشى من أن يأتي يوم على الفلسطينيين يندمون فيه على فلسطينيتهم وهويتهم بسبب هذا الاقتتال الذي يبغضونه ويكفرون فيه ليل نهار، فهو المتسبب في تراجع الحماس الوطني وهو المتسبب في تدهور الحال المعيشي وزيادة الحساسية الاجتماعية من التنظيمات الحاكمة.

يمر العيد كئيباً على الفلسطينيين الذين لا يمتلك الأغلب منهم نقوداً كافية لشراء مستلزمات العيد لأسرته وإسعاد أبنائه وأقاربه، فقد غابت مظاهر الفرحة في منازل كثيرة، بينما أخرى تعاني من كرب وضيق شديدين على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.

أغلب الظن أننا سنتفاجأ يوماً من الأيام بوجود انتفاضة داخلية ترفض هذا الانقسام الصعب الذي حوّل كل شيء، بما فيها الأعياد إلى مآتم وأحزان، فإذا ظل الحال على ما هو عليه، فمن المرجح ألا يتمكن الفلسطينيون من قبول هذا الواقع.

قطاع غزة لا يصلح للعيش أبداً، ولا تكفي مناشدات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الذي زار القطاع مؤخراً وتحدث عن ضرورات الوحدة الداخلية واستئناف عملية السلام، ووصف الوضع في غزة بأنه "أحد أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدها خلال سنوات عمله الطويلة في المجال الإنساني بالأمم المتحدة".

غزة تغلي وكل مواطن فيها هو بمثابة برميل بارود، وصرختها حاضرة كل الوقت، غير أنها بحاجة إلى سرعة حركة واستجابة من قبل القائمين على الانقسام الداخلي، إما للعودة عن هذا الانقسام أو أقله لتخفيف الحصار عنها واستثنائها من تناقضاتهم وبرامجهم الخاصة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في بيتنا عيد في بيتنا عيد



GMT 09:19 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

الـــوعـــي أهــــم مـــن «كـــورونــــــــا»

GMT 05:59 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

كلنا مسؤول في عصر "كورونا"

GMT 07:08 2020 السبت ,23 أيار / مايو

أوروبا وسياسة الضم

GMT 07:08 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

أنقذوا سورية من «كورونا»

GMT 05:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday