عن شروط واشنطن لتسوية الأزمة السورية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عن شروط واشنطن لتسوية الأزمة السورية

 فلسطين اليوم -

عن شروط واشنطن لتسوية الأزمة السورية

بقلم :هاني عوكل

طرحت الإدارة الأميركية مؤخراً موقفها من النزاع السوري الذي اشترطت لتسويته تحقيق ثلاثة شروط يمكن البناء عليها لإنهاء هذه الأزمة الصعبة التي تتقاطع فيها مصالح قوى إقليمية ودولية لا يهمها سوى السيطرة على مقدرات هذا البلد.

وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قال للصحافيين: إنه لا يحبذ أن يكون هناك عداء مع دولة قوية نووية مثل روسيا، وأنه سيسعى إلى تحسين العلاقات مع موسكو على الرغم من توترها حديثاً.

تيلرسون حدد ثلاثة شروط لتحقيق الاستقرار في سورية، الأولى تتعلق بضرورة انسحاب القوات الإيرانية من الأراضي السورية، وثانياً صياغة دستور يلبّي تطلعات البلاد، وثالثاً إجراء انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة.

هذه هي الشروط التي حددها وزير الخارجية الأميركي دون أن يدخل في تفاصيلها، إذ عدا عن الوضوح في الشرط الأول، فإن الشرطين الثاني والثالث فضفاضين كثيراً ويحتملان الخلاف، خصوصاً وأن النغمة الأميركية عادت للحديث عن أن مستقبل سورية ينبغي أن يصاغ بعيداً عن أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.

صياغة دستور بالنسبة للولايات المتحدة يستلزم وفق رؤيتها ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المكونات السياسية والدينية في المعادلة السورية، وهذا يشمل تحديداً الأكراد الذين تدعمهم واشنطن من أجل كسب معركة قوية ومحتدمة مع تنظيم «داعش» الإرهابي في كل من الرقة ودير الزور.

أما إجراء انتخابات ديمقراطية في سورية فإن الولايات المتحدة تفترض فيها رحيل الأسد عن السلطة، وهذا الشرط الذي كان يتبدل بين الحين والآخر خاضع لحسابات المصالح الدولية في هذه المنطقة، ذلك أن استدعاءه بالنسبة للأميركان نوع من أنواع الضغط على روسيا للحصول على ثمن في المقابل، ليس بالضرورة أن يكون في سورية.

لماذا تشترط واشنطن الآن رحيل القوات الإيرانية عن سورية من أجل تسوية الأزمة السورية؟ وما الذي يدفعها للتركيز على موضوع الأسد بعدما كانت أولوية الرئيس الأميركي ترامب هي محاربة تنظيم «داعش» وترك مصير الأسد للسوريين؟

الموضوع بطبيعة الحال مرتبط إلى حد كبير بطبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وله علاقة أيضاً بالعقوبات الجديدة ضد روسيا، فضلاً عن طرد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مئات من الدبلوماسيين الأميركيين.

تيلرسون اعترف بعظمة لسانه أن هذا التوتر بين البلدين سيصعّب الوضع ويجعله أكثر تعقيداً، وهو بالفعل سينعكس سلباً على ما يجري في سورية، لأن واشنطن في الأساس لا تريد حليفاً قوياً مثل روسيا يدعم النظام السوري، كون أن مثل هذا الحلف سيعني صموده وهو كذلك.

بالمختصر المفيد لن تستسلم واشنطن لروسيا في سورية، ووجود قواعد عسكرية أميركية في الشمال السوري وواحدة في جنوب شرق سورية، تؤكد أن الإدارة الأميركية تتجه إلى توسيع حضورها في المشهد السوري، وهذا يتأكد حينما تدعم هذه الإدارة قوات سورية الديمقراطية هناك.

لقد راهنت واشنطن كثيراً على الجيش السوري الحر للصمود في وجه القوات الحكومية السورية، وقدمت مختلف أنواع الدعم لهذا التنظيم العسكري، غير أن ضعفه وعدم قدرته على أن يكون نداً قوياً، جعل من الإدارة الأميركية تفكر في دعم قوة عسكرية محلية أخرى.

الآن تولي واشنطن كل العناية والدعم والإسناد لقوات سورية الديمقراطية، التي ترى في وجودها رأس حربة في مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي والقوات الحكومية السورية، لكن أكثر ما يهم الأميركان في هذه اللحظة هو كسب الحرب ضد تنظيم «داعش».

تبحث الإدارة الأميركية عن نصر ضد «داعش» في الرقة ودير الزور، ومثل هذا النصر يخدم الحكومة الأميركية ويقدمها على أن وجودها في سورية ضروري لتحقيق الأمن والاستقرار، وهي نقطة تحسب لها في مناورتها السياسية مع روسيا.

أيضاً تنظر روسيا بأهمية بالغة إلى تنظيم «داعش»، وتدعم القوات الحكومية السورية من أجل استعادة كل من الرقة ودير الزور من معاقل هذا التنظيم المتطرف، وترى في بسط السيطرة على هاتين المحافظتين نصر يُعجّل من كسب النزاع في سورية.

في كل الأحوال تمتلئ سورية بالقوات المحلية والأجنبية، وهذا الوجود العسكري يستلزم بالتوازي مع المسارات السياسية أستانة وجنيف، يحتاج إلى تفاهمات من نوع آخر بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا تحديداً.

الموضوع يتعلق بالهيمنة والاستحواذ، ذلك أن تجربة سورية في النزاع هي تجربة قديمة حصلت سابقاً في أكثر من دولة، إذ أن مسألة تدويل النزاع يصعب الفكاك منها والحديث عن خاسر ومنتصر، خصوصاً إذا ما كانت مصابة بحمى تعدد وتنوع الأطراف الدولية.

سورية أصابتها هذه العدوى، وأي انسحاب روسي أو أميركي أو إيراني أو تركي، يحتاج إلى تفاهمات وصياغات من حيث المساومة بين تلك الأطراف للتخلي عن دورها في سورية، وتحقيق هذا ليس بالأمر السهل.

لا أحد من هؤلاء قلبه مع وحدة وسلامة الأراضي السورية، المهم بنظرهم هو تحقيق أكبر مصلحة ممكنة في سورية، وعدم تركها لقمة سائغة للغريم الآخر، لأن ذلك سيعني بالضرورة صعوداً لقوى تملأ الفراغ مقابل أخرى.

لن تقبل روسيا بهذه الشروط الأميركية، ولا إيران سترضى بالخروج من سورية تحت قناعة أنها جاءت بطلب من النظام السوري، أضف إلى ذلك أن التوتر بين واشنطن وموسكو وطهران على خلفية فرض عقوبات من جانب الأولى على الأخيرتين سيؤدي إلى احتدام الخلاف والنزاع في المربع السوري.

ثمة مثل يقول «كثرة الطباخين تفسد الطبخة».. هذا بالفعل ينطبق على سورية التي دخلتها الدول الكبرى ووجدت أن دخول هذا البلد ليس مثل الخروج منه، الجميع يريد أن يحصل على ثمن هذا الوجود، حتى لو كان على حساب الشعب السوري ووحدة الأرض السورية.  

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن شروط واشنطن لتسوية الأزمة السورية عن شروط واشنطن لتسوية الأزمة السورية



GMT 09:19 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

الـــوعـــي أهــــم مـــن «كـــورونــــــــا»

GMT 05:59 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

كلنا مسؤول في عصر "كورونا"

GMT 07:08 2020 السبت ,23 أيار / مايو

أوروبا وسياسة الضم

GMT 07:08 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

أنقذوا سورية من «كورونا»

GMT 05:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday