لماذا زار الأسد الغوطة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

لماذا زار الأسد الغوطة؟

 فلسطين اليوم -

لماذا زار الأسد الغوطة

بقلم : هاني عوكل

أيام ربما تفصلنا عن نزاع الغوطة الشرقية، الذي يبدو أنه سيحسم لصالح القوات الحكومية السورية التي استعادت السيطرة على حوالى 80% من هذه المنطقة قياساً بالإحصائيات والتقارير المتداولة بشأن قتال الغوطة.

قبل أيام، كانت الحكومة التركية تعلن سيطرتها على مدينة عفرين الواقعة شمال سورية، وحيث تستنفر وتصعد لغة الكلام مع الولايات المتحدة للحصول على إجابة بشأن موقع مدينة منبج من خارطة التحرك التركي لوأد الوجود الكردي في الشمال الغربي من سورية.

حالياً أكثر ما تركز عليه وسائل الإعلام المحلية والدولية موضوعا عفرين والغوطة الشرقية، على اعتبار أن هاتين المحطتين من النزاع تشكلان انعطافة مهمة في تاريخه، وفي هذا الإطار من الضروري التوقف عند زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الغوطة الشرقية.

الأسد، في الثامن عشر من الشهر الجاري، انطلق بمركبة خاصة من طراز "هوندا أكورد" من دمشق صوب الغوطة التي شهدت على مدار الأيام الماضية قتالاً عنيفاً بين القوات الحكومية السورية من جهة والمعارضة بمختلف "طينتها وعجينتها" من جهة أخرى.

على أن زيارته إلى مدينة جسرين التي سيطرت عليها قواته مؤخراً، تشي برسائل كثيرة داخلية وإقليمية، ربما أبرزها أنه يرغب في تأكيد أن قواعد اللعبة في سورية تغيرت لصالح النظام السوري وأن الأسد هو عنوان صلابة هذا النظام.

رسائله الداخلية إلى المجتمع السوري ذهبت إلى اعتباره الرئيس الذي يطمئن على أحوال شعبه والمهتم بكل تفاصيل النزاع السوري، ذلك أنها ليست المرة الأولى التي يذهب فيها إلى مناطق سيطرت عليها قواته من تنظيمات سورية معارضة متطرفة ومعتدلة.

رسالة أخرى يريد فيها القول: إن نظامه ذاهب في اتجاه حسم النزاع عسكرياً، وأنه لا توجد هناك شرعية غير شرعية هذا النظام المدعوم من قبل روسيا، إلى جانب رسالة ثالثة يستهدف فيها تأكيد أنه يتابع عن كثب معانيات الشعب السوري وأنه مدرك لحجم المآسي التي يتعرض لها وسيدفع بقوة تجاه تحقيق انفراجة في البعد الإنساني.

أما الرسالة الرابعة فتعني أن سورية بعد تمكين سيطرة القوات الحكومية على مناطق كثيرة، بدأت تستعيد عافيتها وأمنها بالتدريج، وهذا الأمر ترجمه الأسد حين زار جسرين بمركبة خاصة ودون مرافقين، لكن مع ذلك هناك بالتأكيد تحوطات أمنية واستعدادات لمثل هذا النوع من الزيارات.

الرسائل الدولية تتداخل مع الداخلية من كون الأسد يريد أن يسوق للعالم أنه مع شعبه وأنه على الرغم من الخسائر التي تكبدها نظامه، إلا أنه لا يزال يقف على أرجله وقادر على تحقيق الأمن والاستقرار لمنطقة عانت من نزاع يقترب من عامه الثامن.

أيضاً هناك نوع من التحدي لبعض القوى الدولية المؤثرة في النزاع السوري، مثل الولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص، ذلك أن الأسد المدعوم من روسيا، بالتأكيد أشعرها بمسألة ذهابه إلى جسرين وبالتأكيد أيضاً هي من وفّر الحماية له.

رسالة التحدي هذه أن سورية مصممة على تحقيق إنجاز عسكري وأنها ماضية في استكمال إستراتيجيتها التي تنسجم ومنطق شرعية الأنظمة التي لا تقبل بأنظمة أخرى منافسة لها ولا حتى تنظيمات عسكرية تراها معادية ومصدر تهديد لوجودها وأمنها واستقرارها.

كما أن الزيارة تعني بأن الحسم العسكري مقترب جداً في معركة الغوطة الشرقية، التي ينظر إليها النظام السوري على أنها مشابهة لمعركة حلب من حيث البعدين الجغرافي والإستراتيجي الأمني، ذلك أن تحقيق هذا الحسم في الغوطة يعني بالضرورة في ذهنية النظام السوري أنه مقبل على تمكين سيطرته الجغرافية وإعادة ترتيب الأوراق الداخلية للبيت السوري، يشمل ذلك مختلف الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية.

هناك تقدير بأن النظام السوري إذا ما سيطر بالفعل على كامل الغوطة الشرقية، فمن المرجح أنه سيكمل حربه صوب بعض المناطق التي تسطير عليها تنظيمات معارضة في جنوب دمشق مثل منطقتي الحجر الأسود واليرموك.

السبب الذي جعل النظام السوري يتأخر كل هذا الوقت في حسم معركتي الحجر الأسود واليرموك، هو موضوع الأولويات الأمنية وتحديد المخاطر، إذ تشكل المعارضة المعتدلة العنوان الأهم في تصنيف النظام السوري للمخاطر.

موضوع "داعش" الذي يسيطر على بعض المناطق في الحجر الأسود واليرموك هو تحصيل حاصل للتدرج في العمليات العسكرية السورية، فمتى زالت الأخطار المهددة للنظام السوري في بنيته وأعلى هرمه السياسي، فإنه متحمس لاستكمال إعادة السيطرة على كامل المناطق في سورية.

لذلك قد تكون محطتا الحجر الأسود واليرموك بعد الغوطة الشرقية لاعتبار مهم، وهو أن تحقيق الحسم في الغوطة سيعني أن المعارضة السورية المعتدلة باتت في مرحلة الموت السريري، وهي المرحلة التي لا تجعلها قادرة على التأثير بشكل يهدد النظام السوري.

أما موضوع الحجر الأسود واليرموك فهو مهم ليس لأن النظام السوري يرغب في مسح كافة القوى التي تعاديه فحسب، بل لأن هاتين المنطقتين الجغرافيتين تقعان في العاصمة دمشق، ويرى النظام السوري أن إعادة السيطرة عليها يأتي في إطار المحافظة على الأمن والاستقرار وترسيخ شرعية هذا النظام.

في الوقت الحالي، يبدو أن النظام السوري أكثر ما يعنيه هو التركيز على ترتيب الوضع الداخلي من حيث تحقيق السيطرة الكاملة على مفاصل الدولة السورية، لكنه بعد ذلك سيسأل الولايات المتحدة الأميركية عن أسباب وجودها، كما سيسأل تركيا عن هذا الوجود، اللهم إلا إذا تدخلت روسيا وسمحت لأنقرة بممارسة دورها العسكري لتحجيم الأكراد لكن على قاعدة تبادل المنافع بينها وبين النظام السوري.

من المبكر الحديث عن نهاية الأزمة السورية مهما اشتد عود النظام السوري وزادت الجولات الميدانية للرئيس الأسد، ففي نهاية المطاف هناك قوى كبرى تحرّك هذا النزاع من مكان إلى آخر في إطار الحسم على الشكل الجديد للنظام الدولي.

سورية بعد أن تضع الحرب أوزارها بالتأكيد ستكون على موعد مع ورشة طويلة جداً من إعادة الإعمار، لكنها أيضاً ستتخلف عن الكثير من الدول في اللحاق بركب التنمية وستدفع من جيبها أموالاً باهظة لوضعها في سكة الدولة المؤثرة على الصعيد الإقليمي.

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا زار الأسد الغوطة لماذا زار الأسد الغوطة



GMT 09:19 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

الـــوعـــي أهــــم مـــن «كـــورونــــــــا»

GMT 05:59 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

كلنا مسؤول في عصر "كورونا"

GMT 07:08 2020 السبت ,23 أيار / مايو

أوروبا وسياسة الضم

GMT 07:08 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

أنقذوا سورية من «كورونا»

GMT 05:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday