ما تراه واشنطن وما لا تراه
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ما تراه واشنطن وما لا تراه

 فلسطين اليوم -

ما تراه واشنطن وما لا تراه

بقلم : رجب أبو سرية

في مجلس الأمن حصلت إسرائيل على نتيجة الفشل مرتين خلال الأسبوع المنصرم، وذلك بعد أن فشلت في الترشح للعضوية غير الدائمة في المجلس التي تتقدم لها الدول تباعا، بتدوير وفق نظام معين يغطي القارات الخمس في العالم، وكذلك حين فشلت في إصدار بيان عبر الولايات المتحدة، يدين الملاحظات التي أبداها الرئيس محمود عباس في خطابه بالمجلس الوطني.

ومعروف أن «مجلس الأمن» إنما هو مجلس النخبة الكونية، حيث تتحكم خمس دول بقرارات أعلى هيئة في المنظمة الدولية «الأمم المتحدة» وهي الدول دائمة العضوية في المجلس من جهة، ومن جهة ثانية الدول التي تتمتع بحق النقض»الفيتو»، حيث يمكنها باستخدام ذلك الحق أن تحبط أي قرار من أي بند للمجلس، وفي هذا المجلس تجد إسرائيل عادة «بيتها الدافئ» خاصة أيام الحرب الباردة، حيث كانت كل من الصين والاتحاد السوفياتي السابق»روسيا لاحقا» إلى جانب حركات التحرر والشعوب في العالم، فيما كانت كل من الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا، في الجانب الآخر، الذي يحمي مصالح الغرب الرأسمالي والاستعماري، ومن ضمن محمياته كانت إسرائيل.

أما في الجمعية العامة فالأمر مختلف، حيث تبدو الجمعية العامة كما لو كانت برلمان العالم، مقابل مجلس الأمن الذي يبدو كما لو كان حكومة العالم، ولأن إسرائيل «دولة احتلال» مفضوحة تماما، فإن مئات القرارات اتخذت بحقها في الجمعية العامة، لكنها غير ملزمة، كذلك اتخذت ضدها عشرات القرارات في مجلس الأمن، لكنها كلها كانت تحت البند السادس، ولم يتخذ بحقها بسبب انحياز الولايات المتحدة الكامل والتام لها، أي قرار تحت البند السابع الذي يفرض تنفيذ قرارات المجلس بالقوة.
صحيح أن نفوذ العضوية الدائمة التي تتمتع بحق النقض الفيتو غير محدود لكن العضوية غير الدائمة مهمة أيضا، لجهة طرح مشاريع القرارات، حيث أن مشروع كل قرار إجرائي حتى يطرح للتصويت يجب أن يحصل على موافقة تسعة من أصل الخمسة عشر صوتا. ونظام تدوير العضوية غير الدائمة، يعتمد تخصيص المقاعد بين القارات، ومدة العضوية غير الدائمة هي سنتان، يتم كل عام انتخاب خمسة أعضاء غير دائمين.

هذا العام كانت نية إسرائيل أن تتقدم للعضوية غير الدائمة، وهي على ما يبدو ترى أن العامين القادمين مهمان فيما يخص ترتيبات الشرق الأوسط، لكنها اصطدمت بترشح كل من ألمانيا وبلجيكا عن قارة أوروبا، ومعروف بأن إسرائيل، ورغم وجودها في آسيا جغرافيا، لكن لأن الشرق الأوسط ومعظم دول آسيا تلفظها، فهي حتى في الاتحاد الدولي لكرة القدم تتبع أوروبا، وحين وجدت أن ألمانيا وبلجيكا ليستا على استعداد للتنازل لها عن العضوية غير الدائمة، اضطرت للانسحاب من الترشح للمنصب.

أما ما يخص مشروع البيان الذي تقدمت به مندوبة الولايات المتحدة، فهو يدل على صفاقة ليس لها حدود تتسم بها إدارة دونالد ترامب الأميركية إن كان في البيت الأبيض أو في الخارجية، فرغم أن حديث الرئيس عباس كان حديثا أكاديميا وتاريخيا وليس انفعاليا أو وجهة نظر، وكان سردا لأقوال أكاديميين وباحثين يهود أصلا، ورغم تقديمه حسب البروتوكول بين الدول الاعتذار، إلا أن واشنطن التي باتت أشبه بالدمية التي تحركها أصابع الحكومة الإسرائيلية، آثرت أن تذهب لمجلس الأمن لإصدار بيان يدين تلك الأقوال.
والبيان يعبر عن موقف، وهو غير القرار الإجرائي، لذا فمن سوء حظ تل أبيب وواشنطن كان يحتاج لإجماع أعضاء المجلس، حيث اعترضت دولة الكويت الشقيقة، ورغم أن مشروع البيان أو مسودته لم يمر، إلا أن مجرد التفكير به وطرحه على «حكومة العالم» يكشف مستوى الصفاقة التي تتصف بها اكبر وأقوى دولة في العالم، تقوده حاليا إلى هاوية المواجهة والدمار، ما لم  تحتج وتثُر شعوب العالم من أجل تعديل ميزان العدالة الدولية.
لا تسمع أميركا مطلقا أصوات الرصاص والطائرات والقذائف الإسرائيلية ولا ترى قناصة الاحتلال وهم يطلقون النار على المتظاهرين العزل الفلسطينيين ولا تسمع أقوال اليمين المتطرف النافية للوجود الفلسطيني الذي هو أقدم وأحق من وجود إسرائيل، ولا ترى بطش الاحتلال وهو يعتقل الأطفال ويقتل عن عمد العشرات منهم، ولا تسمع ما يقوله الوزراء السفلة الجالسون على مقاعد الحكومة الإسرائيلية التي تمس الحقوق الفلسطينية الطبيعية وحتى الدين الإسلامي.

لكنها أميركا/ ترامب التي أصبحت مثل فيل يقوده كلب، أو مثل جمل يمسك لجامه عبد وضيع، يذهب به إلى حيث شاء، لم تعد ترى إلا من الزاوية الضيقة للرؤية، وإذا كانت مؤسسات الدولة والشعب الأميركيين يصمتان على هذا، فإن العالم كله بدوله وشعوبه، لا يمكنه أن يصمت طويلا، على بقاء أميركا تقود العالم وهي منقادة من قبل إسرائيل. لذا فان الإطاحة بقيادتها للعالم باتت وشيكة، وصار أمر إعادتها إلى ما وراء البحار وراء الباب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما تراه واشنطن وما لا تراه ما تراه واشنطن وما لا تراه



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday