«الوطني» بعد «الثوري» الاجتماعات لا تكفي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

«الوطني» بعد «الثوري»: الاجتماعات لا تكفي

 فلسطين اليوم -

«الوطني» بعد «الثوري» الاجتماعات لا تكفي

بقلم: رجب أبو سرية

لا أحد يمكنه تجاهل الضائقة السياسية التي يمر بها الشعب والقضية وحتى القيادة السياسية الفلسطينية، والتي بلغت ذروتها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، أي بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث إن الولايات المتحدة، التي كانت خلال العشرين سنة الماضية تبدو على قدر من التوازن الضروري لقيامها برعاية العملية السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ اتفاق إعلان المبادئ في حديقة البيت الأبيض عام 1993 حتى عام 2014، ظهرت من خلال إعلان ترامب شديدة الانحياز للجانب الإسرائيلي، بل وكما لو كانت تقاتل معه في معركة الاحتفاظ بمكتسبات حرب العام 1967، التي تمنع حصول الجانب الفلسطيني على الحد الأدنى من تطلعاته القومية، والحد الأدنى من حقوقه الوطنية.

تنظر حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية إلى ولاية ترامب كفرصة تاريخية من أجل تمرير الحل السياسي الذي كانت تحلم به بكل تفاصيله، من الظفر بالقدس وإخراج ملف اللاجئين من دائرة حق العودة، إلى عدم العودة لحدود العام 67، وهي تجد أن الموقف الأميركي المنحاز جداً لها سياسياً قد أغلق أبواب الضغط الدولي المتحملة إن كانت تلك التي كان يمكن أن تنفتح عليها من الاتحاد الأوروبي ومن ضمنه فرنسا، أو من قبل روسيا، وهي حتى تغلق الملف الفلسطيني وتضعه تحت إبطها ومن ثم تقوم بابتلاعه، تدفع الولايات المتحدة للتركيز على الشرق الأوسط، ومن أجل ذلك فإن ترامب يبتلع كلامه وحتى الإهانات التي يوجهها له كيم جونغ أون.

وتحاول إسرائيل أن تقنع واشنطن وحتى العرب بأن إغلاق الملف الفلسطيني كما تريد وترغب من شأنه أن يحقق لها الوقت والجهد للتفرغ لمعالجة إيران، آخر دول المنطقة التي تبدي تحدياً لكل من طرفي القهر والسطو الإقليمي والدولي، أي إسرائيل وأميركا.

إضافة للموقف الأميركي، فإن الحال الفلسطينية تواجه الضائقة بسبب الوضع الإقليمي؛ حيث معظم الدول العربية التي كانت داعمة للموقف الفلسطيني، إما انشغلت بأوضاعها الصعبة جداً الداخلية، مثل: العراق وسورية، أو بتوابع فتح المجتمعات العربية منذ العام 2011، مثل مصر التي ما زالت منشغلة بملف الأمن في سيناء وبمصاعبها الاقتصادية، أو حتى السعودية التي تواجه صعوبات اقتصادية ناجمة عن تدخلها في سورية واليمن، واستحقاق إعادة ترتيب مستقبل المملكة.

يضاف إلى كل ذلك أن الوضع الداخلي ما زال يعاني من الانقسام وتبعاته المتراكمة، بل التي وصلت إلى حدود كارثية مع مرور أحد عشر عاماً عليه، إن كانت تلك المتعلقة بحصار غزة ومشاكلها العديدة أو باستمرار الاحتلال ومشاكله، بتهويد القدس واستمرار الاستيطان في الضفة الغربية.

يضاف إلى كل ذلك أن الكفاح الفلسطيني الداخلي قد اقتصر إلى حد ما على الكفاح السياسي الدبلوماسي وتعلّق بشخص الرئيس محمود عباس، الذي أثقلت كاهله المسؤوليات الجسام، وقد تقدّم في العمر، ومعه مؤسسات حركة «فتح» و»م ت ف» التي هي بحاجة ماسة إلى التجديد والتطوير والتفعيل.
ما هو بيد الرئيس يقوم بفعله، لكنه قد لا يكفي، فقد تم عقد اجتماع المجلس الثوري، بشكل مختلف، حيث كان مغلقاً، وتضمن تحذيراً من قبل الرئيس، الذي بات يتوقع مصيراً مشابهاً لمصير الرئيس الراحل ياسر عرفات، حيث لا يتورع العدو عن القيام بكل ما هو خسيس ودنيء ليزيح العقبة الكأداء من طريق تحقيق أهدافه الخبيثة.

من بعد المجلس الثوري هناك تحضيرات لعقد دورة تاريخية للمجلس الوطني، لكنها لن تكون مكتملة بسبب عدم إنجاز الوحدة الداخلية ومشاركة الجميع، لذا فإن الهدف من عقد «الثوري» و»الوطني» _ بتقديرنا_ هو تحصين الموقف السياسي أولاً، فيما تطوير أدوات الكفاح يأتي ثانياً.

المهم هو ألا ينهار أولاً الوضع الداخلي، خاصة على الصعيد السياسي، وألا يفت الموقف الأميركي من عضد الشعب الفلسطيني وقيادته، فحتى نقل السفارة الأميركية فعلياً للقدس ليس آخر الدنيا، والهدف الرئيس منه إحباط الشعب الفلسطيني وفرض الاستسلام عليه، وإسرائيل قد اتخذت قرار ضم القدس منذ أكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد، والتطور على الأرض أهم بكثير من المواقف الملعقة بالهواء، وفي العام 1948 ظنت إسرائيل أنها قد انتهت من الشعب الفلسطيني، وأن مشكلتها باتت ذات طابع حدودي مع دول الجوار العربي، خاصة بعد توقيع أكثر من هدنة مع الدول العربية، لكن الشعب الفلسطيني خرج بعد عقدين من ذلك العام بثورته المسلحة، وبعد توقيع اتفاقات السلام مع عدة دول عربية، ها هي إسرائيل تظن بأنه يمكنها أن تتجاوز الشعب الفلسطيني، الذي سيفاجئها مرة أخرى، كما فاجأها من قبل، بقدرته على اجتراح المعجزة.

وما دامت إسرائيل هنا، ونحن هنا، فالأمر بيننا كفلسطينيين وبينهم طال الزمان أم قصر، فلا بد من أن تخرج أميركا من الملف وحتى المنطقة كما سبق لبريطانيا وأن خرجت، وبين إسرائيل والعرب يوجد الفلسطينيون، فالمهم ثانياً، أن ندرك أن الصراع لم ينته ولن يتوقف، لكنه يغيّر شكله وطبيعته، وربّ ضارة نافعة، فإغلاق حل الدولتين، من شأنه أن يعيد توحيد الكل الفلسطيني الذي هو أوسع نطاقاً من الضفة وغزة، وما دام العالم بأسره يتحول إلى مكان لجميع البشر، فإنه لن يكون فيه مكان لمن يقهر الآخرين أو من يؤمن بالعنصرية والتفوق ومن يستأثر لنفسه دون الآخرين إن كان بالقوة أو الحياة أو حتى بالمال.


المصدر : جريدة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الوطني» بعد «الثوري» الاجتماعات لا تكفي «الوطني» بعد «الثوري» الاجتماعات لا تكفي



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday