المصالحة بين التهدئة والهدنة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

المصالحة بين التهدئة والهدنة

 فلسطين اليوم -

المصالحة بين التهدئة والهدنة

بقلم : رجب أبو سرية

سبق لحركة حماس أن اتفقت مع إسرائيل عبر أكثر من وسيط دولي، على أكثر من اتفاق لوقف إطلاق النار، أو للتهدئة بينها وبين إسرائيل، بل وأن توصلت لأكثر من اتفاق لتبادل الأسرى، أيضا عبر الوسطاء، عربا كانوا أو أجانب، ودون أن تكون السلطة الرسمية حاضرة أو مشاركة في جملة تلك الاتفاقات، ذلك أن كل ما سبق من اتفاقات أو تفاهمات كان عبر وسيط، أي لم يكن بشكل مباشر بين حماس وإسرائيل، كذلك لم يكن على أي شكل من أشكال الاتفاقيات الدولية المكتوبة أو الرسمية، لذا لم تحتج السلطة، لأنها كانت ترى في اتفاقات وقف النار التي كانت عادة ما تتبع حربا إسرائيلية مدمرة على غزة، درءا لشلال الدم والدمار الذي كان يلحق بسكان قطاع غزة، جراء مغامرات الحروب التي كانت تجري بين حماس واليمين الإسرائيلي لتعزيز سيطرة الطرفين السياسية، كل في بلده. 

ثم لأن طبيعة تلك الاتفاقيات كانت دون مستوى الاتفاق السياسي، الذي يمس ثوابت المشروع الوطني ويلحق بها الضرر.

هذه المرة الأمر مختلف تماما، فالخلط من جهة، والجرأة في الإفصاح من بعيد عن بعض أهداف الاهتمام بملف غزة، خاصة من قبل الجانب الإسرائيلي والأميركي، من جهة ثانية، يسعى إلى إما الدخول مباشرة في «مفاوضات بديلة» تجعل من قطاع غزة، الملف الفلسطيني، وتختصر المطالب الفلسطينية بإنهاء احتلال القدس والضفة وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الموحدة على أرض 67، في كسر الحصار عن غزة، وربما في استبدال دولة فلسطين على أرض 67 بكيان غزة.

ونقصد بالخلط، أن ما يجري طرحه وتداوله يتراوح بين عرض كسر الحصار عن غزة مقابل هدنة طويلة الأمد، والتي تكون عادة بين الدول، كما حدث في أعقاب حرب 48 بين إسرائيل وكل من مصر والأردن ولبنان وسورية، وكذلك في أعقاب حرب 73، فالهدنة إنما هي اتفاق سياسي يكون بين طرفين يتمتعان بالسيادة كل على الأرض التي يسيطر عليها، وهي قد تبدأ برعاية طرف ثالث، لكن التوقيع عليها يكون بحضور الطرفين في ظل كفالة الطرف الثالث.

وهذا تقريبا هو جوهر المبادرة الأممية التي يقول بها المبعوث الأممي إلى الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، والتي تتضمن تنفيذ بنودها بالتدريج من أجل إقناع الطرفين وضمان نجاح التنفيذ، في الوقت الذي تصر فيه إسرائيل على الخلط بين وقف النار وكسر الحصار وتحرير الأسرى من مواطنيها وجثث جنودها لدى حماس، فيما الأطراف الفلسطينية خاصة من حلفاء حماس أو شركاء القسام من المجموعات المسلحة وفصائل غزة، أكثر وضوحا حين تجتمع على التهدئة ووقف النار، وترفض خلط بنود التهدئة وشروطها مع بنود الهدنة واستحقاقاتها.

المشكلة تكمن في أن أعز هدف لدى حماس هو كسر الحصار، لذا فإن تحقيق هذا الهدف، لا يمكن أن يكون دون ترتيبات أمنية وسياسية نهائية، تضمن أمن إسرائيل، وعدم وجود أي احتمال لتعرضها «للخطر» الأمني، في الوقت الذي تحقق لها فيه المكسب السياسي، وهو أن تقام دولة فلسطين في غزة فقط.

توافق إسرائيل إذا أو ترغب في هدنة طويلة الأمد، على شكل «أوسلو خاص بحماس»، تضمن من خلالها تحرير أسراها، ونزع سلاح غزة، وكذلك إقامة كيان صغير وتحت السيطرة ولا خطر محتملا من وجوده في المدى البعيد.

فيما الفصائل الفلسطينية تفضل التهدئة، ولا تختلف عليها، وإن كان الجميع يدرك أن إسرائيل ما زالت تلعب داخل الملعب الفلسطيني نفسه، فكلما اقترب الضغط على حماس من استجابتها لاستحقاقات إنهاء الانقسام، تقوم إسرائيل بالتلويح بجزرة ما لحماس حتى تتراجع، وبات هذا الدرس محفوظا عن ظهر قلب لأن إسرائيل فعلت هذا أكثر من مرة وطوال الوقت منذ أحد عشر عاما والى الآن.

وقد قامت فتح بعقد اتفاقيات أوسلو باسم (م.ت.ف) وليس باسم فتح، كذلك قامت من قبل فصائل مثل الجبهة الشعبية - القيادة العامة بعقد صفقات تبادل الأسرى دون أن يعني ذلك تجاوز (م.ت.ف)، وهذه المرة يمكن لحماس أن تتوصل لتهدئة وحتى لصفقة تبادل الأسرى، لكن التوصل لهدنة أو اتفاق سياسي/أمني/إنساني حول غزة، ليس من حقها، ولا يجوز لها ولا بأي شكل أن تقوم به أو حتى أن تفكر فيه.

طبعا ما زال إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الداخلية هو المدخل المثالي للرد على إسرائيل في كل ما يخص ملفات: التفاوض، والتهدئة، وحتى الهدنة وكسر الحصار عن غزة، والذي في حال تحقيقه فإن الجانب الفلسطيني بطرفيه، أي بحماس وفتح والسلطة، ينتقل من موقع الدفاع الذي بالكاد يحقق صداً للهجوم الميداني الإسرائيلي أو الهجوم السياسي الأميركي - كما حدث مع محاولة طرح صفقة القرن - إلى موقع الهجوم، الذي بعد وقت سينجح في تفكيك التحالف اليميني الإسرائيلي الحاكم ومن ثم إسقاطه.

وما لم يحقق الجانب الفلسطيني الإنجاز الداخلي، فلن يقوى على انتزاع شيء ذي شأن من إسرائيل، وكل ما سيكون هناك أو هنا مجرد وهم، حيث إن الرادع لإسرائيل يبقى دائما هو القوة العسكرية والسياسية، فهي لا تحترم لا اتفاقيات ولا مواثيق، وخير دليل على ذلك اتفاق أوسلو مع (م.ت.ف)، واتفاقية صفقة وفاء الأحرار أو صفقة شاليت مع حماس، حيث إن إسرائيل أغلقت الباب أمام تحول المرحلة الانتقالية للمرحلة النهائية خلال خمس سنوات، كذلك أعادت اعتقال معظم من قامت بتحريرهم من سجونها من أسرى حماس وفق صفقة وفاء الأحرار.

أي أنه على حماس أن لا «تملأ يدها» من وهم تحرير غزة مقابل هدنة طويلة الأمد، تنتج عنها إقامة «كيان مستقل» ليس فقط عن إسرائيل ولكن بالأساس عن محمود عباس والسلطة والضفة الغربية والقدس، وهذا هو الخط الأحمر، الذي سيجعل من حماس في حال ذهبت في هذا الاتجاه بمثابة مجرم سياسي في نظر الشعب الفلسطيني، حتى لو جعلت من قطاع غزة سنغافورة الشرق الأوسط فعلا، بل إن أهل غزة أنفسهم لن يقبلوا حياة الرفاهية الخاصة إذا كانت على حساب حق عودة اللاجئين وعلى حساب تحرير القدس وحرية الضفة الغربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصالحة بين التهدئة والهدنة المصالحة بين التهدئة والهدنة



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday