غزة في سباق مع الموت
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

غزة في سباق مع الموت

 فلسطين اليوم -

غزة في سباق مع الموت

بقلم :رجب أبو سرية

حتى الحرب ـــــ بتقديرنا ــــــ بصرف النظر عن شدتها وقسوتها، لن تحدث ردود الفعل التي كانت تحدثها قبل سنوات، ذلك أن الموت منذ سبع سنين ينتشر في غير مكان من الشرق الأوسط، ورغم أن حربا طاحنة كما تلك الحروب التي وقعت أعوام 2008/2009، 2012، 2014 التي كانت قد شنتها إسرائيل على قطاع غزة، قد تحدث في أي لحظة، إلا أن الموت الذي توقعه إسرائيل بين صفوف الشبان الغزيين، مستمر ويقع كل يوم، ولعل خير دليل هو أن يوم الجمعة الماضي كان يوما داميا وقع فيه سبعة شهداء وعشرات الجرحى، دون أن يعني ذلك الشيء الكثير لا للإعلام الإقليمي ولا لصانعي السياسية ونجومها من عرب ومسلمين، أصدقاء وأعداء على حد سواء.

بل إن الموت الذي يشارك في إحداثه المستوطنون المستعمرون الصهاينة من مغتصبي الأرض الفلسطينية المحتلة جنبا إلى جنب مع قوات الاحتلال، وآخر أحداثه مصرع السيدة عائشة الرابي، يطال كل فلسطيني، بحيث يمكن القول إنه أذا كانت غزة في سباق مع الموت، نظرا لأن الموت السريري بفعل الحصار المتواصل منذ احد عشر عاما، إنما هو موت بطيء، الخلاص منه، يتطلب كسرا للحصار وعودة لانخراط القطاع في منظومة الكفاح الوطني، في سياق مشروع التحرر الوطني، يمكن القول إن الضفة الغربية في سباق مع الحياة والحرية، نظرا إلى أن الاحتلال يسعى إلى أن تشهد هذه الأيام، وبالتحديد ولاية دونالد ترامب الرئاسية الأولى التي تقترب من منتصفها، طيا لملف الاحتلال وإغلاقا للأبواب أمام قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
الحقيقة هي التي أكدت تلازم ملفي إنهاء الانقسام والهدنة مع إسرائيل، وليس لأن القيادة الوطنية الفلسطينية هي التي فرضت هذا الأمر، ذلك أن الفصل بين الملفين كان هدفا إسرائيليا، يعني أولا التفرد بـ»حماس» وفرض التهدئة أو الهدنة بالشروط الإسرائيلية، وأولها وأهمها هو أن يتم فصل قطاع غزة عن الوطن الفلسطيني، ومن بوابة المدخل الإنساني، سعى الخبثاء إلى تمرير هذا الهدف الإسرائيلي، خاصة وان «حماس» لم تغلق الباب أمامه تماما، ولا في يوم من الأيام.

لذا فإن تسخين جبهة غزة، يعتبر بالنسبة لـ»حماس» مخرجا من ضرورة إحداث التغيير في برنامجها السياسي الاستراتيجي، الذي ما زال يستند إلى أن تشق طريقها وحيدة ومنفردة، في خط مواز لخط «م ت ف»، ومن الانصياع لاستحقاق إغلاق ملف الانقسام، دون تحقيق أهدافه التي سعى إليها منذ العام 2007، وهي إقامة الكيان الإخواني، إن لم يكن على كل فلسطين فعلى أي جزء منها

ولعل «حماس» وهي في أصعب اللحظات، مثل هذه التي تمر بها حاليا، لا تظهر الاستعداد لأن تدخل الإطار الفلسطيني الجامع، بما يتطلبه منها من خروج تام من دائرة الإخوان ومشاريع الدولة الإسلامية التي تبشر بها أكثر من جماعة في المنطقة، فإنها لن تكون على استعداد أبدا للدخول إلى مربع التوطين الفلسطيني، لذا فإنها ما زالت «تعبث» بالمصير الفلسطيني، وتغامر بغزة المثقلة بكل مصائب الدنيا.
وكلما عجزت «حماس» عن اللعب في الضفة الغربية، قامرت بتسخين جبهة غزة، وهي وبعد أن وصلت إلى الحد الأقصى من استخدام الهامش التكتيكي واصطدمت بملف تمكين الحكومة في غزة، أغمضت عينيها لحظة تمرير واقعة تفجير موكب رئيس الحكومة، ومن ثم أطلقت «مسيرة العودة» للخروج من عنق الزجاجة والتحرر من الضغط الداخلي، وسرعان ما اتضح هدفها من إطلاق تلك المسيرة، وهو كسر الحصار عن غزة، وليس تحريك ملف العودة أو القدس أو التأكيد على إنهاء الاحتلال.

ومع مرور الوقت واتضاح هذا الهدف، انفض من حولها الجمهور خاصة الفصائل الأخرى، لذا فإن حراكها على الحدود ظل محكوما بأمرين، لهما علاقة بمسار ملف التهدئة، فإن تحرك الملف شهد السياج خفضا لمستوى الاحتجاج، وان تعثر شهد ارتفاعا في المنسوب.

الأمر الأول كان هو أن «حماس» وحدها بدأت تظهر، وتستعين كل فترة من اجل إنعاش المسيرة بقيادتها وحتى برأسها الأول، إسماعيل هنية، والأمر الثاني هو تعويض الانفضاض الجماهيري بابتكار كل فترة «سلاح» جديد، فمن إشعال إطارات السيارات إلى إطلاق البالونات الحارقة، إلى تشكيل النخب «المقاتلة» من وحدة الإرباك الليلي إلى وحدة مطلقي السهام مؤخرا.
على الجانب الآخر، يقف إلى جوار رئيس الحكومة الإسرائيلية، وزير دفاع على شاكلته دون خلفية أمنية، يسعى لتعويض النقص بإظهار التشدد، لذا وبعد أن أعلن عن إدخال الوقود القطري ضمن صفقة تقوم على تخفيف الحصار مقابل خفض منسوب الاحتجاج، كان يوم الجمعة الماضي فاصلا.

حيث استبقت «حماس» الاجتماعات القيادية الفلسطينية، وصولا إلى اجتماع المجلس المركزي، باختراق نوعي للسياج كانت نتيجته وقوع سبعة شهداء في يوم واحد.
مصر التي تبذل كل ما في وسعها من أجل عدم انهيار المصالحة الداخلية سارعت على عجل لتجعل من الأسبوع الحالي فرصة ربما تكون الأخيرة لمنع الانهيار التام، بعد أن بدأت «حماس» تعلن عن استعدادها للاندفاع في تجاوز الشرعية في ملف الهدنة، بحيث بدا واضحا أنها سترد على قرارات «المركزي» بفرض إنهاء الانقسام، بإعلان استعدادها للتفاوض مع إسرائيل مباشرة أو بالواسطة، وهكذا يمكن القول إن غزة باتت في سباق مع موت محتم ما لم ينجح المسعى المصري الأخير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة في سباق مع الموت غزة في سباق مع الموت



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday