الشعب رافعة السلطة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الشعب رافعة السلطة

 فلسطين اليوم -

الشعب رافعة السلطة

بقلم : رجب أبو سرية

لأن المواقف السياسية الرسمية بين الدول والحكام عادة ما تكون نتيجة عقد الصفقات بينهم، والتي تسمى بالصفقات السياسية، فإنه إزاء كل محطة من المحطات السياسية ذات الطابع الإقليمي أو حتى الدولي، يقوم كل طرف بتفقد ما لديه من أوراق أو عوامل قوة سياسية، حتى ينجح في عقد صفقة سياسية ناجحة.

ولعل العالم الذي دخل في حقبة العصر الأميركي منذ نحو ثلاثة عقود، بات الآن، ومنذ أكثر من عام، ليس فقط في مواجهة «البراغماتية» السياسية للولايات المتحدة وحسب، بل وفي مواجهة ما يمكن وصفه بالسمسرة السياسية لواحد من أكثر رؤسائها صفاقة، لدرجة أنه حين فكر أو سعى أو رغب في أن يعد خطة لحل واحد من أعقد وأصعب الملفات السياسية في العالم، وهو ملف الصراع الرئيس في الشرق الأوسط، أطلق عليه مصطلح «صفقة القرن» ليؤكد أن جوهر هذه الخطة، ليس له علاقة بالمبادئ الإنسانية أو بالقيم الحضارية، بقدر ما له علاقة بقيم وأخلاق «البزنس» السياسي.

حسناً إذاً، حين يتعامل الطرف الفلسطيني مع إسرائيل وأميركا، وحتى مع بعض الأشقاء العرب، فإنه لا بد له بل ويتوجب عليه أن يحيط بعقلياتهم السياسية، فالاستمرار بمحاولة إيقاظ الضمير الميت لدى هؤلاء، لن يكون إلا فعلاً عبثياً بلا طائل ولا جدوى، لذا فإن طريق استعادة الحقوق الفلسطينية المستلبة، دونها كفاح لا بد من أن يضع العدو في دائرة الاختيار بين السيئ والأسوأ، وحتى يقبل حل الدولتين، فلا بد من أن يكون احتلاله أولاً خاسراً، بكل الجوانب والنواحي، بل وأن يكون ظاهراً للعيان بأن أفقه مغلق، ثم أن يكون بديله أسوأ على إسرائيل.

ولدى القيادة الفلسطينية امتياز لا يملكه أحد من الحكام أو الأنظمة ولا حتى المسماة ديمقراطية، ونقصد به الإسناد الشعبي، فحيثما ظهرت القيادة الفلسطينية كقيادة حركة تحرر، وحيثما أظهرت روح المقاومة، تجد الشعب بمثابة رافعة مركزية للسلطة، وفي الحقيقة لن يحرص أحد على بقاء السلطة تحررية الطابع، أو على تطورها لمشروع دولة، أكثر من الشعب الفلسطيني، لكن ذلك يتطلب أن يطغى على أدائها الطابع المقاوم أكثر من الطابع الوظيفي أو الأمني.

ولنا في تجربة الراحل العظيم ياسر عرفات أسوة حسنة، فحيث كان يتمتع بالإسناد الشعبي، كان أكثر جرأة وقدرة على المواجهة، ورغم أن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون كان يتمتع بقبول لدى الجانب الفلسطيني، وحتى الإسرائيلي اليساري في الحكم في ذلك الوقت، حيث بدأ عهده راعياً لاتفاق إعلان المبادئ، وحاول أن ينهي عهده باتفاق نهائي بين الجانبين، ورغم أن أيهود باراك جلس على مقعد الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت، بعد أن كان تعهد بالذهاب مباشرة لملفات الحل النهائي، إلا أن قوة الإسناد الشعبي، سهّلت على القائد العظيم عرفات الرد بــ»لا» عريضة وواضحة، رغم أنه  كان يعرف ما كان يمكن أن تجره هذه الــ»لا» من مواجهة، حدثت بالفعل عام 2000، لكن الشعب استقبله في غزة بالورود، وكما لو كان صلاح الدين، وانطلق يقاتل الإسرائيليين في الميدان، بوحدة مقاومة وعبر الانتفاضة الثانية التي جعلت كل الكتائب المسلحة من «حماس» و»فتح» وكل الفصائل تقاتل معاً في ميدان المواجهة.

إن صلابة الموقف السياسي الرسمي الفلسطيني، في حال تلازمت مع إسناد شعبي ميداني فإنها تحقق معجزات لا يدركها عرّابو البزنس السياسي، وها هو مفترق الطرق الذاهب ليوم الخامس عشر من أيار القادم الذي أراده الرئيس الأميركي ليكون موعداً استفزازياً بنقل سفارته إلى القدس المحتلة، يحرك الشارع الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، الذي ظن تجار السياسة الإقليمية بأن الحصار قد أنهكه وأن الانقسام قد بعث في نفسه اليأس والإحباط، ها هو يجترح المعجزة، ويخرج بحشوده عبر مسيرات وحراك شعبي سلمي، كما أرادت القيادة الرسمية، حيث إن ذلك يساعدها في التحرك الدولي، وبما أوقع العدو المتعجرف في المحظور، ونقصد به، إطلاق العنان لشهوته بالقتل.

لم يعد بمقدور البيت الأبيض أن يجرؤ على طرح «صفعة العصر»، كذلك فإن بعض عواصم الجوار بدأت تتحرك باتجاه رام الله تسعى من أجل وقف مسيرة العودة، التي ما زالت في بداية مشوارها، فيما تنعقد القمة العربية التي يراد لها أن تكون مناسبة لفرد عباءة سعودية/ابن سلمان، على القرار العربي الرسمي، على إيقاع مسيرة العودة المباركة.

وقبل انعقاد القمة، ها هي المحكمة الجنائية الدولية تبدأ التحقيق في جريمة الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي على الحدود مع غزة قبل عشرة أيام، ما يعني أن الجانب الفلسطيني قد تحول من موقع الدفاع منذ إعلان ترامب مطلع كانون الأول الماضي، إلى حالة الهجوم، التي ستفرض التراجع على الثنائي العدو، الإسرائيلي/الأميركي.

في الحقيقة، فإنه ما زال في الجعبة الفلسطينية الشعبية والرسمية الكثير من أدوات الكفاح والصد ومن ثم الهجوم، فهناك إنهاء فعلي ونهائي للانقسام، وهناك تفعيل مؤسسات الكفاح الجامعة، مثل المجلس الوطني، ولنا أن نتخيل ماذا يمكنه أن يفعل، فرض السلطة كاملة على قطاع غزة، ومشاركة لـ»حماس» و»الجهاد» في المجلس الوطني، ومن ثم تشكيل لجان مقاومة شعبية في كل حي ومخيم وقرية وبلدة في كل إنحاء الوطن الفلسطيني المحتل، من رفح وحتى جنين، مروراً بالقدس والخليل وبيت لحم.

المهم ألا نقف في منتصف الطريق، فقد تبين للجميع أن انتزاع الحقوق الوطنية من العدو الإسرائيلي لم يقترب بعد، وأن إسرائيل جعلت من اتفاق أوسلو استراحة محارب ليس إلا، ولأن فصلاً من الصراع ما زال أمامنا، فإن كل أدوات الكفاح السياسية والشعبية بحاجة إلي تفعيل وإمضاء وتطوير، ويجب ألا تتوقف الأمور عند حدود مؤسسات «م.ت.ف»، بل وأن تطال السلطة نفسها والفصائل كلها، فقد ساهم عقدان من الهدنة والاكتفاء بالصراع السياسي بيننا وبين إسرائيل، في تراخي مفاصل الجسد الوطني، لذا لا بد من صياغة الأداء على أساس جامع للكل الوطني، وعلى أساس من التكامل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعب رافعة السلطة الشعب رافعة السلطة



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday