«ويكيليكس» البيت الأبيض
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

«ويكيليكس» البيت الأبيض

 فلسطين اليوم -

«ويكيليكس» البيت الأبيض

بقلم : رجب أبو سرية

أحدث كتاب "النار والغضب" ضجيجا بلا حدود، مجرد أن تمت طباعته وقبل أن يتم توزيعه رسميا، ولم يكن الأمر يتعلق بخطة ترويج للكتاب، اتبعتها دار النشر أو مؤلفه، ولكن لما جاء فيه عما يدور في كواليس إدارة البيت الأبيض المشوبة بالفوضى، وذلك بمناسبة مرور عام على دخول دونالد ترامب البيت الأبيض.

يمكن القول إن الرؤساء الأميركيين/ الجمهوريين، في النسختين الأخيرتين يظهرون قدرا من عدم الكفاءة، أو قدرا فكاهيا لا يليق برئيس على هذا المستوى، أي رئيس لدولة كبرى على مستوى العالم، فقد ظهر جورج بوش الابن كرئيس كوميدي فاز بالمنصب بفارق لا يتعدى ثلاثمائة صوت حصل عليها في ولاية فلوريدا متفوقا على آل غور المرشح الديمقراطي العام 2000، أي على مرشح مثقف، ثم قاد الولايات المتحدة بشكل دونكيشوتي في حروب أفغانستان والعراق، لكنه مع ذلك بقي رئيسا وثبّت ركائزه في البيت الأبيض بحيث فاز بالولاية الثانية بسهولة.

لذا وبناء على ذلك نقول إن كل ما يقال عن احتمال عزل ترامب أو عدم إكماله ولايته، لن يحدث، بل إنه وبناء على ولايات كلينتون، بوش الابن، وأوباما، والتي استمرت كل واحدة منها مرتين، وتداول فيها الحزبان الحكم، فإن ترامب كرئيس جمهوري سيكمل ولايته وسيبقى في البيت الأبيض حتى العام 2024، وإن ما يتم الكشف عنه تباعا عن اتصالات مع روسيا وعن فضائح مختلفة رافقت حملته الانتخابية، وحتى بعد نشر كتاب "النار والغضب"، وهذا العنوان مستوحى من الإنجيل وهو عبارة كان استخدمها ترامب لتخويف الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون، يبدو انه سيفعل ما فعله نشر وثائق "ويكيليكس" قبل سنوات من ضجيج سياسي، ساهم في تأجيج "الربيع العربي" في بلادنا، سرعان ما سيتم احتواؤه، ذلك أن الحكم في الولايات المتحدة مستتب بيد المؤسسات والشركات، والشعب أو الناخبون، ما هم إلا رأي عام يتم تشكيله عبر الإعلام وأدوات أخرى كما يريد ويشاء نظام الحزبين الحاكم. 
ما يهمنا في كل هذا، هو ما تضمنه الكتاب من إشارة للإطار العالم لما ظلت الإدارة الأميركية تروج له خلال عامها الأول في البيت الأبيض من خطة سمتها صفقة القرن، للتدليل على أهميتها وعظمتها وللإشارة إلى أنها أخذت كل هذا الوقت من الإعداد والترتيب والبحث والدراسة.

والكتاب يشير بوضوح إلى أن مؤلف خطة حل الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي، ليس هو جاريد كوشنير ولا جيسون غرينبلات، بل هو ستيف بانون، الذي تولى إدارة المكتب الانتخابي لترامب إبان الحملة الانتخابية، ثم تولى بعد ذلك منصب كبير مستشاري الرئيس للشؤون الإستراتيجية وادخله ترامب في كانون الثاني 2017 مجلس الأمن القومي ثم عزله في نيسان من نفس العام، وفي التفاصيل يقول إن الخطة تبدأ بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، ثم منح الضفة الغربية للأردن وغزة لمصر. وذلك لدفع مصر والسعودية للغرق في محاولتهما حل المشاكل، وفي ذلك إشارة لما يتم الترويج له من أن صفقة القرن تهدف إلى حل الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي لإنشاء تحالف امني عربي/ إسرائيلي لمواجهة إيران، بالحديث عن أن المفتاح هو روسيا. 

أي أن واشنطن تسعى إلى توظيف خوف العرب من إيران وتوظيف محاولتهم إنشاء درع أمنية إقليمية تحمي عروشهم من "التهديد الإيراني" من خلال طرح وهم اسمه صفقة القرن، لتمرير تصفية القضية الفلسطينية دون إكمال "الخطة" أو دون تنفيذ ما يريده العرب من إنشاء لذلك التحالف الأمني. 
هذا هو مبعث الضجة إزاء الكتاب إذاً، أي لأنه يقوم عمليا بما فعله قبل قرن بالتمام والكمال، السوفييت حين نجحوا في ثورة العام 1917 في روسيا وكشفوا وثيقة سايكس/ بيكو، وهو أن ينتبه العرب إلى "الفخ" الذي ينصب لهم، وبذلك تفشل صفقة القرن قبل أن يتم طرحها رسميا على طاولة البحث والتفاوض. 

أيا كان ما سيحدثه نشر وتوزيع الكتاب، من ردود فعل، فإنه بكشفه بعضا من تفاصيل ما يحدث في كواليس البيت الأبيض في عام واحد أول من ولاية الرئيس الحالي دونالد ترامب، يدل على مدى العبث السياسي، فالرئيس الأميركي يختار رجالا في مناصب مهمة جدا، لمجرد أنه قرأ لأحدهم مقالا، ثم يقوم بعزلهم بعد ثلاثة شهور من تعيينهم في مجلس الأمن القومي كما حدث مع الجنرال ميكل فلين مستشار الأمن القومي، ثم كيف يتم اتخاذ القرارات التي تعتبر مصيرية بالنسبة للشرق الأوسط، نقصد ما يتعلق بحل الصراع المركزي فيها المستمر منذ مئة عام بهذه الخفة والسذاجة، ما لا يدع مجالا للشك بأن الولايات المتحدة لم تعد مؤهلة لا لقيادة العالم، ولا حتى أنها تستحق عضوية مجلس الأمن الدائمة.

يمكن القول إن النظام الأميركي بعد انتهاء الحرب الباردة، حيث لم يجدد نفسه، كما حدث مع روسيا أو الصين، بات متخلفا وشائخا، بل ربما أن الدولة الأميركية كلها وليس نظامها وحسب قد باتت رجلا مريضا، كما كان حال الدولة العثمانية عشية الحرب العالمية الأولى، وهذا الرجل المريض يظهر عنوانه على شاكلة رئيس دونكيشوتي، قد يتسبب في دمار البشرية كلها، إذا ما عالج الأزمة مع كوريا الشمالية، كما يحدث في أفلام "الأكشن" الأميركية، وهذا أمر ممكن، لذا بات العالم كله مطالبا بإحداث ربيع عالمي انطلاقا من "ويكيليكس" "النار والغضب".

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ويكيليكس» البيت الأبيض «ويكيليكس» البيت الأبيض



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday