عادت حليمة «المصالحة» لعادتها القديمة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عادت حليمة «المصالحة» لعادتها القديمة!

 فلسطين اليوم -

عادت حليمة «المصالحة» لعادتها القديمة

بقلم : رجب أبو سرية

توافقت حركتا "فتح" و"حماس"، أولاً، ثم باقي الفصائل ثانياً، على تأجيل تسلّم قطاع غزة من قبل حكومة الوفاق، إلى يوم العاشر من كانون الأول الجاري، بدلاً من الأول منه، كما كان مقرراً، وذلك يعدّ أول عثرة في طريق إنهاء الانقسام، وشكلاً من أشكال إبطاء قوة الدفع التي حدثت منذ الثاني عشر من تشرين الأول الماضي، ما يزيد من احتمالات تعثر ملف إنهاء الانقسام، بل وحتى يمكن القول: إن حركتي "فتح" و"حماس" اللتين تديران الشأن الداخلي منذ العام 2006، معاً وبالتقاسم والمناكفة والتوافق، واللتين أصبحت لديهما الخبرة الكافية في هذا الأمر، يمكن القول: إنهما قد انتقلتا منذ شهرين من مربع إدارة الانقسام إلى مربع إدارة المصالحة، كما قال قبل أيام أحد قادة "الجهاد الإسلامي" في غزة، عن وجه حق.

وإدارة ملف المصالحة لا تعني حل الملف بقدر ما تعني اجتراح الوسائل والطرق والأدوات للإبقاء عليه، والاستمرار فيه أطول وقت ممكن، ذلك أن تزجية الوقت، بإبقاء الحال على ما هو عليه، إنما يصب في مصلحة العدو الإسرائيلي، الذي لا يمكن القول بأقل من: إنه يؤثر فينا عن بعد بأكثر من شكل وطريقة، وإن مصلحته الكامنة هي في نزع كل مصادر القوة لدينا، وأهمها الوحدة الوطنية، تدفعه لأن يواصل وضع العصي والعقبات في طريق إنهاء هذا الملف.

لكن، والحقيقة تقال: إن إسرائيل وصلت إلى حالة لم تعد فيها بحاجة إلى التدخل المباشر، الفج، بل إنها وبعد أن عملت بجهد حثيث ووفق مخطط إستراتيجي، قد أرست داخل المجتمع الفلسطيني الأدوات والركائز التي توفر لها إمكانية أن تفعل عن بعد ما تريد، دون الحاجة للتدخل المباشر، مع أنها لا تتردد ولو للحظة في التدخل، حين تقتضي الحاجة.

تأجيل الإعلان الرسمي عن تسلّم الحكومة قطاع غزة، والإقرار "بتمكينها" من حكم القطاع، يعتبر أمراً خطراً، رغم التوافق الفصائلي عليه، ليس لأننا في عجلة من أمرنا، ولكن لأن ذلك يعتبر سابقة، من السهل جداً، بعد ذلك أن تتحول إلى تقليد، يتم العمل به إزاء أي خطوة عملية لاحقة على طريق إنهاء الانقسام، كذلك هي جاءت وفي ظل الحضور الأمني المصري، بل وبالطلب منه، حيث إن حضوره لغزة، قبل بضعة أيام، كان من أجل الوقوف على مستوى ودرجة تمكين الحكومة، كما جرى التوافق في القاهرة قبل عشرة أيام، وتوافق توقيت حضور الوفد حتى يمر الأول من الجاري (اليوم) بوجوده، ليعلن من غزة تمكين الحكومة، وبالتالي الانتقال للمرحلة التالية.
الغريب في الأمر أن الفصائل فيما بينها قبل عشرة أيام، قالت: إن الوفد المصري جاء ليشهد على تمكين الحكومة من عدمه، وأن الجميع سيعلن عن الطرف الذي يعطل المسار، وهي اتفقت على التأجيل دون أن تعلن عن الطرف الذي قام بتعطيله، بل إن "فتح" و"حماس" نفسيهما قد قالتا بالتأجيل دون أن تتهم إحداهما الأخرى بالتعطيل، وهذا يثبت ما ذهبنا إليه قبل قليل من أنهما قد دخلتا مرحلة إدارة المصالحة!

في الحقيقة، إن الأمر يعود إلى أن الحكومة اتخذت قراراً، أول من أمس، بعودة موظفيها الذين كانت طلبت منهم الاستنكاف عن العمل منذ انقلاب "حماس" عام 2007، لكن موظفي "حماس"، منعوا تنفيذ هذه الخطوة، الأمر الذي برر للحكومة اعتبار أن "حماس" تعطل تمكينها وعملها.

الجميع يدرك أن ملفي موظفي "حماس" وسلاح الفصائل في قطاع غزة، من أخطر الملفات التي تهدد إنهاء الانقسام بالتعثر والفشل، والفصائل نفسها التي تدرك أن من حق السلطة المركزية في نهاية المطاف توحيد السلاح وقراري الحرب والسلم، وتدرك في الوقت ذاته حق الجميع في العمل، وعدم إقصاء موظفي "حماس" لأنهم ينتمون إلى "حماس"، لذا فقد طالبت في مطلب تأجيل إعلان التمكين برفع إجراءات السلطة المتخذة بحق غزة، واعتبرته مطلباً وطنياً.

بتقديرنا، وبشكل موضوعي ومحايد، نقول: إنه ليس المهم أن يتم توقيع الاتفاقيات، وقد وقّع الطرفان الداخليان العديد منها، من قبل، ولم يتم إنهاء الانقسام، لكن المهم هو ما يحدث على الأرض، ولأن الثقة مفقودة، وفي السياسة ليس هناك شيء يعتمد على النوايا، فلا بد من إجراءات متوازية، نقصد بذلك بأن "حماس" تعتبر أنها بإعلانها حل لجنتها الإدارية، في تشرين الأول الماضي، ثم بتسليم المعابر ومقرات الوزارات والمؤسسات العامة للسلطة المركزية قد خطت من جانبها بأكثر من خطوة عملية، فيما الطرف الآخر لم يقم بأي خطوة مقابلة، وهي بحاجة إلى مثل هذه الخطوات العملية حتى ترضي جمهورها، والجميع يعلم أن هناك الكثيرين داخل "حماس" من المتضررين من إنهاء الانقسام، ممن اعتاشوا وحققوا الامتيازات من الانقسام، لذا فإن الفصائل في غزة تدرك هذه الحقيقة، لكن وبكل صراحة تبدو السلطة المركزية غير مهتمة سوى بإظهار أن "حماس" لا تريد المصالحة.

وكلما تجاوزت "حماس" عقبة تطالبها الحكومة المركزية بخطوة تالية، مع أن السلطة المركزية هي السلطة الرسمية والمسؤولة، أي أنها دون كل الفصائل يجب أن تتبع سياسة وطنية مسؤولة، بعيدة عن المناكفة وعن الرد أو العمل بالمثل، لكن كما أشرنا، فإن التأثير الإسرائيلي، بات جزءاً من النسيج الداخلي، وهذا أمر يطول شرحه، خاصة بعد ربع قرن من إرساء سلطة فلسطينية "بالتوافق والتعايش" مع إسرائيل.

إن فقدان روح المقاومة الوطنية، التي كانت تمزج ما بين المناضلين في دهاليز المطاردة، وانتشار ثقافة امتيازات السلطة والحكم، ربما يفسر الكثير مما نحن فيه، لذا فإنها تتعزز لدينا يوماً بعد يوم، القناعة بأن ثنائية "فتح"/"حماس" ومن ثم جماعية الفصائل، باتت عاجزة تماماً عن مغادرة مربع الانقسام، وحتى حالة الضعف وعدم القدرة على مواجهة إسرائيل وإجراءاتها الميدانية، لذا فقد آن أوان تدخل الشارع، ودخول الشعب والجيل الشاب لتجديد روح المقاومة الوطنية، لتحقيق الأهداف الوطنية كافة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عادت حليمة «المصالحة» لعادتها القديمة عادت حليمة «المصالحة» لعادتها القديمة



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday