حول الصفقة مع «حماس»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حول الصفقة مع «حماس»

 فلسطين اليوم -

حول الصفقة مع «حماس»

بقلم : رجب أبو سرية

لم يضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب «صفقة القرن» على الرف، ولم يقم بحفظها بين طيات النسيان، وهو إذ يظهر أنه رئيس مختلف عن سابقيه - حين قام بتمرير قرار الكونغرس المعطل بفضل المراسيم الرئاسية السابقة والخاص بنقل السفارة إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة للاحتلال الإسرائيلي - فإنه يسعى للتأكيد أنه رئيس مختلف بإكمال المشوار وحل الملف الشائك والمعقد، وقد عاد مؤخراً «لبث الروح» في صفقته المرتقبة بعد أن أحاط بمصيرها الغموض بعد جولة مبعوثيه إلى الشرق الأوسط قبل بضعة أشهر.

أن يؤكد ترامب شخصياً أن القدس باتت خارج ملف التفاوض، وأن إسرائيل ستدفع ثمن هذا، يعني أنه ما زال يصر على المضي قدماً بصفقته، رغم معارضة الجانب الفلسطيني، منذ نهاية العام الماضي، للصفقة قبل أن تعلن، بل ورفضه الاتصال به وبطاقمه التفاوضي، ورغم ما قد يحدث من معارضة إسرائيلية لاحقة، جرّاء ما يوحي به هو وطاقمه على الأقل.

يبدو أن حديث ترامب ورجاله عن فرض التنازل على إسرائيل، على الأغلب، هو من باب الدعاية السياسية للصفقة، لكن بالنظر إلى تركيبة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحالي، فيمكن القول: إن بعض تفاصيل أو بنود الخطة، ستجد رفضاً من بعض شركاء نتنياهو و»الليكود»، خاصة «البيت اليهودي»، الذي يرفض أي انسحاب من الضفة الغربية وأي شكل من أشكال الحكم الذاتي، فضلاً عن مسمى دولة فلسطينية فيها، بل ويطالب بسرعة الإعلان عن ضمها لدولة إسرائيل.

المهم أنه بعد جولة كل من جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات للدول العربية ذات العلاقة والاهتمام المباشر بالملف الفلسطيني، نعني مصر والأردن والسعودية، وبعد أن لمس استحالة إعلان الصفقة فضلاً عن تمريرها وتنفيذها دون مشاركة الطرف الفلسطيني، يبدو أن واشنطن تفكر جدياً بالبديل الفلسطيني الذي يمكنه أن يقبل ما ترفضه م ت ف، والرئيس محمود عباس.

فقط تحتاج واشنطن إلى التوقيت المناسب وإلى الشريك «الفلسطيني» الممكن، ولأنه عند الحديث عن بديل عباس، على الأقل في الوقت الحالي، أي في ظل وجود الرئيس عباس شخصياً، ليس هناك من هو أفضل أو أنسب من «حماس»، فمن الطبيعي أن يفكر البيت الأبيض بها كمشارك في تنفيذ الصفقة.

التوقيت المناسب التالي بعد الإعلان سابقاً عن أكثر من توقيت، وبهدف الإبقاء على فكرة الصفقة قائمة، هو ما بعد انتخابات الكونغرس التكميلية، التي ستجري في تشرين الثاني القادم، خشية أن يؤثر الإعلان سلباً على حظوظ مرشحي الحزب الجمهوري، حين يرى بعض عناصر اللوبي الانتخابي اليهودي فيها ما يمس بمكانة إسرائيل، أو ما يمكن أن يحدث جراءها من «برود» مع بعض شركاء الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، كما أسلفنا.

لن يطول الوقت_بتقديرنا_ حتى يعلن عن وجود قناة تفاوض سرية ربما، بين «حماس» وبعض الشخصيات أو حتى ممثلي «الليكود»، كما حدث قبل أكثر من ربع قرن بين ممثلي حركة «فتح» وحزب العمل والتي أدت إلى أوسلو رغم وجود مفاوضات مدريد_واشنطن حينها.
وقد يكون المدخل هو ما يحدث عبر الوسطاء الآن من حديث لا يقتصر كما كانت الحال في السنوات السابقة على صفقة تبادل الأسرى، بل عن مستقبل قطاع غزة، حيث مقابل كسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل، وهو نوع وشكل من أشكال الاحتلال على أي حال، من الطبيعي أن يكون هناك مقابل سياسي على «حماس» أن تقدمه لإسرائيل مقابل فك الحصار.

والمقابل الأثير والمقبول على كل الإسرائيليين هو فك الارتباط أولاً بين غزة وباقي بنود الملف الفلسطيني، من احتلال الضفة الغربية إلى القدس إلى اللاجئين، وهي البنود الصعبة إلى درجة الاستحالة على إسرائيل أن تقبل «التنازل» فيها، ولعل بعد حادثة اجتماع المكتب السياسي لـ»حماس» بكامله في غزة قبل شهر، وتفويض «القسام» للقيادة السياسية بأن تتخذ ما تراه مناسباً لفك الحصار، ما يجعلنا نعتقد بأن هناك احتمالاً لتحقق هذا السيناريو.
معروف أن وزيرة العدل عن حزب البيت اليهودي، أيليت شاكيد هي من عطلت مضي الطرفين، أي «حماس» وإسرائيل في طريق مبادرة ميلادينوف، والتي كانت مبادرة أشمل من تبادل الأسرى، ولا تشترط تحقيق المصالحة، بل إن مصر هي من فرضت هذا التلازم، بين المصالحة والتهدئة أو الهدنة.
من يدري ربما كانت «حماس» الآن بحاجة إلى «عراب داخلي» يقابله «عراب إسرائيلي» لشق قناة تفاوضية بين الطرفين، وربما يحدث هذا عبر الوسيط القطري، الذي ما زال يعمل من أجل هذا بعيداً عن التداول الإعلامي، وفي تنافس واضح مع مصر حول من يمكنه منهما، أن يحتوي «حماس» وأن يؤثر على قرارها.

أخيراً، لا نعتقد بأن هذا السيناريو بحاجة إلى حدث جلل في الضفة الغربية، لأنه ليس مطلوباً من «حماس» الجلوس مكان محمود عباس، ولا التحدث باسم الشعب الفلسطيني كله، ولا التفاوض حول مستقبل الضفة الغربية أو القدس أو اللاجئين، بل فقط حول مستقبل قطاع غزة، لكن أولاً عليها أن تواصل إغلاق أبواب إنهاء الانقسام، ومنع عباس من سحب هذه الورقة من بين يدي إسرائيل، لذا فإننا نرجح أنه في حال إعلان صفقة ترامب فإنها ستتضمن الحديث عن غزة كمشروع دولة، وعن توسيع الحكم الذاتي في الضفة الغربية، بما قد يشمل توسيع المنطقة (أ)، ونقل مقر السلطة من رام الله إلى أبو ديس مثلاً، أي تطوير الحالة الانتقالية القائمة، مقابل تطبيع العلاقة رسمياً بين إسرائيل وكل العالم العربي، والمضي قدماً بتظهير الاحتلال وتبرئته من جرمه وجريمته المستمرة منذ أكثر من خمسين سنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول الصفقة مع «حماس» حول الصفقة مع «حماس»



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday