2018 عام الصراع على القدس
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

2018 عام الصراع على القدس

 فلسطين اليوم -

2018 عام الصراع على القدس

بقلم :رجب أبو سرية

خلال هذا الأسبوع، عقد مؤتمران مهمان جداً برأينا، الأول كان عقد جلسة خاصة للمجلس المركزي الفلسطيني، في رام الله، والثاني كان مؤتمر الأزهر الدولي الذي عقد بالقاهرة، وإذا كانت أهمية الاجتماع الأول تتمثل بما اتخذه من قرارات ومواقف، تعتبر بكل المقاييس عالية السقف السياسي فيما يخص الموقف الفلسطيني، وفيما يتعلق بقوة دفع الموقف الفلسطيني عموماً بشقيه الرسمي والشعبي، فإن أهمية مؤتمر الأزهر تتمثل في درجة تمثيل الشخصيات التي حضرته والتي تمثل الطوائف الدينية الثلاث، وفي مكانة الأزهر، كذلك في تأثير المؤتمر على المحيطين العربي_الإسلامي/المسيحي/اليهودي، والإسلامي، بما يكمل الدائرة المحيطة بالقدس، حيث عقد المؤتمران بعد إعلان الإدارة الأميركية في السادس من شهر كانون الأول الماضي اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونيتها نقل سفارة بلادها في الدولة العبرية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، فجاء عقدهما ضمن سياق الرد على الإعلان الأميركي.

وقد جاء مؤتمر الأزهر الدولي بعد نحو شهر من عقد منظمة المؤتمر الإسلامي قمتها قبل نحو شهر في إسطنبول بتركيا، ذلك الاجتماع الذي شكل قوة دفع ساهمت في صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة، كذلك في أن تضطر واشنطن للاعتراض وحيدة على مشروع القرار في مجلس الأمن قبل ذلك. أي أن من شأن استمرار عقد المؤتمرات واستمرار الحراك والتحرك الشعبي والرسمي، السياسي والميداني الفلسطيني، كذلك استمرار عقد المؤتمرات، والندوات وحتى التظاهرات في كل المحيط العربي والإسلامي، أن يواصل الضغط من أجل سحب الإعلان الأميركي أو إبقائه حبراً على ورق.
وفي الحقيقة، إن كل شيء متعلق بما يقوم به الشارع الفلسطيني أولاً، والمستوى الرسمي الفلسطيني ثانياً، والشارع لم يتوقف حتى اللحظة عن إعلان ردود الفعل التي تستمد قوة دفع كل يوم جمعة، وتواصل الاحتجاج والمقاومة الشعبية، من القدس إلى جنين مروراً بغزة، حيث اعتقل حتى الآن مئات المواطنين وجرح مئات آخرون، فيما الموقف الرسمي ما زال صامداً ومتصاعداً، وما أعلن في المجلس المركزي من قرارات ومواقف، يؤكد هذا المنحى .

وفي الحقيقة، إن التجربة الفلسطينية الغنية بمحطات الكفاح، تعتبر رافعة للموقف المضاد للإعلان الأميركي ولمحاولة إسرائيل البناء عليه، لإغلاق ملف القدس نهائياً، أو إخراجه من دائرة الصراع وبالتالي من بنود الحل، وربما كان آخر فصل خاص بالقدس، هو مواجهة المواطنين الذي قاوموا مقاومة شعبية سلمية بالصلاة، في أروقة القدس العتيقة، ضد القرار الإسرائيلي في تموز من العام الماضي، بإقامة حواجز وكاميرات مراقبة على بوابات المسجد الأقصى، وانتصارهم هو ما يشير إلى أن السير على الطريق ذاته سيؤدي بقرار ترامب إلى مصير مشابه لقرار الحكومة الإسرائيلية الذي اتخذته في تموز الماضي.
أي أن الأمر لم ينته ولا يمكنه أن ينتهي بمجرد أن يعلن الرئيس الأميركي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونيته نقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها، ذلك أن الأمر ليس بيد أميركا كما أنه ليس بيد إسرائيل، فللشعب الفلسطيني الكلمة الفصل أولاً وأخيراً، ذلك أن القدس هي ملك الشعب الفلسطيني أولاً، وثانياً لكل أتباع الديانات السماوية الحق في حرية العبادة فيها، وهذا أمر يكفله تطبيق القانون الدولي الذي يعتبر القدس مدينة محتلة، لا بد أولاً من رفع يد الاحتلال عنها، ثم فتحها لتكون مدينة السلام ولحرية العبادة الدينية.

لأن الوهم يداعب فقط مخيلة بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب، فإن أحداً آخر لا يظن أو يعتقد بأن مصير القدس يمكن لأحد أن يقرره منفرداً، أو أن يفرضه بالقوة، خاصة حين يخرجها من سياقها كمدينة مقدسة، ومحتلة في الوقت ذاته، لذا فإن الرجلين يعتقدان وحدهما، بأن قرارات حكومية كافية لتغيير الوضع القائم، والدقيق، وأن اللحظة مناسبة لأن يفعل الأول ما لم يفعله رئيس حكومة إسرائيلية منذ العام 1967، وأن يفعل الثاني ما لم يفعله رئيس أميركي منذ العام 1995.

وفي حقيقة الأمر، إن رد الفعل الفلسطيني الميداني والرسمي، والذي ترافق بعقد المؤتمر الإسلامي في تركيا ثم بمؤتمر الأزهر الدولي، قد حقق إضافة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، جملة من المواقف السياسية التي سمتها العامة التراجع في موقف البيت الأبيض وفي قدرته على التأثير، رغم استخدامه العصا الغليظة قبل إعلانه وبعده .

أولاً لم يستجب معظم دول العالم للتهديد وصوتت إلى جانب مشروع القرار الذي يرفض الإعلان الأميركي في الأمم المتحدة، ثم ثانياً، وحيث اعتقد البيت الأبيض أن الضغط على الجانب الفلسطيني سيدفعه إلى رفع الراية البيضاء، والقبول بتمرير "صفقة القرن" قد فشل، وها هي الإدارة الأميركية تضطر إلى ألا تتضمن زيارة نائب الرئيس مايك بنس رام الله، كما أنها اضطرت إلى مواصلة التكتم على جوهر أو محتوى الصفقة وتأجيل طرحها رسمياً، بل إنها باتت تدرك أن فرص تمرير الصفقة وحتى إعلانها تتراجع وتقل بسبب الموقف الفلسطيني.

وآخر ما أظهر حقيقة تراجع الموقف الأميركي هو رد ترامب شخصياً على ما أعلنه نتنياهو شخصياً من أن نقل السفارة سيكون هذا العام بقوله: إن ما كان أعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلية للصحافيين المرافقين له في زيارته للهند، ليس صحيحاً.

رغم ذلك، فإن واشنطن اتخذت قراراً غير مسبوق بحجب أموال دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، كذلك تواصل التصعيد ضد إيران كما تريد إسرائيل تماماً، ولأنها تعتمد في "صفقة القرن" على حاجة الخليج الماسة لها، لذا فإنها لا تجد نفسها مضطرة لتقديم التنازل في الملف الفلسطيني حتى تنظم عقد التحالف الأمني العربي/الإسرائيلي ضد إيران، وهذا يعني أن مفتاح الحل والصراع بات باليد الفلسطينية فقط، لذا فإن العام 2018 والذي كان يمكن أن يكون عام زوال الاحتلال عن الأرض الفلسطينية بات هو عام إدارة الصراع على القدس، لأن القدس هي مفتاح الحل والربط أولاً وأخيراً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

2018 عام الصراع على القدس 2018 عام الصراع على القدس



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday