حلّ ترامب الليكودي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حلّ ترامب الليكودي

 فلسطين اليوم -

حلّ ترامب الليكودي

بقلم : رجب أبو سرية

بغض النظر عن جوهر أو تفاصيل ما سيسفر عنه اجتراح المعجزة في البيت البيض، تلك المسماة بصفقة القرن، فإن ما يهمنا _نحن الفلسطينيين_ هو ذلك الجزء الخاص من الخطة الذي يتعلق بحل الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي الذي تمحور منذ ما بعد العام 1967، على الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة منذ ذلك العام، وبهذا الخصوص، فقد بدأت تتضح الكثير من معالم ذلك الحل، استناداً إلى ما تعلنه أكثر من جهة، أو ما تقوم بالإفصاح عنه، غير قناة أو مؤسسة إعلامية، منها ما هو محايد وله تاريخ عريق بالعمل الصحافي، كما هو حال "لوفيغارو" الفرنسية التي أعلنت قبل أيام معالم الخطة الأميركية الخاصة بحل ملف الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي.

ويبدو أن باريس باتت على علم بما هو وراء كواليس البيت الأبيض بهذا الخصوص، خاصة بعد أن تحدثت بعض الأوساط الفلسطينية، بمناسبة زيارة الرئيس لأوروبا لموازنة الموقف مع واشنطن، وبمناسبة مؤتمر دافوس، عن وجود اقتراح فرنسي للحل، يستجيب إلى الإعلان الفلسطيني بعدم تمتع الولايات المتحدة بدور الراعي التفاوضي، لذا فإن لوفيغارو قد تكون فعلاً حصلت على صورة حقيقية لما يتبلور الآن في البيت الأبيض من تصور للحل.
لكن بغض النظر عما يعلن هنا وهناك، فإن ما تقوم به واشنطن من قرارات وما تتخذه من سياسات خاصة بالشأن الفلسطيني، هو الذي يوضح فعلياً وعملياً وبشكل لا غبار عليه ما باتت على قناعة به إدارة دونالد ترامب فيما يخص هذا الملف السياسي.

أولاً: لا بد من القول بأن إدارة ترامب، باتت تنتهج سياسة مختلفة عن الإدارات الأميركية السابقة، الديمقراطية منها والجمهورية، فحتى قبل أن يدخل ترامب البيت الأبيض رسمياً، كان أعلن عدم قناعته بحل الدولتين، وكان تراجع عن اعتبار المستوطنات عقبة في طريق الحل، ولم يتحدث عن كونها غير شرعية كما فعل أسلافه.

ثانياً: بعد فترة أولى فقط، استخدم فيها حق الفيتو تجاه قرار الكونغرس المتخذ عام 1995 الخاص بنقل السفارة الأميركية للقدس، قام عشية الفترة الثانية بتمرير القرار، بل وأرفقه بإعلان اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في خطوة معاكسة لكل الرؤساء الذين سبقوه منذ اثنين وعشرين عاماً، أي كل من بيل كلينتون، جورج بوش الابن، وباراك أوباما.

ثالثاً: قامت بلاده بشن حرب انسجاماً مع رغبة بنيامين نتنياهو على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا " بهدف تجفيف وإزالة المخيمات الفلسطينية من الوجود.

رابعاً: قامت بلاده مؤخراً بالسعي إلى إغلاق مكتب م ت ف من واشنطن، كذلك بحجب أموال الدعم التي تقدمها للسلطة الفلسطينية منذ أوسلو، ودعمها لأجهزة الأمن التي تقوم بوظيفة التنسيق الأمني وحماية السلطة في الوقت ذاته.
خامساً: بدأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعلن رغبته في أن تعلن الإدارة الأميركية وبأسرع وقت ممكن اقتراحها للحل، لأنه يعلم طبيعته وجوهره، وهو قبل الخوض في التفاصيل، ومع الإجراءات المذكورة، التي أكدها أكثر من مسؤول عربي، قد أخرج كلاً من القدس واللاجئين من دائرة التفاوض قبل بدئها!
هذا ما أكده الملك عبد الله الثاني لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على هامش دافوس بباريس، فيما يخص توطين الفلسطينيين وفق خطة ترامب، ودون توفير المال اللازم للدول المضيفة، وهذا ما أكده خطاب ترامب قبل يومين حول حالة الاتحاد حيث أكد إعلانه تجاه القدس، والأخطر هو أن الخطة الأميركية ستوضع على الطاولة الإقليمية للتنفيذ دون نقاش، وحيث أنها مقبولة تماماً مع اليمين الإسرائيلي، فسوف يجبر عليها العرب، بالقول: إن على الجميع قبولها وتنفيذها بما في ذلك إسرائيل، لتسهيل إقامة التحالف الأمني ضد إيران.
بالعودة إلى مقترح الحل حسب "لوفيغارو" فإن خطة ترامب التي تنقسم لمرحلتين، تتحدث في المرحلة الأولى عن اعتراف بالدولة الفلسطينية بعاصمة لها في "أبو ديس" البلدة الفلسطينية القريبة من القدس، وبمساحة 38% من الضفة الغربية، وتشمل قطاع غزة.
ثم تبدأ المرحلة الثانية بمفاوضات بين الجانبين للتوصل لحل فيما يخض قضايا الحل النهائي، أي أن الخطة تبدأ بفرض الدولة المؤقتة أو الدولة بالحدود المؤقتة، ثم تفتح إلى تفاوض لا نهائي، ومثل هذا التصور كان قد طرح كثيراً في السابق ورفضه الجانب الفلسطيني.
فكثيراً ما أعلنت شخصيات إسرائيلية وقبل سنوات عديدة انسحاباً من 40% من الضفة الغربية وإعلان دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، تفاوض إسرائيل كدولة، وهذا يعني أن نسبة الـ 40% لا تتيح مجالاً للتواصل بين مناطق السيطرة الفلسطينية، من جهة ومن جهة ثانية، لا تفرض إزالة أي من المستوطنات، بما في ذلك العشوائية منها، التي أقيمت لأهداف التكتيك السياسي المحض، وبالجوهر، هذا يؤبّد على الأرض الحكم الذاتي، أو "الدولة الفلسطينية" على شاكلة إندورا، أو إقليم كردستان العراق أو حتى كتالونيا/إسبانيا!

أُسس المقترح الأميركي إذاً تكون بذلك قد خرجت من معطف الليكود، الذي يحوم حول هذا التصور منذ أكثر من أربعين عاماً، أي منذ كامب ديفيد بين أنور السادات ومناحيم بيغن، ولا يخرج عن حدود الحكم الذاتي الفلسطيني، لأنه بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية بهذا الشكل وعلى هذه الحدود، سيتحول التفاوض لاحقاً إلى نزاع حدودي بدلاً من كونه صراعاً على أرض محتلة مع اعتراف دولي بكونها محتلة منذ العام 1967، أي أن القبول الفلسطيني بهذه الخطة لا يعني نزع أوراق القوة التفاوضية وحسب من يده، بل أيضاً نزع صفة الأرض المحتلة عن 60% من أرض الضفة الغربية، فضلاً عن قبول الإعلان الأميركي الخاص بالقدس، بل وقبول إخراج القدس واللاجئين من دائرة التفاوض، أي قبول فرض الأمر الواقع الإسرائيلي عليهما.

المصدر : جريدة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلّ ترامب الليكودي حلّ ترامب الليكودي



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday