العالم كله يرد على ترامب القدس عاصمة فلسطين
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

العالم كله يرد على ترامب: القدس عاصمة فلسطين

 فلسطين اليوم -

العالم كله يرد على ترامب القدس عاصمة فلسطين

بقلم : رجب أبو سرية

لا تحيد السياسة، عن قوانين الطبيعة كثيراً، وكما قال اسحق نيوتن في قانونه الفيزيائي الثالث: بأن لكل فعل رد فعل مساوياً له في المقدار ومعاكساً له في الاتجاه، فقد حدث رد فعل على إعلان البيت الأبيض الأسبوع الماضي، القدس عاصمة لإسرائيل، في معظم أنحاء الدنيا. وفي السياسة التعديل الممكن على قانون نيوتن المشار إليه، هو أنه قد لا يأتي رد الفعل بنفس القدر من التساوي مع الفعل، بل إنه قد يأتي أقل أو أكثر، حسب ظروف الحالة، الخاصة بمن يقوم برد الفعل هذا، وهذا ما يمكن لحظه، في رد الفعل الفلسطيني بشقيه الرسمي والشعبي، ورد الفعل العربي والإسلامي، كذلك ردود الفعل العالمية العديدة.

على الصعيد الداخلي لا بد من الإشارة إلى أن رد الفعل الشعبي متواصل، على شكل حراك ميداني، داخل فلسطين، إن كان في الضفة الغربية والقدس، وقطاع غزة، أو داخل الخط الأخضر، كما أن رد الفعل الرسمي أيضا متواصل ومتدرج في صعوده، بما يشير إلى أن الحالة الفلسطينية بشقيها، لم ترتجل رد الفعل، ان رد فعلها لم يأت عصبياً أو انفعالياً، بل وطنياً ثابتاً، عاقلاً ومتعقلاً، وعن وعي وبكامل أهليته، بما يؤكد أن الحالة الفلسطينية ما زالت بخير، رغم أن البعض قد يقول إنها أقل مما هو مأمول، لكن لو نظرنا إلى الظروف المحيطة بنا، حيث إن الحالة العربية شبه منهارة، كما أن المعادلة الدولية_ بما فيها روسيا وحتى الصين_ محكومة بالمصالح، والقضية الفلسطينية أولاً وأخيراً هي قضية عدالة إنسانية، وقضية أخلاقية بالدرجة الأولى، أكثر مما هي قضية مصلحة لهذا الطرف أو ذاك.

أهم ما يمكن قوله، هنا، أنه وبعد مرور أسبوع فقط، نجح رد الفعل المضاد للإعلان الأميركي، الذي حاول أن يمرر إعلانه، كما هي عادة اللصوص، دون أن يترافق بصخب أو إثارة، وفي نفس اليوم _الأربعاء_ بعقد قمة منظمة المؤتمر الإسلامي بالعاصمة التركية بمشاركة سبع وخمسين دولة، على مستوى الرؤساء والملوك، حيث أن مجرد عقد هذه القمة، التي تمثل نحو خمس سكان الكرة الأرضية، يرسل رسالة للبيت الأبيض، مفادها بأن قضية القدس، ليست مجرد بند في ملف الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي، وأنها غير الملفات الأخرى، من لاجئين وحدود ومياه ومستوطنين، تعني كل المسلمين في العالم.

ثم إن خطاب الرئيس الذي عبر_ كما أشرنا قبل قليل_ عن تصاعد الموقف الرسمي بهدوء وروية، من مجرد التلويح بعدم قبول الولايات المتحدة كوسيط في العملية السياسية، إلى رفض الذهاب لواشنطن ورفض لقاء نائب ترامب في رام الله، إلى الحديث عن جملة من مشاريع القرارات، التي تنوي السلطة الفلسطينية التقدم بها لمجلس الأمن لرفض إعلان ترامب، وللمطالبة بعضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، والتقدم لأكثر من منظمة دولية لإبطال الإعلان الأميركي المنافي لقرارات المنظمة الأممية وللقوانين الدولية، والذي جاء قوياً وواضحاً، ساهم في دفع منظمة المؤتمر الإسلامي لرفع عقيرتها عالياً، وللإعلان المضاد للإعلان الأميركي بالقول إن القدس عاصمة دولة فلسطين.

من المهم طبعاً، أنه تم الرد على الإعلان الأميركي المنفرد بإعلان مضاد يمثل نحو خمسين دولة، إذا ما تمت إضافة ردود فعل الاتحاد الأوروبي بدوله المركزية: فرنسا، ألمانيا، وحتى بريطانيا، إضافة إلى ممثلي الاتحاد، كذلك رد فعل روسيا والصين، ومعظم دول العالم، فإنه يمكن القول، بكل بساطة بأن الإعلان الأميركي، والقيادة الفلسطينية لرد الفعل قد أظهرتا حجم العزلة الدولية حول الموقف الأميركي الخاص بقضية الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي، حيث أن الولايات المتحدة تؤيد وتساند وحدها الاحتلال الإسرائيلي، فيما العالم بمعظمه يؤيد الحق الفلسطيني بالحرية والاستقلال.

لقد أخطأ البيت الأبيض، باتخاذ قراره مدفوعاً بشكل أعمى بالتوافق مع اليمين الإسرائيلي المتطرف الحاكم، وبدفع من مايك بنس وديفيد فريدمان، حين ظن بأن حالة الإقليم في الشرق الأوسط، كذلك الظرف الدولي يساعد على اتخاذ مثل ذلك القرار، وان الشعب الفلسطيني في ظل هذا الظرف الإقليمي سيقوم برفع الراية البيضاء، خاصة وأنه هو بدوره أيضا يعاني من تبعات انقسام داخلي مر عليه أكثر من عشر سنوات.

ومن يعيش خارج المنطقة من الطبيعي جداً أن لا يعرف تفاصيلها، ومن لا يعرف سوى لغة الأرقام الجافة، لا يدرك روحها، ولا ما هي عليه من روحانيات وأخلاق ومبادئ، لا يعرف الأميركيون خاصة حين يعمي عيونهم الشغف بإسرائيل بواجهتها المتطرفة الحالية، أن القدس شيء آخر ليس بالنسبة للفلسطينيين ولكن لكل مسلمي العالم ومسيحييه.

نسي سريعا بنس وفريدمان، ومن ثم ترامب، أن بنيامين نتنياهو نفسه وطاقمه الحكومي المتطرف قد اضطر قبل خمسة أشهر فقط، للتراجع عن إجراءاته الاحتلالية في القدس، حين واجه المقاومة بالصلاة، من قبل المقدسيين فقط، بعد أن حاول أن يزرع في البلدة القديمة كاميرات المراقبة والحواجز الحديدية ليقوم بتهويد الحرم، وفرض التقاسم الزماني والجغرافي على أولى القبلتين وثالث الحرمين.

مع القول إن رد الفعل خلال الأسبوع الأول، أخذاً بعين الاعتبار الظروف الإقليمية، يعتبر مرضياً، لكن أهم ما في الأمر هو الاستمرار، أولاً بالحراك الشعبي الميداني، الذي يذكّر كل من نسي، وهذا على أقل تقدير بأن الوجود الإسرائيلي في القدس وفي كل الضفة الغربية هو وجود احتلالي، وثانياً يقوم بإيقاظ الإسرائيليين أنفسهم من غفلتهم، حتى لا يظنوا للحظة بأن الشعب الفلسطيني قد دبّ فيه اليأس، وأنه قد حانت لحظة غض النظر عن الاحتلال، ثم ثانياً مواصلة العمل الرسمي ضد الإعلان الأميركي في المحافل الدولية، وها هي الأمم المتحدة ممثلة بنائب المتحدث الرسمي باسمها تعلن عن استعدادها للقيام بدور الوسيط بين فلسطين وإسرائيل، كذلك الضغط على الدول العربية والإسلامية لتنفيذ برامج دعم صمود مدينة القدس في مواجهة كل إجراءات التهويد الإسرائيلية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم كله يرد على ترامب القدس عاصمة فلسطين العالم كله يرد على ترامب القدس عاصمة فلسطين



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday