محاولة إسرائيلية لإعادة إنتاج الحكم الذاتي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

محاولة إسرائيلية لإعادة إنتاج الحكم الذاتي

 فلسطين اليوم -

محاولة إسرائيلية لإعادة إنتاج الحكم الذاتي

بقلم : رجب أبو سرية

منذ اثني عشر عاماً، وإسرائيل تواصل هجومها المحموم والمتواصل، من أجل وضع حد للمواجهة مع الشعب الفلسطيني، بجعل إمكانية دحر احتلالها لأرض دولة فلسطين المعترف بها دولياً، أمراً مستحيلاً، وهي وإن لم تترك الجانب الفلسطيني يعلك الوهم أولاً من خلال إجراء التفاوض دون نتيجة معها، وثانياً أن يطرق الأبواب الدولية لتحقيق مكاسب على الورق، لكنها لم تجعل من اهتمامها بهذا الأمر، إلا اهتماماً ثانوياً، فهي في الوقت نفسه، كانت تقوم بكل ما يمكنها على الأرض، من أجل أن تجعل من خروجها من قطاع غزة، من جانب واحد، عام 2005، بوابة احتفاظها الأبدي بكل الضفة الغربية وفي المقدمة منها بالطبع القدس.

ولم تكن كل الاقتراحات أو البالونات السياسية التي أطلقتها حكومات اليمين_ اليمين المتطرف الإسرائيلي المتعاقبة خلال تلك الفترة، إلا بهدف صرف الأنظار عن مشروعها الحقيقي الذي تقوم بتنفيذه بشكل حثيث وبإصرار، دون تردد أو تراجع، أو تلكؤ.

كل ما طرحته إسرائيل من اقتراحات من قبل الموافقة على إعلان دولة فلسطينية على المناطق أ، ومن ثم التفاوض على الأرض، أو منح الجانب الفلسطيني 60% من الأرض، أو أن يختلف الحل في غزة عنه في الضفة، بإقامة دولة في غزة وحكم ذاتي في الضفة، إلا من قبيل تهدئة الأجواء، وهي تعلم استحالة موافقة الجانب الفلسطيني، تماماً كما كان عليه الحال قبل عقود، حين رفض الجانب الفلسطيني والعربي قرار التقسيم، ثم قرار 242، المهم، أن إسرائيل الآن وبعد عدة تحولات حاسمة في المنطقة وفي العالم، خاصة في الموقف الأميركي أصبحت أكثر قدرة على الإفصاح عن موقفها، وعما ستقوم به، دون وجل، وهي لم تعد تطالب بالالتزام باتفاقيات أوسلو مثلاً، ولا تطالب بشروط تعجيزية من أجل التفاوض للتوصل لحل الدولتين من قبيل موافقة القيادة الفلسطينية على يهودية إسرائيل، بل صارت الحكومة الإسرائيلية بكل أركانها بمن فيهم رئيسها نفسه، يعلنون عدم القبول بإقامة دولة فلسطينية على أرض الضفة الغربية، واستحالة إخلاء المستوطنات حتى العشوائية منها.

ظلت إسرائيل بيمينها على نحو خاص مخلصة لأقصى ما تقدم به مناحيم بيغين قبل 40 سنة، في محادثات كامب ديفيد مع أنور السادات، وظلت إسرائيل اليمينية تعلن أنها وفي كل حل ستحتفظ بغور الأردن، لأسباب أمنية، رغم تغير معايير الأمن_ طبعاً لأن السبب الحقيقي ليس كذلك_ وظلت تتحدث عن أفكار لا تحيد عن هذا الثابت، لا بهذا القدر ولا ذاك، وإسرائيل بعد أن مرت باللحظة الصعبة الناجمة عن انتفاضة العام 1987، وما رافقها من تغيرات كونية بانتهاء الحرب الباردة، ومن تحولات إقليمية، كان أهمها الحضور الأميركي العسكري المباشر، في حرب العراق وتحرير الكويت، حيث أجبرتها على مؤتمر مدريد، فإن إسرائيل الآن، لا تجد ما يجبرها ولا بأي شكل أو مستوى على أن تغير موقفها أو أن تتراجع أو تتنازل عما حققته من مكاسب جراء حرب العام 1967.

لم يفوت بنيامين نتنياهو مئوية وعد بلفور المشؤوم، فذهب إلى لندن ليحتفل، أو عملياً ليمنع بريطانيا من مراجعة الذات السياسية، والتقدم بدافع تأنيب الضمير، على الاعتذار من الشعب الفلسطيني، ورئيس الحكومة الإسرائيلية يعرف جيداً أن إقامة دولة إسرائيل تفتقر لأدنى المقومات الأخلاقية أو التاريخية، وأن إقدام حكومة بريطانيا عام 1917 على إعلان وعد روتشيلد بإقامة وطن قومي «لليهود» في فلسطين لم يكن إلا بدافع استعماري من قبل دولة، كانت تتزعم معسكر الشر العالمي، الدولة التي كانت تحتل نصف الدنيا وتقهر وتستعمر نصف شعوب الكرة الأرضية.

أي أن تراجع بريطانيا، أو اعتذارها، يمكنه أن ينزع الأساس الذي قامت عليه «دولة إسرائيل»، ومع ذلك فقد أطلق العنان لأفكاره، وكأنه في بيته، فصرح بمكنون ذاته السياسي دون مواربة أو مداراة.

باختصار قال نتنياهو: إنه يبحث عن «موديلات جديدة» من السيادة الفلسطينية على الأرض، بما في ذلك الدولة دون حدود، مع بقاء المستوطنين، أي حل سلمي هذا الذي يبقي على المستوطنين، ليس كمواطني دولة أخرى يقيمون في دولة مستضيفة، بل «بتفصيل» طبيعة الدولة الفلسطينية بما لا «يهدد» لا سطو المستوطنين على الأرض الفلسطينية ولا على وجودهم فوق القانون أو خارجين عنه، وبالتدقيق يقترب نتنياهو من اقتراح قال به بعض الإسرائيليين قبل أشهر وهو الدولة بنظامين، أو حل الوطن بنظامين مختلفين، وبالطبع لا يجري الحديث هنا عن نظامين متساويين بالحقوق السياسية، بل عن دولة وحكم ذاتي.

أي تأبيد الحكم الذاتي الفلسطيني الحالي، وإقامة حكم ذاتي ناقص، أي أقل مما يتمتع به أكراد العراق، الذين يسيطرون من خلال الحكم الذاتي على الوضع الداخلي لمناطقهم مع شراكة بالنظام الفدرالي، لكن هنا، لا سيادة خارجية للفلسطينيين ولا شراكة لهم في الدولة، بل إنهم مضطرون لمشاركة المستوطنين بأرضهم وربما بالحكم الذاتي نفسه!

السيادة من دون حدود، الموديل العصري الذي يفكر به رئيس الحكومة الإسرائيلية، يتعامل مع الشعب الفلسطيني وكأنه مجموعة أفراد قاصرين، لا يمكنهم أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، في الوقت ذاته قام نتنياهو بتأجيل التصويت على قانون فك الانفصال في الكنيست، الذي يهدف إلى إخلاء المستوطنين من مناطق معينة بشمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك حتى ينجح بإخراج خطته بإطار الموافقة الأميركية، فيما تواصل إسرائيل عزل القدس عن محيطها بالضفة من خلال تطبيق خطة جلعاد أردان وذلك «لتجاوز» هزيمتها بمنعها من إقامة الكاميرات في محيط الأقصى قبل أربعة أشهر، لتقيمها حول كل البلدة القديمة. هذا ما وصلت إليه إسرائيل الآن، ولا شيء في الأفق سيجبرها على التراجع، إلا ثورة شعبية فلسطينية شاملة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولة إسرائيلية لإعادة إنتاج الحكم الذاتي محاولة إسرائيلية لإعادة إنتاج الحكم الذاتي



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday