لحظات شدّ الحبال
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

لحظات شدّ الحبال

 فلسطين اليوم -

لحظات شدّ الحبال

بقلم : رجب أبو سرية

ربما كانت أهمية عقد المجلس الوطني تكمن في أنه سينعقد قبل أسبوعين فقط على موعد النار، منتصف أيار القادم، وحيث إن الإعلان عن عقد المجلس كان قد حدث منذ وقت طويل، نظراً لأن عقد الدورة العادية إنما هو استحقاق واجب التحقق منذ سنوات، إلا أن عضوية المجلس تعتبر كبيرة جداً، وتصل إلى عدد من المئات ما بين السبع والثمانية، وتقيم في كل الأماكن التي يتواجد بها الشعب الفلسطيني، داخل وخارج الوطن، أي أن عقد دورة المجلس ينطوي على صعوبة بالغة، يضاف إليها البعد السياسي، من حيث إرث المجلس الذي كان يعتبر مجرد عقده مناسبة احتفالية لإعلان الوحدة الوطنية، حين تشارك فيه كل القوى والفصائل، خاصة تلك الفصائل التي رافقت المجلس والمنظمة منذ العام 1969 وحتى الآن.

وفي تاريخ المجلس، عقدت دورات عديدة، كان منها ما هو بمثابة عرس وطني، مثل الدورة الثامنة عشرة في الجزائر، والتي كانت دورة توحيدية، لأنها انعقدت بعد نحو أربع سنوات عجاف شهدت فيها الساحة الفلسطينية انقساماً رأسياً حاداً، حين انشقت جماعة الانتفاضة عن حركة "فتح"، وشكلت ما سمي بالتحالف الوطني، بدعم من سورية حافظ الأسد، لتنعقد دورة المجلس الوطني في عمان عام 1984، التي لم تحضرها الجبهة الشعبية، فيما وقفت الجبهة الديمقراطية على باب القاعة تنتظر تحقق النصاب من عدمه لتعلن موقفها من المشاركة.

ما أشبه اليوم بالبارحة، فدورة المجلس التي ستنعقد بعد بضعة أيام في رام الله، يتراوح شكل عقدها بين دورتي عمان والجزائر، وحيث كان الموقف الوطني يأمل بأن تكون على شاكلة الدورة التوحيدية في الجزائر التي انعقدت في عام الانتفاضة الأولى، وكانت أحد أسباب انطلاقتها أصلاً، لكن عقدها سيتم على الأرجح على شاكلة دورة عمان، بهدف تحقيق الهدف ذاته وهو التأكيد على أن هناك عنواناً سياسياً واحداً للشعب الفلسطيني.

ولعل تلك الذاكرة هي التي دفعت قيادة حركة "فتح" لمحاولة دفع الجبهة الشعبية بالتحديد للمشاركة في دورة المجلس، حتى تكون تلك المشاركة أداة ضغط على "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وللتفريق بين وجود ظاهرة خروج عن السياق أو الإطار الوطني الجامع، وبين ظاهرة الانقسام، لأن القيادة السياسية على ما يبدو، بعد أن أحبطت من محاولة إقناع "حماس" بإنهاء الانقسام باللين والسياسة وبالتي هي أحسن، تسير الآن على طريق إظهارها مجدداً على صورة الفصيل المنشق عن الشرعية، بعد أن علقت بالذاكرة الجمعية صورة الانقسام في الساحة الفلسطينية بين طرفين أو قياديتين أو برنامجين، إلى ما هنالك من مسميات ومصطلحات.

لكن الجبهة الشعبية أيضاً أظهرت بدورها إخلاصها لإرثها السياسي، الذي اتسم دائماً بالمعارضة، أكثر مما اتسم بالموافقة أو التوافق مع قيادة فتح للمنظمة، ولعل الصورة تعود بأحداثها إلى الماضي تباعاً، حيث مجرد أن انتهى لقاء وفدي "فتح" و"الشعبية" في القاهرة دون الاتفاق على مشاركة الفصيل الثاني رسمياً بالمجلس الوطني، في أعمال دورته القادمة، حتى سارع قادة "حماس" وفصائل الانشقاق في دمشق وبيروت، ممن لم يسمع أحد أصواتهم منذ ردح من الزمن، للحديث عن عقد مؤتمر موازي، ربما ينتهي بإعلان منظمة تحرير بديلة، وإن كان تحت مسمى جبهة إنقاذ، كما كان الحال بعد العام 1983، حين شكل انشقاق "فتح" مع جبهات "القيادة العامة" و"الصاعقة السورية" وانشقاقات عدد من الفصائل ما سمي بالتحالف الوطني ثم بجبهة الإنقاذ، برئاسة خالد الفاهوم حينها، والذي كان رئيساً لفترة طويلة للمجلس الوطني، بهدف واضح وهو ادعاء التمثيل، ومحاولة اصطياد م ت ف القيادة السياسية للشعب الفلسطيني.

اليوم يمكن القول: إن حركة "حماس" بعد أن توقفت عجلة المصالحة عند المحطة الأخيرة، وبعد أن فقدت القدرة على مزاحمة السلطة على تقاسم السلطة التنفيذية ممثلة بسلطة أوسلو، بعد أن قبلت بحكومة التوافق، ومن ثم بإعلان حل اللجنة الإدارية، باتت عينها على سلطة المنظمة، فهي ترى أن الشراكة السياسية تقوم على اقتسام السلطة، وما دامت سلطة الحكم الذاتي برئيسها وحكومتها باتت بيد "فتح"، فيما حتى المجلس التشريعي الخاص بـ"حماس" معطل، فإن "حماس" تعتقد بأنه صار من حقها أن تفوز بسلطة م ت ف، أما أن تعقد "فتح" مجلس وطني المنظمة بشروط إلحاقها، فهذا يقطع الطريق على هذا الهدف، لذا فإن عقد المجلس بمن حضر، يعتبر بمثابة إعلان طلاق بائن بينونة صغرى بين أكبر فصيلين في الساحة الفلسطينية، نقصد بهما "فتح" و"حماس".

المهم أن الشد والرخي السياسي عادة ما يجيء في لحظة حالكة، وهي أيضاً لحظة ضعف، فالانقسام في الساحة الفلسطينية الذي ظهر ما بين عامي 1983_1987، وجاء بعد انشقاق ضباط وكوادر من "فتح"، حدث بعد الخروج من بيروت، وانتهاء مرحلة الكفاح المسلح، الذي ظهر في الأردن ولبنان بعد العام 1967، ليخرج الكل الوطني من عنق الزجاجة السياسية بانتفاضة العام 1987. والانقسام الحالي، الذي سيصل إلى أبعد مدى في حال انعقد مؤتمر موازي وأعلن عن تشكيل قيادة ثانية بالخارج، فإنه يظهر بعد هزيمة أوسلو وفشل المفاوضات في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة، لذا فإن الشعب الفلسطيني هو الذي سينقذ قيادته السياسية من أن يذهب ريحها بالصراع الداخلي، وربما تكون "مسيرة العودة" هي إرهاصة انتفاضة شعبية تفعل ما فعلته انتفاضة العام 1987.

سيشتد حبل التوتر الداخلي إلى أبعد مدى، بعد أن تنفض جلسة الوطني وبعد أن تظهر مع مطلع الشهر القادم، مجموعة إجراءات رفع يد السلطة عن خدمات غزة، في الوقت الذي يشتد فيه أيضاً حبل التوتر مع إسرائيل، حين يحل موعد الذكرى السبعين للنكبة، ويقام رسمياً الاحتفال الخاص بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وكما هو معروف فإن شد الحبال إلى آخر مدى يؤدى بها إلى الانقطاع ما لم يتم رخيها في آخر لحظة، وحيث إنه من غير المنطقي مواجهة حرب الأعصاب مع إسرائيل مع انقسام داخلي فإن الشعب هو الذي سيجد الحل بعدم قطع الحبل الداخلي والقبض على حبل الشد مع إسرائيل، إلى أن تقر بضرورة إنهاء الاحتلال.

المصدر : جريدة الأيام



 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لحظات شدّ الحبال لحظات شدّ الحبال



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday