غزة تتنفس الصعداء
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

غزة تتنفس الصعداء

 فلسطين اليوم -

غزة تتنفس الصعداء

بقلم : رجب أبو سرية

يمكن القول، إن يوم أمس كان بالنسبة لأهل غزة، أفضل يوم يمر عليهم منذ عشر سنوات مضت، وهو أفضل من اليوم الذي وقّع فيه ممثلو الفصائل، بمن فيهم ممثلو وفدي "فتح" و"حماس" اتفاق الشاطئ قبل عدة سنوات، والذي كان أنتج هذه الحكومة، حكومة الوفاق التي بوصولها، أمس، وضمن هذا الحشد الإعلامي والأمني والحكومي الرسمي، أظهرت حجم ومستوى الاحتفاء بخطوة إنهاء الانقسام، وتولي الحكومة مهامها وصلاحياتها في قطاع غزة.

هذه خطوة عملية حقيقية وحاسمة، ليس لأنها أعقبت إعلان "حماس" حل اللجنة الإدارية، ولا لأنها لم ترافق، على عكس ما سبق، بتصريحات متضادة، تؤكد إصرار الطرفين على موقفيهما المتعاكسين تجاه حل بعض الملفات، مثل: ملف الموظفين أو المعابر أو الضرائب أو الأمن، وما إلى ذلك، بل لأن هناك مرافقاً مهماً جداً، هو راعي الاتفاق وضامن تنفيذه، وهو الذي سيقرر وستكون له الكلمة الأخيرة الفصل فيما إذا كانت الحكومة تمكنت من السلطة في غزة، ونقصد بذلك الوفد الأمني المصري، الذي جاء إلى غزة، وعلى أعلى مستوى، من أجل ضمان الشروع بتنفيذ ما اتفق عليه في القاهرة قبل أسابيع.

ليس أن صخباً معاكساً إعلامياً أو سياسياً داخلياً لم يعكر صفو خطوة إنهاء الانقسام، وحسب، بل إن أحداً ولا حتى إسرائيل أعلنت أنها ضد الخطوة، كما أنه لم يسجل أنها عرقلت وصول أحد من أعضاء الوفود الإعلامية أو الأمنية أو الحكومية القادمة لغزة من الضفة الغربية، وكل هذا يعني ويؤكد أن ما يحدث هذه المرة، إنما هو خطوة حاسمة ونوعية لإنهاء الانقسام، تشهدها غزة، وتعتبر _ بنظرنا على الأقل _ أهم ما يحدث داخل غزة، منذ العام 1994.

نظام شراكة جديد وجدي يتم تدشينه هذه المرة، مستفيداً من خبرة السنوات التي مضت، ومن شراكة قلقة، وإشكالية كانت أو سعى إليها النظام السياسي الفلسطيني السلطوي الناشئ، لم يعهدها سابقاً أو أنه كان نظام شراكة مختلفاً عما كان عليه نظام الشراكة في "م.ت.ف"، والذي اعتادت عليه "فتح" وأخواتها، وهو الذي يستحق بتقديرنا كل اهتمام ورعاية، ذلك أنه يخطئ كل من يظن بأنه تم التسليم من قبل طرف لمطالب أو لإستراتيجية الطرف الآخر.

تتحدد ملامح نظام الشراكة الجديد فيما استجد في الثقافة السياسية للشرق الأوسط والعالم، وأهمها عدم الإقصاء أو الاستبداد أو التفرد، لا بقرار الحرب ولا السلم ولا بالسلطة، خاصة وأن الوطن الفلسطيني ما زال الجزء الأكبر منه محتلاً احتلالاً مباشراً وقطاع غزة منه خاضع عملياً لمنطق الحكم الذاتي، أي تحت السيادة والإشراف الخارجي الإسرائيلي، وهذا موضوع يستحق أن يمعن التفكير به جيداً، واجتراح الحلول المهمة والإبداعية له.

وإنهاء الانقسام ليس مهمة سياسية مجردة أو نهائية، بل إن أهميتها تكمن فيما سيتبعها من خطوات وإجراءات، فإذا كانت القدس والضفة الغربية تحتاج الوحدة الداخلية من أجل تدعيم قدرة الشعب على مواجهة الاحتلال المباشر، فإن قطاع غزة، الخالي داخلياً من الاحتلال يحتاج إلى تنمية وترميم البنية التحتية، أي أن قطاع غزة بحاجة إلى برنامج اقتصادي/اجتماعي حكومي/ رسمي، في حين أن القدس والضفة الغربية بحاجة إلى برنامج كفاحي.

على هذا الأساس تقوم الشراكة، شراكة البناء الداخلي للجزء المحرر من الوطن، بإشاعة كل مظاهر الحرية والتحرر والرخاء، وحتى مظاهر الدولة الفلسطينية فيه، من خلال إصرار السلطة الفلسطينية على حقها في فرض سيادتها كدولة داخل وعلى حدود قطاع غزة، وانتزاع هذه الحقوق من إسرائيل، بعدم انتظار أن تعقد اتفاقاً معها على إشاعة كل مظاهر الدولة الفلسطينية المستقلة في قطاع غزة_كما هو حال إقليم كردستان العراق_ بالنظر إلى أن أقاليم كردستان تركيا وإيران وسورية، ليست مثل كردستان العراق ولا حتى تتمتع بالحكم الذاتي، كذلك شراكة الكفاح ضد الاحتلال والاستيطان في القدس والضفة الغربية.

أي أنه لا بد من تحقيق المصالحة الداخلية وإنهاء الانقسام بما يعني الانتقال إلى دائرة الوحدة الداخلية، بتدشين جبهة مقاومة موحدة في القدس والضفة الغربية، وإلا فإن إنهاء الانقسام يكون بهذا الشكل والمعنى حدث في المستوى الرسمي، السلطوي، وحقق نصف الهدف المنشود.

على الفور لا بد من مطالبة المجتمع الدولي وفي مقدمته الدول العربية (خاصة قطر والسعودية) بالالتزام بتعهداتها في شرم الشيخ، بعد حربي العامين 2008/2009 والعام 2012 على غزة، البدء بإعادة الأعمار، كذلك بالشروع فوراً ودون أخذ الموافقة من أحد بإعادة بناء المطار والشروع في بناء ميناء غزة.

غزة تحتاج إلى حكومة مدعومة من الكل الوطني والإسلامي، كما هي القدس والضفة بحاجة إلى تكاتف الجميع بالشروع في إطلاق المقاومة الشعبية ضد الاستيطان والاحتلال، ولا بد بهذه المناسبة من تأكيد أن الذهاب للانتخابات هدفه أن يشترك الجميع في المغارم والمغانم، في السراء والضراء، وليس من أجل تفوق طرف على آخر لإقصائه من موقع القرار أو من مناصب السلطة، وعلى ذلك فإن أفضل ضمانة لأن تحدث الشراكة الإيجابية التي نتحدث عنها، تكمن في أن تجري الانتخابات العامة متزامنة، (رئاسة وتشريعي ومجلس وطني)، وضمن نظام التمثيل النسبي الكامل.

 ولعل الانتخابات لا تضمن تدشين نظام الشراكة الإيجابي بأن يجد كل فصيل وقوة سياسية مكاناً يتوافق مع حجمه على الأرض ودوره وتأثيره في الواقع الفلسطيني وحسب، بل تكون مناسبة لتحديث الفصائل والقوى والخطاب وحتى البرنامج السياسي برمته، من خلال السماح للشباب دون الثلاثين بالترشح والقيادة، حتى ينطلق المجتمع الفلسطيني شاباً وعفياً وقوياً وقادراً على مقارعة الاحتلال في معركة التحرير والحرية والاستقلال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة تتنفس الصعداء غزة تتنفس الصعداء



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday