الشعب الفلسطيني يقلب طاولة صفقة ترامب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الشعب الفلسطيني يقلب طاولة صفقة ترامب

 فلسطين اليوم -

الشعب الفلسطيني يقلب طاولة صفقة ترامب

بقلم :رجب أبو سرية

فجأة انقلبت بوصلة الاتجاه السياسي، الخاصة بالمواجهة الفلسطينية/ الإسرائيلية _ الأميركية المحمومة، المندلعة منذ أربعة أشهر، وتحوّل الجانب الفلسطيني فيها من حالة الدفاع والرد التي كان عليها منذ إعلان ترامب المشؤوم الخاص بالقدس، إلى حالة من الهجوم السياسي، في الأمم المتحدة، والميداني المتصاعد، خاصة على حدود قطاع غزة مع الجانب الإسرائيلي.

فقد كان يوم الأرض الذي صادف، يوم الجمعة الماضي، والذي حددته قيادة مسيرة العودة الكبرى، كمفتتح للمسيرة، الأكثر دموية طوال سنوات الاحتفال بذلك اليوم على مدى أربعين عاماً مضت، فقد أظهر الجيش الإسرائيلي مجدداً جبنه وتوتره حين يواجه الشعب الفلسطيني الأعزل، وفي هذه المرة، حيث لا مجال لإنكار حقيقة الحدث، فهو قد تم نقله مباشرة، وكان هناك سياج شائك، ومسافة 700 متر فاصلة، بين جنود إسرائيل المختبئين خلف الستائر الترابية، وبين المتظاهرين المطالبين بحق العودة، والذين لم يكن بين أيديهم ولا حتى المقاليع، كما لم يقوموا بإلقاء الحجارة، ذلك أنه لم يكن هناك تلاحم بين الجانبين، لكن إسرائيل تنكر على الآخرين الحق في الصراخ، والحق في المطالبة بالحق المنصوص عليه بالأمم المتحدة.

وهكذا فقد فتح دم الشهداء والجرحى ثغرة في جدار الحصار وفتحة في جدار الصمت، فتردد صدى دق الجدران بين أركان مجلس الأمن، وما زال يتردد صداه في غير مكان من العالم.

ما يسقط بيد إسرائيل، هو أن مواجهة، يوم الجمعة الماضي، لم تكن مجرد يوم عابر، فهي فتحت الطريق المغلقة منذ أكثر من عشرين سنة، طريق الكفاح الشعبي، الذي أغلق بفعل أوهام الحل السياسي، وضباب التفاوض، وتصاعد أو تدحرج أيام الجمع على هذا الشكل، يعني أن الوصول ليوم الخامس عشر من أيار القادم، اليوم الموعود سيكون يوماً مشهوداً، دون ريب، سيكون يوماً مجلجلاً، ذلك أن هناك ستة جمع أخرى، ما زالت تفصلنا عن ذلك اليوم، والذي سيصادف الأول من شهر رمضان المبارك، حيث يطيب للمسلمين الفتح في ذلك الشهر الفضيل.

منذ الآن بدأ البيت الأبيض يتراجع عن إصراره على صفقة القرن، بل إن الحديث عن الصفقة التي ما هي أصلاً إلا بمثابة إعادة ترتيب إقليمي للمنطقة، لضمان أمن ووجود ومصالح إسرائيل وأميركا في المنطقة، بما في ذلك ترتيب الملف الفلسطيني، وفق تلك الرغبة وتلك المصلحة، لم يعد قائماً، بل هناك أقاويل صريحة تقول بتأجيل طرحها، أو بمعنى أكثر صراحة، ووضوحاً، وكما هو معلوم في السياسة عادة، وضعها على الرف، وهذا أول إنجاز لانتفاضة العودة الفلسطينية المباركة.

لقد أدركت القيادة الفلسطينية بخبرتها الكبيرة، أهمية مسيرة العودة الكبرى، خاصة أنها جاءت وفق إطار الثورة الشعبية السلمية، ولأنها جاءت من غزة، فقد سارعت القيادة للتراجع عن التهديد باتخاذ جملة من الإجراءات العقابية، عقب تفجير موكب رئيس الوزراء ورئيس جهاز المخابرات العامة، وهذا نزع النية التي كانت قائمة لصب زيت إضافي على حريق الانقسام، بل إن الجانب المصري الذي يرعى ملف إنهاء الانقسام، وعد مؤخراً السيد الرئيس بتسليمه قطاع غزة كاملاً، فقط بعد مهلة قصيرة، يقوم بترتيب الأمور خلالها.

كذلك نقل رئيس جهاز المخابرات المصري اللواء عباس مصطفى كامل، الرجل المقرب جداً من الرئيس عبد الفتاح السيسي، للرئيس عباس، في رسالة أخرى، بما يتعلق بصفقة القرن، من حيث أن مصر والسعودية تسعيان إلى تعديل الصفقة بما يسمح بقبولها فلسطينياً وعربياً، وبما يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، بغض النظر عن القرار الأميركي الخاص بالمدينة.

أن يرسل الرئيس المصري بعد إعادة انتخابه رئيساً مباشرة اللواء عباس إلى رام الله، أمر له دلالة بالغة، تشير إلى أن مصر ما زالت تولي الملف الفلسطيني كل الاهتمام، وتمنحه أولويتها الخارجية، وبهذا المعنى فإن القيادة السياسية الفلسطينية، تشعر مجدداً بأنها ليست وحدها في مواجهة الثنائي العدو، إسرائيل وأميركا، وأن صمودها السياسي أولاً وإطلاق انتفاضة العودة ثانياً، قد قلب الطاولة في وجه ترامب/نتنياهو، الثنائي الذي اعتقد بأن الوقت قد حان لإغلاق الملف الفلسطيني بأهم بنوده: القدس واللاجئين والدولة المستقلة، وأن الصمود الفلسطيني الذي لم يرفع الراية البيضاء وتحدى ترامب وواجه نتنياهو، ثم عمّد بالدم طريق العودة، والتحضير ليوم الواقعة الكبرى، لا بد له من أن يجبر العرب الذين هزوا أكتافهم تجاه قرار ترامب المشؤوم الخاص بالقدس، على اتخاذ موقف مختلف، حين يجدوا أنفسهم بعد نحو أسبوع أمام فضيحة سياسية حين تنعقد قمتهم في الرياض، ويطالبهم الوفد الفلسطيني بموقف صريح للرد على القرار الأميركي الصفيق، الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وينوي نقل سفارته إليها منتصف أيار القادم.

ويقيناً إن إيقاع مسيرة العودة سيطرق جدران القمة في الرياض، خاصة أن العاصمة السعودية تريد أن تكون القمة مناسبة لإطلاق زعامة محمد بن سلمان، بعد أن يعود من رحلة "التعميد  السياسي" في أميركا التي استمرت أسبوعين، التقى خلالها ليس فقط بمسؤولي إدارة ترامب، بل أيضاً بأقطاب الأعلام.

لن يكون ممكناً تأجيل القمة العربية مجدداً، لذا فقد تحاول أطرافها أن تهدئ الحالة الفلسطينية بوعود كاذبة، لكن وحيث إن ترامب لا يعرف سوى لغة المال، فليذهب العرب وليدفعوا له مقابل أن يرفع يده عن ملف الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي، وإلا فإن شعبنا كفيل بأن يقلع شوكه بيده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعب الفلسطيني يقلب طاولة صفقة ترامب الشعب الفلسطيني يقلب طاولة صفقة ترامب



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday