إعلان الظهران الحبر يجف على الورق
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

إعلان الظهران: الحبر يجف على الورق!

 فلسطين اليوم -

إعلان الظهران الحبر يجف على الورق

بقلم:رجب أبو سرية

لم يطل المقام كثيراً بالحكام العرب في الظهران، حيث لم يدم مؤتمر القمة أكثر من خمس ساعات فقط، رغم أن مركز الملك عبد العزيز الثقافي "إثراء" مكيف، ورغم أن الدنيا ربيع والجو بديع، ورغم أيضاً أن ثمانية عشر ملفاً كانت مفرودة على طاولة القمة. لكن على ما يبدو أن القادة العرب باتوا يفضلون، على غير الموروث العربي، أن يفعلوا بدل أن يتكلموا، المهم أن القمة العربية التاسعة والعشرين قد انفضت على خير.

وخير العرب كله في الكلام، أي أن هذه القمة لم تختلف كثيراً عما سبقها من قمم، وكانت خلاصتها في بيانها المعلن، بعنوان "بيان الظهران"، الذي أكد بطلان وعدم شرعية القرار الأميركي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكان رئيس القمة، الملك سلمان، قد أطلق اسم القدس على القمة لحظة إعلانه بدء أعمالها، فيما أعلن هو شخصياً تبرع مملكته بمبلغ 150 مليون دولار لصالح الأوقاف الإسلامية في المدينة المقدسة وبمبلغ 50 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

كذلك أعلنت القمة مجدداً تمسكها بالمبادرة العربية وتأيدها لرؤية الرئيس محمود عباس التي عبّر عنها في خطابه بمجلس الأمن بتاريخ 20 شباط من العام الحالي 2018.
أي أن القمة استجابت في الملف الفلسطيني لكل ما طالبت به فلسطين، أما في الملف السوري فقد جددت القمة موقفها مع الحل السياسي، وإدانتها لاستخدام الكيماوي، أما ما تلا الملف الفلسطيني من اهتمام وفق البيان، على الأقل، فكان إعلان الموقف المؤازر لأعضائها، خاصة السعودية المضيف والبحرين اللتين تتشاركان خطراً له علاقة بإيران، إن كان عبر حوثي اليمن أو عبر الدعم الإيراني للمعارضة داخل البحرين.

ولأن السعودية، التي عادت مجدداً منذ نحو عام لتبدو الدولة العربية الأهم بعد أن أولتها الولايات المتحدة أهمية خاصة في عهد ترامب، هي مستضيف القمة، فقد حضر كل الملوك والرؤساء العرب، في ظاهرة لم تحدث منذ العام 1946، في شكل داعم لزعامة السعودية للعرب، وباستثناء الملك المغربي الذي كان قد ذهب للسعودية لأداء مناسك العمرة، وكان غياب قادة الجزائر وعمان والإمارات له علاقة بمرضهم، فيما عضوية سورية مجمدة بالقمة، وأمير قطر لم يحضر بالطبع بسبب مقاطعة السعودية وثلاث دول أخرى لبلاده منذ عام.
لذا لم تأت القمة لا من قريب ولا من بعيد على ملف الخلاف بين الدول الأربع وقطر، وأظهرت القمة وحدة موقف عربي، خاصة بالقضايا التي يبدو فيها إجماع، مثل: القضية الفلسطينية. ومع هذا نقول: إن أهمية القمة تتجاوز عقد المؤتمر، إلى ما يكون خلال عام قادم، حيث تتحرك الدولة المضيفة عادة باعتبارها رئيس القمة، لذا فإن مجرد عقدها بهذا الشكل يمنح أمير المملكة القوي، الذي يدير سياساتها الداخلية والخارجية بشكل فعلي، ونقصد به الأمير محمد بن سلمان، قوة إضافية، على طريق إبرازه كقائد للعرب في المستقبل.

ولعل ما تمر به الدول العربية من أزمات غاية في الصعوبة هو ما دفع مملكة البحرين إلى تجنب استضافة القمة التالية، والتي تحولت وجهة تونس، وأبقت الأمور على حالها، أي انخراط كل دولة في همومها ومشاكلها الداخلية. فيما يظل الطموح نحو الذهاب لعالم عربي متكامل أو موحد في الجوانب الاقتصادية على أقل تقدير أمراً بعيد المنال، اللهم إلا من محاولات ثنائية أو إقليمية تظهر هنا وهناك على هامش السياسة التي باتت تفرق كثيراً ليس بين الدول العربية وبعضها، بل وفي داخل كل دولة عربية.

المهم أنه حتى في الجانب المالي، الذي عادة ما كان أسهل أمر على العرب أن يقوموا فيه بدعم القضية الفلسطينية، فإنه باستثناء ما أعلنه الملك سلمان عن تبرع خاص، فقد خلت القمة من أي قرارات تقرر تخصيص ميزانية للسلطة الفلسطينية، تحررها من الاعتماد على المانحين أو من الاستمرار في الاعتماد على المقاصة مع الجانب الإسرائيلي، لكن مع كل هذا فإن قمة الظهران أظهرت تماسكاً عربياً ما مختلفاً عما حدث في القمم السابقة، وظهر هذا من خلال أكبر حضور للمستوى الأول من القادة، كما أسلفنا، أو من خلال عدم ظهور أي خلافات، من خلال مرور المؤتمر بسلاسة وتظهير ما تم إعداده من قبل وزراء الخارجية في البيان الختامي.

وقد تجاهلت القمة، كما كنا نتوقع، صفقة القرن، خاصة أن الإدارة الأميركية لم تكن قد تقدمت بها أصلاً، كذلك فإن القمة لم تشر إلى "مسيرة العودة"، حتى لا يحدث هناك أي لغط أو توتر هنا أو هناك.

وحيث إن هذه القمة قد سبقت باهتمام أعلامي، نظراً إلى تغيير موعد انعقادها وتأخيره مدة أسبوعين تقريباً، حرصاً من المضيف السعودي على حضور الرئيس المصري شخصياً، لما تتمتع به مصر من مكانة ضرورية لتدشين الزعامة السعودية للعرب، كذلك تغيير المكان، نظراً لتهديد الحوثي للرياض، فإن الكلمات التي ألقيت خلال القمة قد عكست أهمية الملفات والحضور معاً، فبالإضافة لكلمة الملك سلمان، ظهر كل من الرئيسين محمود عباس وعبد الفتاح السيسي، بمكانة مهمة ومؤثرة. ولعل في التداول الإعلامي التالي ما يثبت ما نقول.

بقي أخيراً أن يتم الالتزام بما أعلنه البيان، خاصة تجاه مدينة القدس، فيما يخص الإعلان الأميركي، لأن تنفيذ الإعلان الأميركي سيكون بعد شهر بالضبط، لذا فلا بد من قيام القمة برئاستها المهمة والفعالة بمواجهة يوم الخامس عشر من الشهر القادم بحزم، فإن لم ينجح العرب بإجبار واشنطن على التراجع عن قرارها بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، فعلى الأقل إغلاق الطريق أمام دول أخرى، مثل: غواتيمالا وهندوراس، وتهديدها بعقوبات اقتصادية ودبلوماسية في حال نقلت سفارتيها، تماماً كما فعلت إسرائيل والولايات المتحدة تجاه الدول التي كانت قد أيدت قرار إدانة الإعلان الأميركي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولعل هذا أخطر تحد يواجه زعامة الأمير العصري والشاب في طريقه لتأسيس المملكة السعودية الثانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلان الظهران الحبر يجف على الورق إعلان الظهران الحبر يجف على الورق



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday