عن الموقف العربي من صفقة القرن
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عن الموقف العربي من صفقة القرن

 فلسطين اليوم -

عن الموقف العربي من صفقة القرن

بقلم :رجب أبو سرية

يبدو أن جولة موفدَي الإدارة الأميركية جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات، للدول العربية وإسرائيل، قد تركزت حول مناقشة احتمال أو إمكانية عرض الخطة الأميركية الخاصة بحل ملف الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي، المسماة من قبل الرئيس الأميركي، من أجل تضخيمها أو إثارة الاهتمام بها، بصفقة العصر، وذلك في ضوء استمرار رفض القيادة الفلسطينية التعامل مع الخطة، بل وحتى رفض استقبال المبعوثين الأميركيين وحتى الرئيس الأميركي نفسه. 

في المتن، من الممكن القول بثقة: إن الدول العربية الثلاث: السعودية، مصر، والأردن، أعادت التأكيد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن أي حل سياسي في المنطقة، وعلى أنها _ أي الدول العربية، بل والموقف العربي عموماً، يقبل بما يقبله الفلسطينيون، ولا يقبل ما لا يقبله الفلسطينيون _ وهذا موقف ثابت، رغم أنه غير كاف بتقديرنا، حيث إن مثل هذا الموقف يعني أنه في حال وافق المستوى الرسمي الفلسطيني تحت ضغط ما على ما هو أقل من الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، فإن الدول العربية ستهز أكتافها، وإن مثل هذا الموقف فعلياً وعملياً يفتح الباب لممارسة واشنطن وحتى إسرائيل الضغوط على الجانب الفلسطيني من أجل خفض سقف مطالبه وموقفه، ليتساوق مع خطة التصفية المذكورة.

وفعلاً ها هي الأخبار تأتي لتؤكد وقف المساعدات المالية الأميركية للسلطة الفلسطينية، ما لم تنفذ السلطة ما تأمرها به واشنطن وليس تل أبيب من وقف صرف مخصصات ذوي الشهداء والأسرى. 

المهم أن ما كان محور الحوار بين الوفد الأميركي والدول العربية هو أن واشنطن تفكر جدياً في طرح الخطة من «فوق رأس الرئيس محمود عباس»، أي على الجمهور الفلسطيني، وهذا أمر يدعو فعلياً للضحك، لأنه يدل على مدى سذاجة وغباء إدارة دونالد ترامب، وعدم درايتها بأصول السياسة الخارجية، خاصة مزاج وموقف الشعب الفلسطيني، الذي هو أكثر استعداداً للتضحية بكثير مما تعتقد تلك الإدارة الحمقاء؛ فالشعب الفلسطيني كله، في داخل فلسطين وخارجها، هو أكثر ميلاً واستعداداً ورغبة في إطلاق كل أشكال الكفاح الوطني الميداني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهو أكثر كراهية وحنقاً على إدارة ترامب من قيادته السياسية، ولا يمكن أن يفكر أحد بأنه يمكن للشعب الفلسطيني أن يقبل بأقل مما ترفضه قيادته إلا وأن يكون غبياً. 

أكثر فلسطيني اعتدالاً واستعداداً لقبول الحل الوسط السياسي هو الرئيس محمود عباس، مهندس اتفاقيات أوسلو وأكثر فلسطيني حباً واستعداداً وقناعة بالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أما الشعب الفلسطيني فربما كان أكثر من نصفه، خاصة من هم لاجئوه، لا يقبل أصلاً بالحل الوسط، الذي يوافق على الاعتراف بدولة إسرائيل على أرضه السليبة منذ العام 1948، إلى جانب دولة فلسطين على حدود 67 ، أي على أرض القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. 

أما التقدير بأن قبولاً شعبياً فلسطينياً للخطة الأميركية يمكن أن يتم من قبل الشعب الفلسطيني في القدس وغزة والضفة مقابل التحسينات الاقتصادية، فإنما هو تقدير لا يفكر به إلا من لا يرى السياسة أبعد من قدميه، كما هو حال بنيامين نتنياهو الذي يفتقر لوعي وفكر السياسي الإستراتيجي أو التاريخي، والذي هو دائماً محكوم بصندوق الاقتراع الانتخابي وتحت سيف الملاحقات القضائية. 
فقد أغرقت إسرائيل ما بين عامي 1967_1987، قطاع غزة والضفة الغربية برفاه العيش، لكن ذلك لم يمنع اندلاع الانتفاضة الشعبية التي جاءت من داخل تلك المناطق بالتحديد، ولم تأت من الخارج ولا بتحريض من م ت ف، لذا فإنه _بتقديرنا _ لن يطول الوقت كثيراً، حتى يكتشف أغرار الإدارة الأميركية في سياسة المنطقة، عبث ما يفكرون به، وانسداد الأفق أمام خطتهم الغبية، التي هي بالأصل محاولة من كوشنير وغرينبلات للتقدم بالنفوذ داخل الإدارة على حساب الخارجية، لا أكثر ولا أقل.

وإذا كان حلم تشكيل تحالف أمني هو ما يداعب بعض العرب من جراء التعاطي مع الخطة، فإن دولاً عربية تدرك دهاليز السياسة الإسرائيلية وعدم استعدادها لتحقيق السلام في المنطقة، نخص كلاً من مصر والأردن هنا، لذا فإن إسرائيل تقوم باستغلال هذا الحلم/الوهم، وهي ليست بحاجة للتحالف معهم أمنياً من أجل مواجهة إيران. وإسرائيل حين تواجه إيران، لا تواجه طموحها على حساب دول الخليج، بل إنها تكتفي الآن بالضغط على إيران من خلال تنصل الولايات المتحدة من الاتفاق النووي ومن خلال التوافق مع روسيا على الدفع بإيران للخروج من سورية، حيث إن هذا يمثل هدفاً مشتركاً لكلا الدولتين. 

وها هي إسرائيل تحاول جر العرب، إلى مربع الشراكة الاقتصادية التي تكون فيها هي في المركز منها، بما يذكر بحلم شمعون بيريس بالشرق الأوسط الجديد الاقتصادي، من خلال الحديث عن حزمة من المشاريع، آخرها ما أعلن عنه من مشروع إقامة قطار السلام، الذي يربط الشرق الأوسط والخليج العربي بأوروبا عبر إسرائيل. 

بالطبع تدرك إسرائيل ومعها الولايات المتحدة مكانة كل من مصر والأردن، والتي هي أهم من مكانة الخليج فيما يخص ملف التسوية على الصعيد الفلسطيني؛ بحكم تأثير مصر على غزة وتأثير الأردن على الضفة الغربية، لأن أي تنفيذ لتلك الخطة، سيجد مصيره هنا على أرض فلسطين، لذا يحاول العدو أن يبتز الدولتين العربيتين الشقيقتين لفلسطين، من خلال الضائقة الاقتصادية التي يمر بها الأردن، والمشكلة الأمنية التي تمر بها مصر، كذلك الحالة الإنسانية في قطاع غزة.

وإذا كان كوشنير يظن أنه يمكن أن يجد قبولاً عند الشعب الفلسطيني، فلن يكون حاله إلا كما كان عليه حال الفرزدق حين وصفه جرير: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً... أبشر بطول سلامة يا مربع. 
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الموقف العربي من صفقة القرن عن الموقف العربي من صفقة القرن



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday