دولة ترامب المدلّلة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

دولة ترامب المدلّلة

 فلسطين اليوم -

دولة ترامب المدلّلة

بقلم: رجب أبو سرية

لم يقتصر الأمر على علاقتها مع الجانب الفلسطيني، الذي لم تقر إسرائيل له، بل رفضت أن تنجز معه السلام التاريخي، الذي حتى لا يكون بنتيجته «اقتسام فلسطين التاريخية» كما قال قرار التقسيم الأممي عام 1947، بل الذي تقوم بنتيجته دولة فلسطينية مستقلة على أقل من 20% من مساحة فلسطين التاريخية، ولأن المشكلة تكمن في «طبيعة إسرائيل» فهي تنظر بعين الريبة والتوجس إلى كل من يحيط بها من دول وشعوب.

وإسرائيل/الدولة نفسها، وبشكل رسمي مارست وما زالت تمارس جرائم الحرب، بعقد مجازر القتل الجماعية، وليس آخر ما نشير إليه هو ما قامت به من قتل جماعي بحق أكثر من ستين إنساناً إلى جانب نحو ألفي جريح في يوم واحد، كان يوم النكبة التي ألحقتها بالشعب الفلسطيني الأعزل في ذكراها المشؤومة السبعين على حدود قطاع غزة الشرقية.

جيد جداً أن تقدم لوائح الاتهام إلى محكمة العدل الدولية والمحاكم الدولية الأخرى لجر جنود وقادة جيش القتل الإسرائيلي، إلى القضاء الدولي، لكن ما لا بد من الإشارة إليه هو أن كل القتلة، بمن فيهم وزير الحرب ورئيس هيئة الأركان وحتى رئيس الحكومة، هم متورطون في أعمال القتل المباشر والجماعي، لذا فإن إسرائيل لا بد من محاسبتها قضائياً وسياسياً، بما يعني وضعها تحت الإقامة الجبرية الدولية، إلى أن تشفى من مرض التفوق العرقي، ومن نزعة العنف والقتل، ولا بد من تقديمها كدولة إلى القضاء الدولي.

إسرائيل، منذ أن حققت المرحلة الأولى من تمكنها كدولة لم تعد مهددة وجودياً. خرجت من القمقم كعفريت يسعى إلى إفراغ كل دول الجوار من مصادر قوة البشر، فقامت بتحريض الولايات المتحدة لإعلان الحرب على العراق، فقط لأنه دولة عربية حققت مستوى متقدماً من القوة العسكرية بعد حرب خاضتها لمدة ثماني سنوات مع إيران، وشيئاً فشيئاً قامت بدس أنفها في سورية، بحيث صارت تقرر ما يجوز أن يكون فيها وما لا يجوز، وحيث صارت تقول علناً: إنها لن تسمح لإيران بإقامة قواعد عسكرية لها في سورية، وفعلاً قامت أكثر من مرة بشن الغارات وإطلاق الصواريخ على أكثر من هدف داخل حدود الدولة السورية، ثم هي حرضت الرئيس الأميركي «الدمية التي بيدها» على إلغاء الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي، ومنذ وقت وهي تجعل من إيران عدواً، ثم ها هي تتدخل لمنع إتمام صفقة طائرات أف 35 بين أميركا وتركيا، وكم من مرة بالطبع سعت إلى تحديد ما تقوم أميركا ببيعه إلى السعودية من معدات عسكرية.

صارت إسرائيل وبشكل فاضح الآن تعتبر كل الوطن العربي بدوله الـ 22 عدواً، ولا يغرنك هنا ما يظهر على أنه علاقات دافئة أو تقارب بينها وبين بعض الدول العربية، سببه هو أن بعض الأنظمة التي لا تستند في الحكم إلى الشرعية الشعبية، تضطر صاغرة للاعتماد على عدو الشعوب وعدو الديمقراطية في العالم _ الولايات المتحدة.

أقامت، أمس، إسرائيل الدنيا ولم تقعدها ودفعت بأكثر من ألف جندي وأكثر من خمسين عربة عسكرية لاقتحام مخيم الأمعري، لأن جندياً من جنودها قتل فيه، وهي على استعداد، لأن تقيم حرباً عالمية لمجرد مصرع بضعة أفراد من مواطنيها حتى لو كانوا عسكريين، وليسوا مدنيين عزلاً، كما هو حال من تقوم بقتلهم ليل نهار من بين الفلسطينيين العزل.

ماذا كان سيحدث لو أن المعادلة كانت مقلوبة، أي لو أن ستين مواطناً إسرائيلياً قد لقوا مصرعهم في يوم واحد، وسقط معهم ألف جريح؟ ماذا كان سيحدث لو أن سورية أو إيران قامت بإطلاق الصواريخ على تل أبيب أو لو حلقت الطائرات السورية أو الإيرانية على أهداف في حيفا؟ ماذا لو أن العالم قام بمحاصرة إسرائيل وطالبها بالكشف عن قنابلها النووية؟!
الحديث عن إسرائيل كدولة لا يستوي بالحديث عن الدول الأخرى، خاصة الدول العربية والإسلامية المجاورة في الشرق الأوسط، والحديث عن «المواطنين اليهود/الإسرائيليين» لا يستوي ولا يقارن مع المواطنين الفلسطينيين، وهذا هو جوهر التمييز العنصري، خاصة أن ثلاث سنوات قادمة، هي مدة ولاية ترامب التي قد تتجدد لأربع أخرى، ستشهد «دلال» إسرائيل كدولة مختارة من قبل الرئيس الأميركي الذي جعل منها دولة فوق الدول، لا تنطبق عليها القوانين والشرائع الدولية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة ترامب المدلّلة دولة ترامب المدلّلة



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday