غضب الرئيس
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

غضب الرئيس

 فلسطين اليوم -

غضب الرئيس

بقلم: رجب أبو سرية

معروف أن الرئيس محمود عباس شخصية عاقلة ومتعقلة، ولا يتعامل مع السياسة بانفعال، أو بردود أفعال، كما أنه صريح وجريء وواضح، ليس شخصية ديموغاجية، لا يهوى التحريض على عكس معظم مجايليه من قادة فصائل العمل الوطني، وهو قاد منذ عقود خط الاعتدال السياسي، وآمن حتى العظم بالسلام والتعايش، حتى بدا في الشرق الأوسط، وبالقلب منه بين طيات ملف الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي، كما لو كان قد جاء من كوكب آخر، يقاتل من أجل العدالة والمساواة في ظل حالة شديدة من كراهية الآخر والحقد عليه، وحتى إنكار وجوده، لذا فقد كان صادماً أن يظهر قبل بضعة أيام في الاجتماع القيادي على تلك الحالة من الغضب والحنق على كل من "حماس" والإدارة الأميركية.

هنا لابد لنا أن نستذكر بهذه المناسبة القول المأثور"اتق شر الحليم إذا غضب"، وكما يقولون فلأنه قد طفح الكيل، بعد أن بلغت إدارة البيت الأبيض الأميركي في عهدها الجديد، عهد دونالد ترامب، حداً غير مسبوق، حداً تجاوز حدود التصور، في انحيازه للجانب الإسرائيلي، حتى بات المراقب لا يمكنه أن يفرق بين المسؤولين الأميركيين وأعضاء الحكومة الإسرائيلية التي هي الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل منذ سبعين سنة، كما قال جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، لدرجة أن هذا الانحياز لا يتعلق بإعلان الحرص المعتاد على "أمن إسرائيل" ولا انحياز لدولة إسرائيل بكل مواطنيها، ولا التزام بحقها في الوجود والدفاع عنه إزاء أي تهديد وجودي محتمل، بل اصطفاف مع احتلالها، وعنفها، وبطشها بالشعب الفلسطيني الأعزل، التواق للسلام والعيش بكرامة في دولة خاصة إلى جوار دولة إسرائيل.
وقد تسابق المسؤولون الأميركيون في إعلان الصلف والطيش، في ملفات هي صلب الصراع، ونقصد ملفات الاستيطان والقدس واللاجئين، والتي كانت إسرائيل نفسها قد أقرت بأنها ملفات محل خلاف، تحل ضمن سياق مفاوضات الحل النهائي، وقد ظهر السفير الأميركي في تل أبيب، على نحو خاص كما لو كان عضوا في حزب "البيت اليهودي"، يدافع عن الاستيطان الذي يعتبره كل العالم والمجتمع الدولي والأمم المتحدة احتلالا للأرض الفلسطينية ويعتبره غير شرعي من ألفه إلى يائه. تماما كما يدخل رجل المحكمة كشاهد ليعلن تأييده علناً ودون أن يرف له جفن للقاتل أو المجرم القابع في قفص الاتهام، بل وحتى المحكوم أصلا بالجرم .

المواقف التي يعلنها المسؤولون الأميركيون وخاصة السفير دافيد فريدمان، الذي يبدو ليس كسفير لأميركا في إسرائيل، بل كجنرال في صفوف الجيش الإسرائيلي، وكأنه كيهودي أميركي جاء ليخدم في الجيش الإسرائيلي، لا أن يؤدي مهمته كسفير لدولة أخرى، تثير الحنق لأنها قد تجاوزت مواقف مثلث التطرف الحاكم في إسرائيل، لدرجة أن أحداً لم يعد يسمع صوت أفيغدور ليبرمان أو نفتالي بينيت، وربما لا يطول الوقت حتى نجد أن فريدمان مثلا وحتى ربما جاريد كوشنير، أو نيكي هايلي، قد فضلوا الانتقال للعيش في إسرائيل ومواصلة مسيرتهم السياسية بين صفوف أحزاب اليمين الإسرائيلي.
وحيث أن إسرائيل، منذ أن أغلقت أبواب التفاوض قد فضلت العودة إلى ميدان المواجهة، وصارت بذلك عدوا أكثر منها خصماً، وفضلت اللجوء للحرب، بدلا من التفاوض، وفضلت الجيرة السيئة على الجيرة الحسنة، فإنه من الطبيعي أن يتغير ليس الخطاب السياسي الفلسطيني وحسب، ولكن برنامج الكفاح الوطني بأسره.

وحيث أن أميركا صارت مثل القابلة التي هي أحرص من الأم على الولد، والأم هنا هي إسرائيل والولد هو الاستيطان، وثمرات الاحتلال، أبناء الخطيئة الاحتلالية، من استيطان وتهويد للقدس وطي ملف حق العودة، فقد صارت عدوا، حيث أن حليف العدو ضدك إنما هو عدو، ومن الطبيعي هنا أن لغة مخاطبة العدو هي غير لغة مخاطبة الصديق أو الجار، أو حتى الشخص المحايد.

في ظل هذه الحالة التي تم شد الخيط فيها إلى ابعد مدى بين فلسطين والثنائي العدو، إسرائيل وأميركا، تظهر حركة حماس، لا باستمرار سياسة المراوغة والمراوحة في المكان نفسه، الذي يبقي على الانقسام، وعلى تشتت الصف الوطني، بما يضعفه، بل ويعجزه عن مقاومة الهجمة الإسرائيلية/الأميركية التي تهدف بكل وضوح إلى فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني وإعادته للوراء أكثر من خمسين سنة، أي إلى ما قبل عام 1965، لا تظهر "حماس" فقط انعدام المسؤولية الوطنية، بل وتظهر استعداداً لارتكاب الجرم الجنائي بحق المشروع الوطني.

و"حماس" التي تعرف دبيب النملة في غزة، ولا تخفى عليها همسة مواطن، هزت أكتافها، إزاء جريمة تفجير موكب رئيس الوزراء، وحاولت كما جرت عادتها إزاء عمليات تفجير لمنازل وسيارات قيادات فتحاوية عديدة في غزة، أن لا تكشف عن الجاني، لأنه ببساطة لا يمكن للجاني أن يكشف عن نفسه، وحاولت أن تلقي بكرة النار على غيرها، حين قالت فور الواقعة بأن حكومة الوفاق هي الجهة المسؤولة عن التحقيق وكشف ملابسات الجريمة، وهي تعرف بأن الحكومة بأجهزتها لم تتمكن من غزة، بعد، أي أن "حماس" كانت تظن بأن هذه الجريمة أيضا ستمضي، وستفرض على السلطة شكل المصالحة الذي تريده "حماس" وهو إنهاء شكلي للانقسام، أي حكما خارجيا وفوق الأرض للسلطة وحكما داخليا وفعليا وتحت الأرض لـ "القسام".

لذا كان وصول حال "حماس" بعد كل هذه السنين إلى هذه الدرجة، مثيراً للحنق والغضب، وكان لا بد للحليم الذي هو الرئيس أن يغضب، وأن يضرب "حماس" على رأسها لعلها تفوق، وترى ما هو أبعد من انفها، أي الخطر الإسرائيلي/الأميركي الداهم، الذي يتجه للسلطة وللرئيس شخصياً وليس لها بالمناسبة، بما ينفي ادعاءاتها بأنها الجهة التي تقاوم، لقد كان من الضروري أن يرى العدو والخصم "العين الحمراء" ليدرك بأن للصبر حدوداً، وأن فلسطين لم تعدم بعد القدرة على المقاومة والتحدي، وأن الاعتدال والتعقل، لا يعني التفريط أو العجز.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غضب الرئيس غضب الرئيس



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday