فارق التفاوض بين «فتح» و«حماس»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

فارق التفاوض بين «فتح» و«حماس»

 فلسطين اليوم -

فارق التفاوض بين «فتح» و«حماس»

بقلم : رجب أبو سرية

قبل أيام من إعلان البيت الأبيض إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني، دون شروط مسبقة، في إشارة إلى ما جرى بينه وبين الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في وقت سابق من هذا العام، وكأن ترامب الذي منذ دخل البيت الأبيض وهو يثير المشاكل الدولية، ويرفع من وتيرة التوتر في غير مكان من هذا العالم، يرغب في أن يبدو كرجل دولة حقيقي عاقل ومتعقل، يقوم بعمل ما يلزم من أجل مصلحة بلاده أولاً ومن ثم من أجل السلام العالمي.

تقديرات المراقبين والمتابعين تشير إلى أن لقاء محتملاً بين رئيسي إيران والولايات المتحدة، يمكن أن يحدث بعد نحو شهر ونصف الشهر من الآن، أي على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة، الذي عادة ما يحضره رؤساء الدول، ويجرون على هامشه اللقاءات الثنائية مع من يرغبون من قادة العالم.

ورغم أن الطلب الأميركي بلقاء الرئيس حسن روحاني لم يكن الأول، بل إنه حسب ما أعلنه مدير مكتب الرئيس الإيراني، فإن واشنطن قد طلبت لقاء روحاني ثماني مرات من قبل، إلا أن إعلانه هذه المرة، خاصة بعد إعلان واشنطن انسحابها من الاتفاق حول ملف إيران النووي، ومن ثم العودة إلى فرض العقوبات الاقتصادية على الدولة الإسلامية الشرق أوسطية، يمنح الخبر أهمية خاصة واهتماماً خاصاً بالطبع، أقل ما يمكن أن يقال فيه: إنه محاولة من واشنطن لأن يشكل اللقاء اعترافاً إيرانياً، أو إقراراً بالإجراء الأميركي، وإنه في حال شملت العقوبات على إيران منعها من تصدير النفط، أو فرض "تقنين" عليه كما سبق وفعلت قبل عقود مع العراق، فقد تشتعل حرب إقليمية طاحنة، بعد تهديد إيران بأنها إذا منعت من تصدير النفط فإنها ستغلق مضيق هرمز، أي ستمنع خروج كل نفط الخليج من الشرق الأوسط إلى العالم، خاصة أوروبا.

المهم أننا نريد القول هنا: إن الظرف الذي يحدث فيه التفاوض بين طرفين، يحدد إلى حدود بعيدة مآله ومصيره، ولا يكفي مجرد أن يجلس طرفان إلى طاولة التفاوض، وفن إدارة التفاوض، يبدأ قبل إجرائه، وكثير من المفاوضين رفضوا الدخول في حوار مع الطرف الآخر حين يكونون في موقف ضعيف، خشية أن تكون نتيجة التفاوض هي تقديم التنازل الذي يصعب لاحقاً تعويضه أو التراجع عنه.

ومن لا يزال يذكر كيف بدأ التحضير إلى مؤتمر مدريد بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، يذكر أو عليه أن يتذكر كيف أن جيمس بيكر وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك، قد جاء إلى الشرق الأوسط نحو خمس عشرة مرة، لحل معضلة التمثيل الفلسطيني في المؤتمر، حيث حاول يومها إسحق شامير رئيس الحكومة الإسرائيلية ألا يكون هناك تمثيل فلسطيني، ثم بعد وقت وبعض تهديد أميركي أيامها بوقف قرض تجاوز العشرة مليارات دولار، وافقت إسرائيل على أن  صيغة وفد أردني - فلسطيني مشترك يضم فلسطينيين من الضفة والقطاع، فكانت معركة تمثيل الفلسطينيين معركة تفاوضية حقيقية انتهت بأن شقّ الوفد الفلسطيني المستقل طريقه في واشنطن برئاسة الراحل حيدر عبد الشافي.

أيامها حاول الأميركيون بالنيابة عن الإسرائيليين بالطبع، إلزام الراحل فيصل الحسيني رئيس الطاقم التفاوضي، بأن يعلن عدم علاقته بـ م ت ف، لكنه رفض، وكانت إسرائيل تصر على أن يظهر الوفد الفلسطيني ممثلاً لما كانت تدعوه "بسكان المناطق" أي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس. وذلك لسبب معروف تماماً، وهو أن يغلق مساراً تفاوضياً كهذا قبل أن ينطلق البحث في ملفات عودة اللاجئين، وفي جعل من م ت ف العضو المراقب في ذلك الوقت بالأمم المتحدة، صاحبة حق تمثيل الجانب الفلسطيني، بما يفرض على إسرائيل قبول أن يتطرق الحوار للبحث في إقامة الدولة المستقلة، في حين كان التفاوض مع "سكان المناطق" سيجعل من القضية الفلسطينية مثار التفاوض قضية إسرائيلية داخلية، لن يخرج الحوار حولها، عن التوصل إلى نتيجة جوهرها الحكم الذاتي، محسناً أو معدلاً، ضعيفاً أو قوياً، حسب قدرة الطرفين المتفاوضين.

منذ الفصل التفاوضي الأهم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الذي بدأ بتوقيع إعلان المبادئ في أوسلو، ولم يتوقف رسمياً إلا عام 2014، كان الانقسام الفلسطيني الداخلي أهم "منجز إسرائيلي" على الإطلاق، ورغم أن المحاولات الفلسطينية لوضع حد له، قد بدأت بعد أشهر قليلة من وقوعه، أي في أواخر العام 2007، إلا أن محاولات إسرائيل للحفاظ عليه وإبقائه استمرت حتى اللحظة، وهي كلما رأت "حماس" و"فتح" تقتربان من وضع حد له، تتدخل عن بعد، إن كان بشن حرب على غزة، أو بإغراء "حماس" بعقد صفقة تبادل أسرى، أو بالضغط من تحت الطاولة على جهات لها علاقة بالسلطة، وإسرائيل كانت تمني النفس بأن ترى حكمي "فتح" في الضفة و"حماس" في غزة "كيانين منفصلين" في آخر المطاف.

لكن إسرائيل التي تدرك أن السلطة شرعية وتجمع بين م ت ف الممثل الشرعي والوحيد على الصعيد الخارجي العربي والدولي للشعب الفلسطيني، لا شك في أنها تتجنب أن تظل هي الطرف المفاوض مقابلها، فيما لم تنجح محاولتها للتفاوض مع "حماس" إلا عبر الوسطاء وفي ملفات تبادل الأسرى وعقد التهدئة أو الهدنة العسكرية فقط.

الآن الموضوع مختلف، فالسلطة ترفض العودة للتفاوض في ظل الرعاية الأميركية الوحيدة، وأميركا وإسرائيل بحاجة إلى طرف فلسطيني يفاوض من أجل القول: إن حل الملف جار على قدم وساق، و"حماس" تريد أن تخرج من العزلة والحصار، لذا فإن فتح الباب أمام التفاوض عبر الوسيط الدولي أولاً وهذا أمر مختلف عن المرات السابقة، ثم في جانب آخر عبر تبادل الأسرى، ثم عبر حل، إنساني أو سياسي، تحت عنوان كسر الحصار، لا بد أن ينتهي بالبحث في إقامة كيان غزة المستقل، وعلاقته مع جيرانه، خاصة إسرائيل، حيث يمكن له أن يعقد هدنة واتفاق حسن جوار معها، وهكذا فإن تفاوض "حماس" دون أن تمثل م ت ف لن ينتهي الأمر بأكثر من أنها تمثل غزة فقط، ولن يتناول التفاوض أي ملف خاص لا بالقدس ولا باللاجئين ولا بالاحتلال.

المصدر : جريدة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فارق التفاوض بين «فتح» و«حماس» فارق التفاوض بين «فتح» و«حماس»



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday