هل من أمل أخير بالمصالحة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هل من أمل أخير بالمصالحة ؟ !

 فلسطين اليوم -

هل من أمل أخير بالمصالحة

بقلم : رجب أبو سرية

بعد التوقف عن متابعة ملف المصالحة الداخلية على أثر عملية تفجير موكب رئيس الحكومة د.رامي الحمد الله، منتصف آذار الماضي، عادت بارقة الأمل مجدداً مع الدعوة المصرية الموجهة لحركة حماس للذهاب إلى القاهرة من أجل بحث هذا الملف مع وفد حركة فتح، ورغم أن هذا الخبر بحد ذاته يجيء كالقشة التي تقدم للغريق، ورغم عدم التفاؤل بأن تحدث جولة الحوار المتوقعة اختراقاً في الملف الثقيل على صدور الفلسطينيين، إلا أن مجرد حدوثها، يعتبر فعلاً إيجابياً، لأنه يعني بأنه لم يتم إغلاق الباب نهائياً أمام إنهاء الانقسام الداخلي، هذا أولاً، وثانياً، أنه بالنظر إلى فشل الإدارة الأميركية في توفير الظروف بعد جولة مبعوثيها الأخيرة إلى المنطقة بإعلان صفقة العصر، فالخطوة تعني أن الملف الفلسطيني السياسي قد عاد إلى حالة ترقب لكافة الأطراف بانتظار حدث ما، يمكنه أن يعيد ترتيب عناصر المعادلة.

نقول إن مجرد الإبقاء على بارقة الأمل بإنهاء الانقسام يعتبر أمراً ايجابياً، بالنظر إلى حالة الانهيار الإقليمي التي تراجعت بحالة الاهتمام والإسناد العربي لملف الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي، لكن صد المحاولة الأميركية لفرض الحل النهائي لذلك الملف دون تحقيق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، قد درأ الشر، وإن كان إلى حين، كذلك فإن هذه الخطوة الايجابية تسجل إلى مصر، التي تظهر حنكة في السياسة غير مسبوقة، فهي تقوم براعية قومية للملف الداخلي الفلسطيني دون صخب، هذا رغم أن تحريك ملف المصالحة قد جاء بمناسبة إسناده للواء احمد عبد الخالق صاحب الخبرة الطويلة في هذا الملف والذي يتمتع بقبول من كل الأطراف الفلسطينية.

وفي الحقيقة، فإن مصر، بأناة وصبر وبعيداً عن الشعارات، نجحت في "تقريب" حركة حماس منها خلال الفترة الماضية، وإبعادها كثيراً عن الدول التي كانت تتعامل مع الحركة كما لو كانت في جيبها، وبسبب هذه السياسة المصرية، التي أشعرت "حماس" رغم الانقسام الداخلي، بأنها ليست منبوذة ولا تقف وحدها، جعلتها أكثر قدرة على اتخاذ قرارها من داخل قطاع غزة بالتحديد، بعد أن كانت عدة عواصم تحدد بقدر كبير طبيعة قرار الحركة من طهران إلى الدوحة وأنقرة، مروراً بدمشق في فترات سابقة.

بعد توقف ملف المصالحة منتصف آذار الماضي، ظنت واشنطن بأن الوقت قد حان لإعلان صفقة العصر، وأنه بات ممكناً استبدال ملف الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، بملف قطاع غزة الإنساني، وأنه يمكن بهذه الطريقة أو تلك إدخال "حماس" في اللعبة كبديل عن السلطة الشرعية، من خلال ضم صفقة العصر لملف غزة الإنساني، لكن إعادة ملف المصالحة للتداول مجدداً، يغلق هذا الباب ويعيد حالة الإحباط لواشنطن مجدداً، وهذا ظهر من خلال الحديث مؤخراً عن أن الإدارة الأميركية ستضطر إلى تعديل الصفقة فيما يتعلق بملفي القدس واللاجئين، وباحتمال إشراك الاتحاد الأوروبي لاحقاً من أجل تمريرها.

 ورغم أنه من غير المتوقع أن يحدث الاختراق المأمول سريعاً، أو من خلال إحدى هذه النوافذ التي فتحت فجأة، أي بعد عودة جاريد كوشنير بخفي حنين من جولته في المنطقة، وكان السبب في ذلك هو ثبات الموقف السياسي الرسمي الفلسطيني على رفض الصفقة، ورفض الرعاية الأميركية للحل، وحتى رفض استقبال أو مقابلة الموفد الأميركي.

بعيداً عن ما يقال عبر وسائل الإعلام من قبل رام الله بضرورة تمكين الحكومة تماماً في غزة، ومن قبل "حماس" بإلغاء ما تعتبره إجراءات عقابية تجاه غزة، قبل الشروع بالدخول في جولة جديدة من البحث في إنهاء الانقسام، فإن هناك حلولاً ممكنة حتى للملف الأمني الشائك، كما قيل إنه اقتراح بدمج كل المجموعات المسلحة ضمن قوات الأمن الوطني التي مهمتها هي الدفاع عن الحدود الخارجية لقطاع غزة، وبذلك نزع أي احتمال لتدخلها لاحقاً لحسم أي خلاف أو صراع سياسي داخلي كما حدث عام 2007 .

بعد ذلك تأتي تفاصيل تشكيل حكومة الوحدة والتحضير للانتخابات وما إلى ذلك، المهم هو رص الصفوف الداخلية قبل فوات الأوان بالكامل على طرفي الخصام الداخلي، ولأنه تأكد منذ أكثر من عشر سنوات بأن إرادة إنهاء الانقسام إنما هي الإرادة الوطنية الحقة، التي تواجه الرغبة الإسرائيلية بالإبقاء عليه واستمراره، فإن إنهاء الانقسام أولاً، ثم فرض كل مظاهر السيادة والتحرر من الاحتلال على قطاع غزة، أمر يعزز من فرص تحقيق المشروع الوطني المتمثل بإقامة الدولة المستقلة الموحدة، في الضفة الغربية وقطاع غزة بعاصمتها القدس.

ومن كان يظن أنه يمكن تحقيق هذا الهدف بغير الكفاح الوطني فهو واهم، وإنهاء الانقسام هو الطريق النظيف لإنهاء معاناة غزة الإنسانية، وليس أي مقترح دولي أو إقليمي آخر، لأن إدارة قطاع غزة من قبل الشرعية الفلسطينية والكل الوطني، سيجعل منه قاعدة قوية لمتابعة الكفاح الوطني من أجل دحر الاحتلال عن كل الأرض الفلسطينية المحتلة.

ولأن غزة أيضا لديها من مقومات الحياة ومن ثروات الطبيعة الشيء الكثير، فإنه يمكنها في حال تمت إدارتها كما يجب من قبل سلطة شرعية ومعترف بها إقليمياً ودولياً، والأهم أنها محل إجماع وطني والتفاف شعبي داخلي، أن تتحول إلى "فيتنام شمالية" تقود معركة تحرير الضفة الغربية والقدس، إن كان عبر الدعم السياسي وحتى المالي الناجم عن الاستثمار الداخلي أو عبر النشاط الدبلوماسي الذي ستقوده سلطة لا تضطر إلى أخذ الإذن من الاحتلال في كل تحركاتها واتصالاتها مع الخارج. بهذا المعنى نقول إن إنهاء الانقسام ونقل مقر قيادة السلطة إلى غزة المحررة من شأنه أن يرفع من سقف الكفاح السياسي على كافة المستويات، لذا فإن إنهاء الانقسام يعتبر أول بند على أجندة الكفاح الوطني، بكل وضوح وبكل بساطة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل من أمل أخير بالمصالحة  هل من أمل أخير بالمصالحة



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday