بريطانيا تصر على الخطيئة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

بريطانيا تصر على الخطيئة!

 فلسطين اليوم -

بريطانيا تصر على الخطيئة

بقلم : رجب أبو سرية

تبدو بريطانيا وهي دولة شائخة، مثل عجوز شمطاء، تقيم في ملجأ العجزة، أو أنها في أحسن أحوالها، تجلس وحيدة مع ذكرياتها في ركن مظلم من البيت القديم، تتذكر تلك الأيام الخوالي، حيث كانت لا تغيب عن إمبراطوريتها الشمس وتتربع على عرش الدول، وهي الآن، ليست أكثر من دولة، تتمتع فقط بحق النقض/الفيتو في مجلس الأمن، بحكم أن منظمة الأمم المتحدة قد تأسست بعد الحرب العالمية الثانية، أي أن هذا الحق لم يتغير ولم يأخذ بعين الاعتبار ما حدث من تطورات كونية، منذ سبعين سنة.

ولعل هذا الحق أي حق النقض، ولعل أيضاً أن الولد غير الشرعي، أي الولايات المتحدة، الذي لا يُعرف له أب ولكن يعرف أن أمه هي تلك «البريطانيا»، ولعل أسباباً أخرى من بينها حاجة الولايات المتحدة لمسمار جحا، أو لعين لها داخل الاتحاد الأوروبي هو الذي يبقي على بريطانيا دولة ذات وزن ما، لكن حياتها_كما أسفلنا_ تكاد تمضي بالتعايش مع الزهايمر، حيث لا تدرك تلك الدولة ما تقول أو تفعل، وربما أن هذا يعود إلى أن الحكومة البريطانية التي أدمنت ثقافة الاستعمار الذي حقق لها ذروة العظمة خلال القرن الماضي، تعرف منذ عقود أن مواقفها لا تؤثر بقليل أو كثير في مجرى السياسة الدولية.

ينفتح شريط الذكريات على بريطانيا، قبل مئة عام بالتمام والكمال، حين كانت في عز شبابها السياسي لحظة أن اقتربت الحرب العالمية الأولى من أن تحط رحالها، على وعد أن يمنح مَن لا يملك لمَن لا يستحق، وطناً، هو ملك للآخرين، فترى الخطيئة كأنها عرس، رغم أن الوعد لم يكن عقداً لا شرعياً ولا حتى مدنياً، وبدلاً من أن تعترف بالخطيئة لتكفر عن بعض من ذنبها، تصر بريطانيا بفعل الزهايمر، على أن ما فعلته عبر وعد بلفور كان صحيحاً، بل ها هي تيريزا ماي، تقول: إنها تفتخر بوعد بلفور، وتتحدى مشاعر الفلسطينيين بالقول: إنها ستحتفل بتلك المئوية المشؤومة!

في الحقيقة، إن حال بريطانيا _ الآن _ تعتبر حالاً مزرية سياسياً، فليس وراء هذا الموقف، إلا محاولة التقرب كثيراً من إسرائيل التي باتت في عالم السياسة اليوم أهم من بريطانيا نفسها، وليس أدل على ذلك من قدرة إسرائيل على الولوج داخل مؤسسات اتخاذ القرار في الولايات المتحدة والتأثير على السياسة الخارجية الأميركية أكثر مما يمكن لبريطانيا نفسها أن تفعل، وبريطانيا نفسها التي تعاني من حالة العزلة في الاتحاد الأوروبي، الذي لم تستطع التعايش معه، وخرجت منه باستفتاء شعبي العام الماضي، ما زالت تعتبر دولة احتلال لإيرلندا الشمالية،، كما أن إسكتلندا، الضلع الثاني في الأهمية في المملكة المتحدة، تقف على كف عفريت، وما عاد أمر انسحابها من «المملكة» إلا مسألة وقت.

أي أن بريطانيا، تعتبر دولة لم تغرب عنها الشمس فقط، بل ربما لا نبالغ لو قلنا: إنها دولة آيلة للتلاشي، على الأقل كمملكة متحدة، لذا فإن إعلان حكومتها الإصرار على وعد بلفور، يشبه إلى حد كبير رجلاً عجوزاً، جار عليه الزمان، فبات يشاهد على الطرقات يستجدي لقمة الخبز.

مع كل ذلك، فإن الوهم يجب أن يغادر عقول وقلوب الفلسطينيين، من أن دولة عاشت زهو حياتها كأكبر دولة استعمارية في العصر الحديث، يمكن أن تكون دولة أخلاقية، كذلك لا بد من أن يتأكد للفلسطينيين أن السياسة ما هي إلا ساحة مصالح دولية، وأنه، كما أن طرد الاحتلال الإسرائيلي لن يكون إلا بمقاومته بكل الشعب وبكل الأشكال والأدوات والوسائل، فإن إجبار بريطانيا على أن توازن على الأقل في الموقف، تعود إلى جوهر الوعد نفسه من جهة، وإلى قرارات مجلس الأمن من جهة أخرى وأهمها قرار التقسيم، وما كانت قد صنعته تلك الأيام من أن الوعد تضمن إقامة وطني قومي لليهود في فلسطين، ولم يقل دولة، كما لم يقل في كل فلسطين، وأن قرار التقسيم اشترط إقامة دولتين داخل حدود فلسطين الانتدابية، أي أن المطلب الفلسطيني هنا، والذي يتواضع باكتفائه بمطالبة بريطانيا الدولة التي كانت عظمي، بأن تعترف بدولة فلسطين، على حدود قرار التقسيم أو حتى على حدود العام 1967.

لكن بريطانيا ما زالت ترفض هذا الموقف، وتذهب بعيداً، في صلفها، وتحديها لمشاعر الفلسطينيين، لذا لا بد من حملة شعبية ورسمية تشمل كل فلسطين، وحيثما كان الفلسطينيون، خاصة في أوروبا وعلى وجه أخص في بريطانيا نفسها، رفع صور رئيسة حكومة بريطانيا متشحة بالسواد، وتندد بوعدها المشؤوم في ذكراه، وتندد بموقف حكومة ماي الصلف والمقيت.

كذلك لا بد من إطلاق حملة لمقاطعة البضائع البريطانية في كل العالم العربي والإسلامي، كذلك مطالبة جامعة الدول العربية بموقف عربي رسمي، يهدد بريطانيا بمقاطعة كل الدول العربية والإسلامية دبلوماسياً واقتصادياً لها ما لم تتراجع أو على الأقل تصحح من وعدها المشؤوم، خاصة في شقه الذي تسبب بالنكبة للشعب الفلسطيني.

يمكن أن تبدأ السلطة الفلسطينية بمقاطعة بريطانيا دبلوماسياً، كذلك برفع قضايا قانونية ضدها، من حيث إنها تسببت لملايين الفلسطينيين بالتشرد ومصادرة الأرض، ومطالبتها بالشراكة مع إسرائيل بكل التعويضات الممكنة.

إن شن كفاح سياسي ضد بريطانيا، يعتبر مهمة ممكنة وضرورية خاصة لدى الفلسطينيين والعرب والمسلمين في بريطانيا نفسها وفي أوروبا عموماً، وهناك أصدقاء حقيقيون لقضية فلسطين العادلة في كل مكان، وجاهزون للوقوف في وجه حكومة ما زالت تعيش على إرث الاستعمار الذي ما كانت الشمس تغيب عنه، لكنه كان يحجبها في الوقت نفسه عن معظم شعوب الأرض!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا تصر على الخطيئة بريطانيا تصر على الخطيئة



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday