يوم قيامة الشعب الفلسطيني
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

يوم قيامة الشعب الفلسطيني

 فلسطين اليوم -

يوم قيامة الشعب الفلسطيني

بقلم : رجب أبو سرية

أفضل وصفة لإلقاء إسرائيل في النار، هي وجود إدارة أميركية حمقاء في البيت الأبيض، إلى جانب حكومة يمينية إسرائيلية متطرفة، تستند على قاعدة المستوطنين الانتخابية، ذلك أن السياسات الناجمة عن تلازم هذا الثنائي في الحكم، إنما هي سياسات متشددة في كافة الاتجاهات، خاصة تجاه الشرق الأوسط، وفي القلب منه القضية الفلسطينية.

أول ما يمكن قوله بثقة: إن سياسة الثنائي الحاكم الحالي، أغلقت أبواب الحل السياسي تماماً بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي كانت قد بدأت منذ ربع قرن، وشكلت فرصة لأول مرة تحدث من أجل أن يتم «قبول دولة إسرائيل» كعضو سياسي في الشرق الأوسط، وبالتأكيد فإن بنيامين نتنياهو يعبّر عن «هبل سياسي» حين يظن بأن تصريح وزير خارجية البحرين بحق دولته في الوجود، أو بأن مصافحته لسفيري الإمارات والبحرين في واشنطن، يمكن أن يجعلا وجود إسرائيل أمراً مقبولاً في المنطقة، فقد سبق أن عقدت أكبر دولة عربية «مصر» معاهدة السلام مع إسرائيل منذ أكثر من 40 سنة، وبالكاد استطاع سفيرها بالقاهرة إقامة حفل خارج مقر السفارة المعزولة دائماً، وفي مكان مغلق، بالكاد حضره نحو ستة أشخاص مصريين، كذلك سبق أن عقدت الأردن التي تضم أكبر جالية فلسطينية على أرضها، خارج حدود فلسطين التاريخية، معاهدة سلام مع إسرائيل، لكن ذلك لم يفتح للدولة العبرية الباب للخروج إلى شوارع عمان.

الممر الإجباري لدخول إسرائيل إلى المنطقة ومن ثم قبولها كعضو في نادي دولها، هو الممر الفلسطيني، والذي بالكاد في لحظة ضعف عابرة، قبل بالحل الوسط، المتمثل بحل الدولتين، ليس على أساس خط التقسيم 1949، بل على أساس خط الخامس من حزيران عام 1967.

إغلاق هذا الباب ومن ثم شن الهجوم الميداني على ما تبقى من حقوق فلسطينية في القدس وفي أراضي 67، وهي نحو 22% فقط من أرض فلسطين، وإنكار حق العودة، مع افتتاح السفارة الأميركية بالقدس في يوم صاخب_ ولعل هذا دليل إضافي وفاضح على غباء البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية، لأنهما تعرفان جيداً أن الشعب الفلسطيني يطلق حراكاً شعبياً من أجل العودة كل عام في منتصف أيار، حيث كان من الغباء الشديد أن تقررا افتتاح السفارة في هذا اليوم بالذات _ يفتح عملياً أبواب جهنم ويطلق المارد الجبار من القمقم، ويعيد الصراع إلى نقطة البداية.

أمس واليوم، إنما هما يومان من أيام قيامة الشعب الفلسطيني الجديدة، ويقينا بأن اليوم التالي لن يكون مِثل اليوم السابق، فقد انفتح الصراع مجدداً، ليس موارباً ولكن على مصراعيه، ولن ينغلق على الحل الوسط، بل على حل تاريخي.

لقد فتحت سياسة البيت الأبيض الصفيقة، بعد إزالتها للفوارق بين سياستها وسياسة اليمين الإسرائيلي المتطرف، الباب أمام الجيل الفلسطيني الرابع، الذي كان قد تربى ومن ثم حلم بالدولة المستقلة على حدود 67، التفكير بحلم العودة، وبدلاً من رفع أعلام فلسطين على تلال أراضي تلك الدولة، بات يقوم بإزالة الأسلاك الشائكة التي تضع الحدود الوهمية بين أرض فلسطين 67، وأرض 48، أي أن إزالة الأسلاك الشائكة على حدود قطاع غزة، التي يقوم بها شباب الجيل الرابع ما هي إلا تعبير عن ثقافة التراجع عن قبول «دولة إسرائيل» ضمن تلك الحدود التي فرضتها «بساطير» الجيش الإسرائيلي.

وما دام كل من دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو لا يعترفان بالقانون الدولي ولا بقرارات الأمم المتحدة، التي تقول: إن القدس مدينة محتلة.. ولا يقران بضرورة الانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران، التي هي أرض محتلة وفق ذلك القانون وتلك القرارات، ويعترفان بقانون السطو المسلح ويمارسان سياسة قطاع الطرق، فإنهما سيواجهان طال الزمان أم قصر مصير قطاع الطرق الدوليين.

لم تكن إدارات البيت الأبيض السابقة على ترامب، التي عطلت لعقود قرار الكونغرس بنقل السفارة إلى القدس، ساذجة سياسياً ولا معادية للسامية، كذلك لم تكن حكومة إسحق رابين ضعيفة سياسياً ولا معادية للسامية لتعترف بـ «م ت ف» وبالحل السياسي الوسط، لكن ترامب ونتنياهو يظنان بأن اللحظة قد تغيرت فيما يخص ميزان القوة بالمنطقة والعالم، وما داما يفضلان استثمار اللحظة لصالحهما، فإن الشعب الفلسطيني بات من حقه أن يستثمر لحظة قادمة لصالحه، ويتراجع عن قبول الحل الوسط.

قبل عقود، لم تنجح الحماية الأميركية السياسية والعسكرية في الحفاظ على نظام سايغون العميل في فيتنام الجنوبية، ولا في الحفاظ على نظام بينو شيت في تشيلي، وهذه المرة سيكون الكفاح ليس ضد احتلال إسرائيل لأراضي دولة فلسطين على حدود 67، بل ضد طبيعة دولة إسرائيل العنصرية، والعسكرتارية التي تتطلع إلى التوسع والسيطرة على كل المنطقة، حيث إن «طموحها» يصل إلى حدود باكستان، وإلا فما لها ولإيران إن امتلكت القنبلة النووية أم لا، وهي التي تمتلك أكثر من مائتي قنبلة نووية، دون وجه حق.

لقد نزع التطرف السياسي لثنائي الصلف الأميركي/الإسرائيلي، من بين الفلسطينيين كل نزعات الاعتدال السياسي، التي بعد عقود اقتنعت بالحل الوسط، وقامت عملياً بتسليم راية القيادة إلى الجيل الرابع الشاب، الذي يقود مسيرة العودة الآن، ويقوم بقص الأسلاك الشائكة، ومن يقوم بفتح القمقم عليه أن يتحمل تبعات انطلاق المارد الجبار، وأن يتحمل نتائج ما سيكون من مواجهة ومن صراع مفتوح على مصراعيه منذ اليوم،  ولا بد من محاسبة إسرائيل وحكامها على كل ما اقترفته أيديهم منذ سبعين سنة وحتى الآن، ولن يجدوا فلسطينياً واحداً بعد اليوم يقول: عفا الله عما سلف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم قيامة الشعب الفلسطيني يوم قيامة الشعب الفلسطيني



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday