كوبا بين الأمس واليوم
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

وداعاً فيديل.. الثوريون لا يموتون

كوبا بين الأمس واليوم

 فلسطين اليوم -

كوبا بين الأمس واليوم

بقلم : نايف حواتمة

رحيل فيديل كاسترو "مالئ الدنيا وشاغل الناس"، الرحيل حزين، خسارة كبرى لكل القوى الثورية الوطنية، الديمقراطية الاجتماعية، والأممية في العالم.

نظرة على كوبا، أمريكا اللاتينية والوسطى "الحديقة الخلفية بالأمس للإمبريالية الأمريكية وفق مبدأ  الرئيس الأمريكي الشمالي مونرو منذ القرن التاسع عشر" تفضح، تكشف ذلك اليوم، كذلك الثورات وحركات التحرر الوطني وديمقراطية العدالة الاجتماعية في عالم حقوق الإنسان الأساسية في أفريقيا، في آسيا، وفي بلدان العالم الرأسمالي.

في كوبا إنجازات الثورة الكوبية بزعامة قائدها كاسترو ملموسة ومرئية في "القضاء على الجهل والأمية والجوع وأجهزة تعليم وصحة مجاناً، وهي من الأفضل في العالم" "بإعتراف وإحصاءات الأمم المتحدة".

في حقوق الإنسان الأساسية وديمقراطية العدالة الاجتماعية يعتبر التعليم والصحة والسكن المجاني لجميع المواطنين دون تمييز في اللون والعرق (الإثنية) وبين المرأة والرجل. وفي هذا تضع كوبا الشعب والدولة، "الأصابع في عيون الديمقراطيات الرأسمالية التي تحصر حقوق الإنسان فقط بحرية الرأي والتعبير"، أي في الحدود السياسية البورجوازية اليمينية، تتجاهل حقوق الإنسان الاجتماعية والاقتصادية، يبرز هذا  في الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الطبقية في البلدان الصناعية الرأسمالية الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، الاضرابات والاحتجاجات الكبرى الاجتماعية، وآخر مثال على ذلك صراع إدارة أوباما لإجراء وتطبيق "قانون الضمان الصحي لفقراء الولايات المتحدة، وإعلان ترامب في حملته الانتخابية والآن بعد فوزه عزمه على إلغاء قانون الضمان الصحي المذكور".

وفق تقارير صندوق التعليم والصحة التابع للأمم المتحدة: نسبة الأمية والجهل بالقراءة والكتابة في كوبا الآن "صفر" وتحديداً 0.02 في المئة، مقابل84% في عام 1959 عام انتصار الثورة وسقوط دكتاتورية باتستا. 

أنشأت الثورة بزعامة كاسترو 45 جامعة ومعهداً للأبحاث، لا يقل مستواها عن الموجودة في الغرب، 15% من الناتج القومي لإقامة جهاز صحي حكومي مجاني، ورغم الحصار الأمريكي والدكتاتوريات في أمريكا الجنوبية لأكثر من أربعة عقود لكوبا، فإن معدل موت الأطفال الصغار في كوبا الأقل في العالم، والتعليم من الروضة وحتى الجامعة، بما فيه أدوات التعليم مع متوسط 15 طالباً في الصف مجاني بالكامل.

ديمقراطية العدالة الاجتماعية في كوبا من أبرز أسرار صمود كوبا الثورة، وكسر الحصار حتى مطلع القرن الواحد والعشرين وإنهيار دكتاتوريات أمريكا الجنوبية والوسطى، والتحولات اليسارية والتقدمية الكبرى في معظم بلدان أمريكا الجنوبية.

أسئلة احتجاجات شعوب أوروبا وأمريكا تطرح على الأنظمة الديمقراطية الرأسمالية الغنية تطبيق حقوق إنسان إجتماعية واقتصادية كما في كوبا وبلدان عديدة ديمقراطية سياسية تعددية، وعدالة اجتماعية في أمريكا الجنوبية، بدلاً من التفكك الاحتجاجي الاجتماعي، والزلازل السياسية والاجتماعية الداعية للخروج من الاتحاد الأوروبي كما بريطانيا، وترامب في الولايات المتحدة، وتفاقم نفوذ ودور اليمين المتطرف والعنصري في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

كوبا الثورة والدولة بنت دولة ومجتمع العدالة الاجتماعية، لم تبني بعد دولة الرفاه الاجتماعي ففي ظل خمسين عاماً من الحصار الإمبريالي الأمريكي والدكتاتوريات اليمينية التابعة لها في أمريكا الجنوبية والوسطى. 

الآن كسر الحصار وانهيار الدكتاتوريات المحيطة بها، يفتح أمام كوبا خطط ومحاولات التطور من دولة العدالة الاجتماعية إلى دولة الرفاه الاجتماعي، بعد أن خسرت على يد حصار الجار الشمالي الجبار 1.2 تريليون دولار على امتداد أكثر من خمسين عاماً منذ فشل غزو ومعركة خليج الخنازير عام 1962 على شواطئ كوبا قادمة من فلوريدا بسلاح وتمويل جبروت دولة الجار الشمالي الأغنى والأقوى في العالم.

فيديل خاض المعركة بسلاحه، قاتل في صف شعب وجيش الثورة، انهزمت القوى المضادة الغازية، أعلن الجار العدواني الجبار على كوبا الحصار، أعلن فيديل الخيار الاشتراكي للصمود وبناء العدالة الاجتماعية على طريق بناء تجربة اشتراكية من نوع جديد.

تحولت كوبا إلى منارة أمريكا الجنوبية والعالم الثالث والمضطهدين والمظلومين في البلدان الرأسمالية الغنية.
على طريق كوبا الثورة بزعامة فيديل قوة المثل الفكري والسياسي والأخلاقي، قوة ورافعة إلهام كبرى لحركات وثورات التحرر الوطني والديمقراطي والاشتراكية، والتضامن الأممي الكبير مع الشعوب والطبقات الفقيرة المظلومة.

نصف مليون كوبي أممي ناضل في العالم الثالث، على جبهات القتال في مواجهة الإمبريالية والتوسعية الاسرائيلية الصهيونية والأنظمة الظلامية والدكتاتورية، من أنغولا وناميبيا وأثيوبيا وأفريقيا الجنوبية إلى الجولان والجزائر واليمن...، آلاف الطلبة الفلسطينيين والعرب تعلموا في جامعات كوبا، بنوا أكثر من كلية طب في عدن وغيرها من بلدان عربية، وحتى اليوم 30 ألف طبيب كوبي منتشر في العالم الثالث، شكلت كوبا الثورة، الشعب والحزب، الدولة والجامعة بزعامة فيدل "مظلة الظل العالي" للمعذبين في الأرض وخصوصاً في أمريكا اللاتينية والوسطى، وفي أفريقيا.

في كتابي "اليسار الثوري ــ نقد وتوقعات" الصادر في العاصمة الفنزويلية كراكاس 2012، والذي انتشر في كوبا وبلدان أمريكا اللاتينية كتبت وقارنت ما جرى ويجري في كوبا وأمريكا الجنوبية، وبين ما جرى ويجري في البلدان العربية والثورة الفلسطينية.

لماذا في كوبا النصر، كسر الحصارات، التقدم إلى الأمام، في ثورتنا الفلسطينية أزمات وانقسامات وتراجعات، في بلداننا العربية التخلف التاريخي، اهتراء وهزائم وحروب أهلية، حصار وتطويق وإفراغ الانتفاضات والثورات العربية الجديدة من أعمدتها الكبرى "خبز (عيش)، حرية، دولة مدنية، عدالة اجتماعية، كرامة انسانية" هذا ما طرحته الثورات في الميادين من "تونس والمغرب إلى مصر ميدان التحرير، إلى اليمن وليبيا، وما بينها من المحيط إلى الخليج غارق في الحروب الأهلية موت وجوع ودموع بالملايين".

وعليه، جاء الكتاب عن "كوبا وأمريكا الجنوبية بالإسبانية"، وجاء كتاب "الثورات العربية لم تكتمل ..." بالعربية.
مع فيديل كوبا منذ أول زيارة وحوار طال بيننا في ديسمبر/ كانون ثاني 1972، والحوار الطويل مع راؤول كاسترو في 29 نوفمبر 2014، والحوار المتواصل يتواصل.

رحل فيديل ولم يرحل فالأفكار الثورية لا تموت.
وداعاً يا صديقي فالثوريون لا يموتون.

الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوبا بين الأمس واليوم كوبا بين الأمس واليوم



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday