درس «بحب السيما»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

درس «بحب السيما»

 فلسطين اليوم -

درس «بحب السيما»

بقلم : طارق الشناوي

كيف نواجه الأزمة؟، تلك هى أكبر أزمة، كثيرا ما تابعنا داخل الدائرة الثقافية نيرانا مشتعلة، ومسؤولا بدلا من أن يضع الماء يلقى مزيدا من البنزين.

قبل نحو 21 عاما واجه مدير الرقابة د. مدكور ثابت، معضلة فيلم (بحب السيما) للمخرج الموهوب الراحل أسامة فوزى، وتأليف الكاتب الاستثنائى هانى فوزى، لأول مرة نرى عائلة مسيحية حكايتهم فى الفيلم هى الفيلم، تعودنا أن القبطى عادة يؤدى دورا هامشيا، غالبا الجار الطيب، وكثيرا ما ناقشت الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة الذى كان يحرص على وجود شخصيات قبطية مثالية، قلت له: لماذا لا نرى الإنسان بكل نوازعه؟ بشر من لحم ودم، كان رأى أسامة أن الأقباط تم تهميشهم دراميا طوال عقود من الزمان، وبديهى أن هذا الإقصاء الدرامى لعب دورا عميقا فى زياة حساسية المشاهد (مسلم أو مسيحى) عندما يرى شخصية قبطية على الشاشة، ولهذا يفضل أن تظل الشخصية القبطية تحمل فقط الصفات الإيجابية نموذج (كمال خلة) فى (ليالى الحلمية) التى أداها شوقى شامخ.

بينما فى فيلم (بحب السيما) رأينا الإنسان القبطى يخطئ ويصيب، ويحب ويكره، يحفظ الأمانة ويخون الأمانة، إنسان بكل ما تحمل الكلمة من قوة وضعف، كان الفيلم بمثابة صدمة، طالب البعض بمصادرة الفيلم، ووجد مدكور ثابت أن الحل ببساطة سوف يتم بأيدى عدد من الأقباط، وأن قرارهم فى نهاية الأمر سوف يهدئ من روع الغاضبين، ولهذا شكل لجنة مكونة من سبعة مثقفين بينهم مسلم واحد، كان هذا هو الخطأ الاستراتيجى الذى ارتكبه مدكور.

لأنه اعتبر الموافقة على الفيلم مرهونة بلجنة تبدو على الأقل ظاهريا تحمل وجهة نظر قبطية، الحاصل هو أن اللجنة أصدرت قرارًا بالإجماع برفض عرض الفيلم، وطالبت بتدخل الكنيسة من خلال رجال الدين بطوائفهم الثلاث الأرثوذكس، الكاثوليك، البروتستانت، لمشاهدته لو تقرر عرضه بعد حذف العديد من المشاهد، كان من ضمن أسباب الرفض أن الفيلم يتعرض لأحد أسرار الكنيسة السبعة وهو الزواج.

تنبه وزير الثقافة فاروق حسنى إلى المنطقة الخطرة التى يتوجه إليها الفن، وكلف أمين عام المجلس الأعلى للثقافة «د. جابر عصفور» بتجنب المصيدة وتدارك الخطأ، وشكل عصفور لجنة أخرى بها أيضًا عدد من الأقباط ولكن مع إتاحة الفرصة لمن هم أكثر رحابة فكرية، وتمت الموافقة على عرض الفيلم بدون حذف، إلا أن غضب الكنيسة الأرثوذكسية لم يتوقف، وأصر الوزير على عرض الفيلم، الذى قدم حالة من الحميمية بين المشاهد والشاشة فى التعاطى مع الشخصية القبطية، باعتبارها مصرية أولا، ونزع هذا الغلاف من أوراق (السوليفان) الذى كان يضعه صناع الدراما، لم يستمر الأمر كثيرا، فلم نشاهد من يكمل الطريق بعد (بحب السيما).

مع الزمن ازدادت الحساسية وصرنا نخشى الاقتراب، ولم يكن هذا هو فقط المشهد الأكثر مباشرة، ولكن هل تعلم أن مفتى الديار المصرية الأسبق دكتور على جمعة وداخل الأزهر الشريف، وكنت حاضرا بناء على دعوة كريمة من فضيلته، شاهدنا فيلم (عبده موتة) كاملا، وتقرر بعدها عرض الفيلم مع حذف أغنية (يا طاهرة يا أخت الحسن والحسين/ اكفينا شر الحسد والعين)، حيث كانت دينا ضمن أحداث الفيلم ترقص أمام السرادق.

اعترضت على المبدأ فى حضور د. جمعة ونقيب السينمائيين مسعد فودة، لأن هذا يعنى فتح الباب لكل من الأزهر والكنيسة لمراجعة الإبداع فى بلادنا، وهى كما ترى حكاية تستحق أن تروى يوما ما!.

المثقفون فى بلادنا أحيانا يصبحون هم الوقود الذى يحرق الثقافة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس «بحب السيما» درس «بحب السيما»



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday