«النُص» الإبداع على ضوء شمعة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

«النُص».. الإبداع على ضوء شمعة!

 فلسطين اليوم -

«النُص» الإبداع على ضوء شمعة

بقلم : طارق الشناوي

فى منتصف عقد التسعينيات أتذكر جيدًا (كاريكاتير) لأحمد رجب وتوأمه مصطفى حسين على الصفحة الأخيرة من جريدة (الأخبار)، رصدا فيه أن كل المسلسلات المعروضة فى رمضان يسيطر عليها (الطربوش). كان العدد فى الماضى قبل الانتشار الفضائى لا يتجاوز خمسة أو ستة مسلسلات على أكثر تقدير.

لاحظ رجب ومصطفى أن القسط الأكبر منها يعود إلى زمن الثلاثينيات والأربعينيات، وفى واحدة من إبداعهما ألبسا وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف طربوشًا للسخرية، وتقبّلها (الشريف)، وكانت من بعدها حديث الناس.

مع الزمن صار حضور تلك الحقبة الزمنية نادرًا، لأنها بقدر ما تتطلب دقة فى التفاصيل البصرية والسمعية، تتطلب أيضًا تكلفة إنتاجية ضخمة.. يعيدنا مسلسل (النُّص) إلى هذا الزمن بكل ما يملكه من سحر وعبق، نتابع النكتة والقفشة والرقصة والمونولوج، ونتطلع فى نفس اللحظة إلى ما هو أبعد وأعمق.

المسلسل كحالة فنية يبدو متفردًا، فهو مثل (الفانوس) الشعبى القديم، الذى اختفى تمامًا حتى من الأحياء الشعبية، بعد أن سيطر الفانوس الكهربائى الصينى. الفانوس الشعبى كان يمتلك رؤية فنية فى تصنيعه، تمنحه تفردًا، تتأرجح شمعته بين القوة والخفوت، إلا أنها تظل قادرة على سرقة العين، بينما يمتلئ الأفق بمصابيح إلكترونية ترسل ألوانًا ووميضًا، عينك تتوجه إلى (الفانوس) الشعبى، تتابع الشمعة وهى تقاوم من أجل البقاء لتظل صامدة، وهكذا جاء مسلسل (النُّص) بما يمتلكه من السحر والعبق، تتشبع تفاصيله بروح الماضى.

ينجح بطل المسلسل، الممثل أحمد أمين، دائمًا فى اقتناص عمل فنى يشبهه، تشعر وكأنه من المستحيل أن يؤدى الدور ممثل غيره، الأمر ليس فقط موهبة، بقدر ما تتوفر حالة من التماهى بين أبعاد الشخصية دراميًّا وسيكولوجيًّا مع أحمد أمين.

قبل عامين شاهدته فى مسلسل خاص جدًا (الصفارة)، وقبلها (جزيرة غمام)، ممثل صاحب رأى ورؤية. وهكذا جاء (النُّص) هذا العام، يستكمل به اختياراته. تستطيع أن ترى فى أمين رحابة فى التعامل مع الحياة الفنية، فهو البطل نعم، ولكن كل من يقفون بجواره أبطال، ساهموا بقسط وافر فى تأكيد خصوصية الشاشة.

(النُّص)، وهو اسم الشهرة للبطل، لديه معادلة قانونها الدائم هو (النص)، يمنحك إياه ثم يحصل بالحيلة والدهاء وخفة اليد على الكل!.

الأحداث تعود بنا إلى مرحلة خصبة فى حياة المصريين، أثناء مقاومة الاحتلال البريطانى، مستندًا إلى عمل أدبى أشبه بدراسة عن تاريخ النشالين، أحالها فريق من الموهوبين: عبد الرحمن جاويش، وسارة هجرس، ووجيه صبرى، إلى حالة إبداعية بقيادة المخرج حسام على.

الديكور والملابس والموسيقى والأغنيات التى كانت عنوانًا لذلك الزمن تسيطر، كما أن انتقاء مفردات الحوار يمنح حضورًا وألقًا ومصداقية.

عدد من الموهوبين رأيتهم على الشاشة، مثل أسماء أبو اليزيد التى تترك دائمًا بصمة فى كل أدوارها، ولدينا صدقى صخر، وعبد الرحمن محمد، وحمزة العيلى، وسامية الطرابلسى، ومراد مكرم، وياسر الطوبجى، وميشيل ميلاد، ودنيا سامى.. وغيرهم.

الكوميديا ليست فى الموقف، بقدر ما هى فى تعاطى الممثلين مع تلك المواقف بأداء سهل بسيط، لا يحمل أى محاولة مباشرة للإضحاك، ونضبط أنفسنا بعدها نضحك.

كثير من المعانى تتسلل بنعومة وإبداع، مثلًا الخط الفاصل بين الحقيقة وقراءتها، فهى تخضع إلى حد كبير لتفسيرنا اللحظى، اللص يصبح شريفًا، والكاذب صادقًا، والرعديد بطلًا.

الخط الفاصل الذى يحمل تناقضًا بين الفعل وكيف نقرأ الفعل، وهى قضية تتجاوز القراءة المباشرة للمسلسل.

(النُّص) يبدو فى السباق الدرامى أشبه بسلحفاة تتقدم خطوة خطوة بثبات إلى مشاعر الناس، تؤكد أن ضوء الشمعة، فى أحيان كثيرة، يتجاوز أضواء أضخم المصابيح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«النُص» الإبداع على ضوء شمعة «النُص» الإبداع على ضوء شمعة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday