الشركس في فلسطين
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الشركس في فلسطين

 فلسطين اليوم -

الشركس في فلسطين

د. حنا عيسى

تعود بدايات الوجود الشركسي في فلسطين إلى عام 1878م، إبان عهد الإمبراطورية العثمانية، إذ وفدت طلائع الشركس إلى فلسطين من منطقة "مارويل" الواقعة على الحدود اليونانية البلغارية، حيث سكنوا هناك منذ عام 1865م بغرض استفادة الحكومة العثمانية من قدراتهم الحربية في المعارك التي كانوا يخوضونها في أوروبا الشرقية والبلقان، لكن الهزائم المتوالية التي لحقت بالعثمانيين أمام الروس وحلفائهم الأوربيين أجبرت الحكومة العثمانية على ترحيل الشركس، ونقلهم من أوروبا الشرقية إلى شبه جزيرة الأناضول وبلدان المشرق العربي ومنها فلسطين، في فلسطين تمركز الشركس في قريتين، الأولى "كفر كنا" الواقعة على بعد 12 كم إلى الشرق من بحيرة طبريا، وسكانها من قبيلة "شابسوغ"، والثانية هي بلدة "الريحانية" بالقرب من الحدود وسكانها من قبلية "إبزاخ"، والشركس في فلسطين ينتمون إلى أربع قبائل، تتفرع منها 46 عائلة، وأكبر القبائل هي قبيلة شابسوغ التي تمثل غالبية سكان قرية كفر كنا وجزء من قرية الريحانية. عاش الشركس جميع الأحداث التي جرت في فلسطين منذ استقرارهم فيها، ونظرا لقلة عددهم فقد كان تأثيرهم في أحداث البلاد محدودا، وفي عام 1948م، وعلى أثر نكبة فلسطين لجأ عدد من شركس فلسطين إلى سوريا، كانت الروابط الدينية والإسلامية تشدهم إلى أهل البلاد إضافة إلى تشابه نمط المعيشة الزراعية ـ الرعوية الذي كان يمارسه الشركس والعرب، إلا أن الشركس لم يتماهوا تماما مع المجتمع الفلسطيني المحلي وظلّوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم الخاصة.
كان للشركس شأن خطير في مصائر البلاد العربية؛ فقد تمكنوا من السيطرة على مقدرات الحكم في مصر، وأنشأوا دولة عرفت بـ«دولة المماليك الشراكسة». ولكن الدولة العثمانية الناشئة قضت عليها سنة 1517 في معركة مرج دابق. أما في البلاد الأصلية للشركس فقد أنجز الروس احتلالهم القفقاس سنة 1864، وأجبروا سكانه على الهجرة. وقد ساعد العثمانيون الشركس على الاستيطان في بلاد الأناضول سنة 1878 وفي بلدان المشرق العربي، فوصل الشركس إلى سوريا وفلسطين ثم تركزوا في الأردن. ومنحتهم الدولة العثمانية أراضي حول بيسان في فلسطين، ومنها انتقلوا إلى خربة كفركنا التي صارت، في ما بعد، قرية. وإلى قرية علما قرب الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية. ثم أنشأوا قرية الريحانية. واستوطنت جماعات أخرى منهم خربة شركس وخربة سطاس قرب مدينة الخليل منذ سنة 1878. أما أكبر تجمع للشركس فهو في الأردن. ومعظم هؤلاء وفدوا إلى الأردن من فلسطين التي كانوا قد وصلوا إليها بالبواخر العثمانية التي أنزلتهم في ميناء حيفا، ثم جرى إسكانهم في أراضي المستنقعات المحيطة بمدينة بيسان. عانى الشركس ما عاناه الفلسطينيون جراء قيام إسرائيل سنة 1948. وغادر فلسطين آنذاك نحو 20 عائلة شركسية استقرت في قرية مرد السلطان شرق مدينة دمشق كلاجئين فلسطينيين. أما القسم الأكبر من الشركس فقد بقي في فلسطين المحتلة، وخضع مثل بقية العرب لظروف الاحتلال، وقاسوا عمليات الطرد ومصادرة الأراضي. ففي تشرين الأول 1953 طردت السلطات الإسرائيلية سبع عائلات شركسية من قرية الريحانية. وفي سنة 1957 غادر عدد من الأسر إلى تركيا هرباً من عسف الاحتلال. وتقلصت مساحة قرية كفركنا الشركسية من نحو 8500 دونم إلى نحو 6500 دونم، وأراضي قرية الريحانية من 6000 دونم إلى 1600 دونم بالمصادرة.
بلغ عدد الشركس في فلسطين عام 1931م حوالي 866 شخصاً، وفي عام 1945م وصل عددهم إلى 950 شخصاً، ثم انخفض إلى 806 أفراد اثر نكبة فلسطين عام 1948م بسبب لجوء عدد من العائلات الشركسية إلى سوريا وتركيا. وفي عام 1969م وصل عددهم إلى 1745 نسمة. والآن يبلغ عددهم حوالي 5000 نسمة منهم 3200 يسكنون في قرية كفر كما و1800 نسمة في قرية الريحانية.
هم مسلمون وليسوا عربا، فعلاقتهم مع دينهم وثيقة كما ان علاقتهم مع ابناء جنسهم متينة، فهم محافظون، لباسهم محتشم، لا تباع الخمور في محالهم ولا تشرب في بيوتهم، ويرسلون زكاة اموالهم الى اخوتهم الشركس في القفقاس وتركيا والشيشان ويقومون بحملات الاغاثة لاخوتهم المسلمين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتستخدم الأبجدية القومية الشركسية المستعملة في القفقاس في دروس تعليم اللغة الشركسية، أما القاطنين في قرية الريحانية والقريبين من خط الحدود العربي فيمكنهم إرسال أولادهم إلى المدارس اليهودية أو العربية على حد سواء.
تدعم فلسطين الشراكسة للحفاظ على هويتهم الثقافية ويتكاثف الوجود الشركسي في القريتين المذكورتين حيث يستطيعون الاستفادة من خدمات البلدية والخدمات العامة كسائر السكان الآخرين على الأقل، كما يمكنهم تقلد وظائف في مختلف المجالات وفي المؤسسات العامة. لا تزال اللغة الشركسية تستعمل كوسيلة للتواصل في المجتمع بين الشراكسة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشركس في فلسطين الشركس في فلسطين



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday