العبور إلى الضفة الأخرى
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

العبور إلى الضفة الأخرى

 فلسطين اليوم -

العبور إلى الضفة الأخرى

بقلم : عمرو الشوبكي

انقسمت مصر عقب 30 يونيو بين أغلبية أيَّدت إسقاط حكم الإخوان وقبلت بتدخُّل الجيش، وأقلية قادتها جماعة الإخوان رفضت كل ترتيبات 3 يوليو، ومازالت تعتبر مرسى رئيساً شرعياً، وكأن الشعب لم يرفض حكمه إنما فقط «العسكر»، وكأنه لم يصدر إعلان دستورى يعطيه صلاحيات مطلقة، ورتَّب هو وجماعته للبقاء الأبدى فى السلطة وإقصاء كل المخالفين.

يقيناً، معادلة الأغلبية والأقلية تغيَّرت الآن، ولكن من زاوية واحدة تمثَّلت فى تراجع المؤيدين للرئيس السيسى بصورة كبيرة دون أن يعنى ذلك أنهم ذهبوا للإخوان، فكثير من رموز ومؤيدى التيار المدنى من كل الأجيال ومن كل الأعمار، بمن فيهم المؤيدون لثورة 25 يناير، ترحَّموا على أيام مبارك لا الإخوان الذين بقوا بالنسبة لكثيرين بمثابة الضفة الأخرى التى لا يجب الاقتراب منها ولا العبور إليها أو التحالف معها، خاصة بعد الحواجز التى تعمَّقت فى السنوات الأخيرة نتيجة خطاب الشماتة الإخوانى فى أى مصيبة تلحق بالشعب المصرى والتحريض على العنف، بل ممارسته فى كثير من الأحيان.

ومع ذلك عرفنا فى «المصرى اليوم» تجربتى عبور من ضفة إلى أخرى، إحداهما كانت عبوراً مؤقتاً للكاتب الصحفى الموهوب سليمان الحكيم، الذى ذهب لاسطنبول وظهر فى أكثر من قناة محسوبة على الإخوان، ودعاه أيمن نور على الغداء فى أحد مطاعم العاصمة التركية، (نشر الرجل الصورة بشجاعة على صفحته)، وعاد أمس الأول بسلامة الله لأرض الوطن.

وشاهدت معظم حوار الأستاذ سليمان مع أحد قيادات الإخوان فى اسطنبول، وكان حاضر الذهن لم يتنازل قيد أنملة عن أفكاره ومبادئه، وأبدى رفضه أى انتهاكات تحدث بحق الإخوان أو غيرهم، واعتبر أن التيارات المدنية أخطأت، والإخوان أخطأوا، ويجب أن يراجع الجميع مواقفهم السابقة، على عكس ممثل الإخوان الذى لم يراجع موقفاً إخوانياً واحداً، وظل يردد نفس الكلام الباهت المحمَّل بكراهية ورفض كل التيارات التى عملت على إسقاط حكمهم.

وقد تحدَّث «الحكيم» أكثر من مرة عن أن النظام يطارده فى «أكل عيشه»، وأنه أصبح غير قار على الكتابة فى أى مطبوعة فى مصر، وأن أبواب الرزق أُغلقت أمامه لأنه يعارض النظام الحالى.

أما العبور الثانى فكان عبوراً مهاجراً للكاتب الصحفى جمال الجمل الذى قرَّر الذهاب إلى تركيا بعد أن أُغلقت أمامه أبواب الكتابة فى مصر، وهو واحد من أكثر أبناء جيلى نزاهةً وموهبةً ومهنيةً.

وقصة جمال الجمل لها أكثر من دلالة، فقد كنت قريباً من بعض تفاصيل ظروف عمله فى «المصرى اليوم»، وهو الذى تلقَّى منذ حوالى 3 سنوات اتصالاً تليفونياً من الرئيس السيسى لمناقشته فى أفكار أحد مقالاته، ثم تندهش كيف حوصر من نفس النظام الذى تواصل معه رئيسه وتعامل معه كأنه عدو، ومع تدهور الأوضاع السياسية ارتفعت وتيرة نقده تدريجياً حتى تحوَّل إلى رفض كامل للحكم، وأُغلقت أمامه أبواب العمل، وهو ما اضطره فى النهاية إلى العبور للضفة الأخرى والسفر إلى تركيا.

ما هو محبط فى عبور جمال الجمل وسليمان الحكيم للضفة الأخرى، مع اختلاف ظروفهما، أنه لا أحد من أهل الحكم اهتم ببحث الدلالة السياسية والاجتماعية لمثل هذا التحول، فهما فى النهاية كانا مؤيدين لـ30 يونيو و3 يوليو، وهما أيضاً كاتبان ومثقفان لا يمثلان نفسيهما ليس فقط بمنطق قدرتهما على التأثير فى دوائر من الرأى العام إنما فى كونهما انعكاساً لشريحة اجتماعية واسعة تحوَّل موقفها من التأييد إلى النقد، ثم إلى الرفض الكامل للنظام، وهى شريحة فى المجتمع ليست قليلة ويتم التعامل معها على أنها ليست مهمة وتخبط رأسها فى الحيط مادامت الأجهزة الأمنية تقوم بواجبها فى معاقبة المعارضين.

أن يقوم اثنان من كبار الكتاب المصريين، كلاهما من خلفية سياسية ناصرية، ومن أشد المعادين لفكر الإخوان، وعارضا حكمهم بضراوة، بالذهاب لتركيا والتواصل مع الإخوان نتيجة تغيُّر فى موقفهما السياسى وليس لانتهازية واستفادة، فإن ذلك يعنى تعمُّق درجة الغضب من ممارسات النظام الحالى.

يقيناً، لو امتلك الحكم أى أدوات سياسية لَتَعامل مع هذه المواقف بطريقة مختلفة، ولَسَعى منذ البداية ألا يترك الناس تنتقل فى رفضها له لهذه الدرجة، على الأقل بترك مساحات لحرية التعبير وللتنفس ومراجعة الأخطاء، والعمل على تغيير ولو جانبا من السياسات.

تمتلك المعارضة خارج الحدود أدوات تواصل كثيرة فى ظل منافذ تُغْلق كل يوم فى الداخل، وفى ظل سيطرة أجهزة الدولة على الإعلام المحلى، متصورة أن الإعلام مازال هو «أهرام- أخبار- جمهورية»، والقناتين الأولى والثانية، فى حين أن الواقع تغيَّر، ونسب مشاهدة القنوات التى تبث خارج الحدود باتت كبيرة، وقراءة المواقع المعارضة تتم على نطاق واسع رغم الحجب.

العبور للضفة الأخرى لم يسفر عن أى تغيُّر فى ثوابت ومبادئ الزميلين، ولم يكشف أيضاً عن أى تغيُّر فى مواقف رموز الضفة الأخرى من الإخوان، إنما الذى تغيَّر هو درجة الضغط المفروضة على كثيرين داخل مصر جعلت خيار الهجرة خارج الحدود خياراً وحيداً.

يقيناً، خطوة العبور للضفة الأخرى لم يكن يتمناها الكثيرون، ولكنها لا تجيب عن سؤال: إذا وضعت نفسك فى ظروف الزميلين ماذا ستفعل؟

كما عاد سليمان الحكيم سيعود جمال الجمل قريباً إلى وطن حر عادل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العبور إلى الضفة الأخرى العبور إلى الضفة الأخرى



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday