كامب دافيد ليست صفقة القرن
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

كامب دافيد ليست صفقة القرن

 فلسطين اليوم -

كامب دافيد ليست صفقة القرن

بقلم : عمرو الشوبكي

عارض الكثيرون كامب دافيد وخون البعض الرئيس السادات، واعتبروا معاهدته مع إسرائيل خيانة للقضية الفلسطينية، ووصف البعض استعادة الأراضى المحتلة فى سيناء وفق شروط معاهدة السلام بأنها أرض منزوعة السلاح ناقصة السيادة.

ودارت الأيام وتأكد لمعارضى السادات كما لمؤيديه أن الرجل كان وطنيا، وأنه لم يخن ولم يفرط فى أرض بلاده بل إنه استعادها بالسلم فى أعقاب حرب، وأن خطواته منذ ذهابه للقدس عام 1977 يمكن مناقشتها أو رفضها على اعتبارها مبادرة فردية لم تجلب سلاما شاملا ولم تبذل أى جهد حقيقى لحل القضية الفلسطينية لا تخوينها.

والحقيقة خطوة كامب دافيد وعلى خلاف صفقة القرن الأمريكية، هى خطوة مصرية خالصة عبرت بدرجة كبيرة عن جنوح الرئيس السادات نحو الشهرة والمجد من خلال اتخاذ خطوة لم يتوقعها أنصاره وخصومه ولا حتى مساعدوه وحلفاؤه، فخطوة السادات كانت مفاجئة للجميع، وكانت نابعة من ذاته لأنه أراد منذ البداية أن يدخل التاريخ بعمل كبير يصنعه هو ويكون هو مركز الحدث وصانعه حتى لو عارضه وزير خارجيته الراحل إسماعيل فهمى، أو أمين عام جماعة الدول العربية الراحل محمود رياض وكلاهما استقال عقب ذهاب الرئيس السادات للقدس مباشرة، وحتى وزير خارجية مصر الراحل محمد إبراهيم كامل، والذى وافق على مبدأ التفاوض مع إسرائيل وشارك فى مفاوضات صعبة مع بيجين لم يحتمل التنازلات التى قدمت فى مفاوضات كامب دافيد، وخاصة ما يتعلق بالقدس والقضية الفلسطينية وانضم لقافلة المستقيلين.

ومع ذلك تمسك الرئيس السادات بمبادرته ومعاهدته ودافع عنها حتى النهاية (وربما كانت أحد أسباب اغتياله) وتحمل هجوما من عواصم عربية ودولية كثيرة، وتشكلت ضده جبهة «الصمود والتصدى» من خمس دول عربية هى سوريا والعراق واليمن والجزائر وليبيا، والتى وجهت له السباب والشتائم دون أن تطلق طلقة رصاص واحدة على إسرائيل بل سرعان ما نقلت معاركها إلى داخل كل دولة (وليس بالطبع إسرائيل) وتآمر حزب البعث السورى على نظيره العراقى، وهاجمت ليبيا القذافى الاثنين دون أن تتوقف عن شتم السادات وتخوينه.

كامب دافيد كانت صناعة مصرية وضمت خليطا من رؤية السادات وذاتيته، ولكنها كانت وطنية ونابعة من داخل مصر، وصدرها للعالم كله حتى أصبح الرجل مؤسسا لمدرسة اليمين العربى التى تبنت السلام مع إسرائيل والتحالف مع أمريكا، وتبنت الرأسمالية فى الداخل.

ومنذ ذلك الوقت أصبحت معاهدة السلام حديث العالم، وأحد مصادر انقسام العالم العربى، صحيح أن مصر عرفت قنوات اتصال معلنة وسرية عقب حرب أكتوبر 73 (والبعض يتحدث عن قبلها) إلا أن هذا لا ينفى أن خطوة السادات خطط لها الرجل ونفذها بإرادته الحرة، وعلى ضوء قناعاته بأنها تمثل الخلاص لمصر من مشاكلها الاقتصادية بوقف الحرب مع إسرائيل وإقامة السلام.

أما صفقة القرن فهى من اسمها يتضح أنها صفقة وليست معاهدة معلنة، وهى ترتبط بترتيبات يعدها الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب لحل القضية الفلسطينية بالتنسيق مع بعض دول المنطقة ومنها مصر، فهى ليست مبادرة مصرية حتى لو استمررنا فى دعوات شكلية لكل الأطراف من أجل السلام، كما أنها وفق مصادر غربية وبعض الشواهد تطرح مبادلة أرض مصرية فى سيناء بأخرى إسرائيلية فى النقب، صحيح أن الرئيس السيسى نفى نفيا قاطعا أن تتم أى مبادلة للأرض المصرية، ومع ذلك من الخطأ التعامل مع صفقة القرن على أنها امتداد لمعاهدة السلام، لأن الأولى صنعت ورتبت خارج الحدود، والثانية صنعت وأعلنت داخل الحدود، ولا مجال للمقارنة بينهما.

من حق الولايات المتحدة الأمريكية أن ترعى أى مبادرة للسلام ومن حقها أن تقدم مخرجا لإسرائيل، وأن يسعى رئيسها لأن يدخل التاريخ ويحقق ما فشل أوباما فى تحقيقه، تماما مثلما من حقنا أن نميز بين مبادرات قدمناها للعالم، وأخرى تفرض علينا.

يقينا كامب دافيد كانت فى جوهرها استعادة للأرض المصرية، واعتراض البعض عليها يرجع لأن شروط استعادة الأرض كانت مجحفة بالسيادة المصرية، أما صفقة القرن فهى وفق المعلومات التى سربت عملية متدرجة ستنسحب فيها إسرائيل من بعض المناطق فى الضفة الغربية وستسمح بإقامة دولة عليها، ثم تعطى لهذه الدولة فرصة للتمدد على أراض جديدة إذا التزمت بنصوص المعاهدة وبالالتزامات الأمريكية (لن تكون كلها الأراضى المحتلة فى 67).

صفقة القرن لا تعكس فقط غياب الدور المصرى والعربى، بل تشير إلى أن قضايا العالم العربى والصفقات والترتيبات التى تخصه باتت ترتب خارج الحدود، وصفقة القرن التى يروج لها البعض على أنها كامب دافيد جديدة أمر غير صحيح.

إن مبادرة السادات فى نوفمبر 1997 كانت فى العلن، ومعاهدة السلام كانت أيضا فى العلن وشروط المعاهدة وقيودها يعرفها الجميع، وسيناء «رجعت كاملة لينا» أمر شاهده كل إنسان، ولن يستطيع أحد أن يقول إن السادات تنازل عن جزء من سيناء لاسترداد باقى الأجزاء مثلما حاولت أن تفعل إسرائيل، وتصدى لها الرجل بجملته المشهورة وفى عز مفاوضات السلام، وقال إنه على استعداد لمحاربة إسرائيل لآخر العالم فى سبيل استعادة الأرض المصرية.

صفقة القرن ستظل ترتيبات مريبة حتى تعلن وتتضح ملامحها، أما كامب دافيد فستبقى كتابا مفتوحا للمتفقين والمختلفين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كامب دافيد ليست صفقة القرن كامب دافيد ليست صفقة القرن



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday