مشنقة المال
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مشنقة المال

 فلسطين اليوم -

مشنقة المال

طلال عوكل

مرارة بطعم العلقم، حصاد السنين، والسياسات الخاطئة الموغلة في استنزاف الزمن دون طائل، لا تنفع معها الاستدراكات المتأخرة.
لم يعد فلسطيني واحد، سوى إن كان هناك عائد من الكهوف، يناقش في أن الوضع الفلسطيني يعاني من أزمة شاملة عاصفة، تجتاح القضية، والمشروع الوطني، بل وكل المشاريع، وتجتاح الأرض، والبشر، والحجر، فصائل، ومؤسسات رسمية وغير رسمية، ومواطنين من النخبة حتى الذين يعيشون في فضاءات الصحارى.
قد جفّت العقول، ولم يعد ثمة مجال للإبداع، لا لدى النخب الفكرية والثقافية، ولا لدى النخب السياسية والاقتصادية، فلقد أدخل الفلسطينيون أنفسهم في متاهات، وخيارات جعلت الإسرائيلي هو من يملك زمام المبادرة، حتى في فرض مواقف وسياسات وأجندات الأطراف الفلسطينية الفاعلة وغير الفاعلة.
لا يحتاج أحد إلى انتظار تقارير البنك الدولي، أو مؤسسات الأمم المتحدة، أو أية مؤسسة أوروبية أو غير أوروبية حتى يدرك ما يعانيه قطاع غزة وسكانه.
لا بل ان هذه التقارير التي تستند إلى وقائع وقراءات موضوعية وهي تقارير مسيسة بامتياز، تقصر عن أن تعكس على نحو حقيقي أعماق الأزمة الشاملة.
الأوضاع في الضفة والقدس، لا تختلف كثيراً فالحال واحدة، طالما أن العدو، والمحتل واحد، لكن الأساليب والأشكال واحدة، وكلها تصب في اتجاه مصادرة الحلم الفلسطيني المتواضع، غير أن المؤسسات الدولية، تتحفظ وأيضاً لأسباب سياسية عن أن تقدم عن الضفة والقدس تقارير مماثلة لما تقدمه عن غزة العنوان الأبرز في الأزمة، ليس فقط تراجع الحلم الوطني المتواضع والذي ينطوي صراحة على تقدم المخططات الإسرائيلية، وإنما هو في تراجع اهتمام الناس، وقود السياسة، وبيت الأمل عن القضية الوطنية، لصالح الغرق في القضايا والهموم الخاصة، واليومية.
منطق المواطن البسيط، يقول: دعونا نعش حتى نتمكن من الصمود، في انتظار ما تسفر عنه الأقدار، أو ما تضمن حركة التاريخ تحقيقه لصالح الشعب صاحب الأرض كان وهو الآن، وسيظل غداً.
المواطن فقد الأمل في حكمة قياداته وفصائله الوطنية من أن تكون قادرة على حل أبسط مشاكله وأزماته التي تنال من قدرته على الصمود ومواجهة التحديات المتعاظمة.
جديد الأزمات، ما أفضى إليه مسار طويل من العمل السياسي بعضه متكئ على المقاومة، وبعضه الآخر متكئ على المفاوضة والعمل السياسي، الجديد في هذا الاطار يتصل بالنتائج المترتبة على المال السياسي.
المرحلة التي نعيش على مستوى الإقليم وتتسم بتضارب المصالح، واجتياح الصراعات، وما ينطوي عليه ذلك من مشاريع لتدمير أوطان، وتحقيق أطماع، هذه المرحلة دفعت القضية الفلسطينية إلى الخلف كثيراً، ووضعت أهل القضية بكل أطرافها أمام امتحانات صعبة وخطيرة من باب توظيف المال السياسي.
أنت تريد أن تحصل على المال كي تمول مشروعك التحرري أو التفاوضي، إذاً يترتب عليك أن تدفع الثمن ففي زمن الصراعات الكبرى، والتحولات التي تصاحبها وتنتج عنها، لا شيء يمكن تحقيقه مجاناً.
حركة الجهاد الإسلامي، تعاني من أزمة مالية، لا سبيل للمكابرة بشأنها أو بشأن أسبابها فلقد أصبح معلوماً أن استمرار تدفق الأموال الإيرانية لتمويل مشروع المقاومة يتطلب من الجهاد موقفاً صريحاً إزاء ملف اليمن، فهي إما مع إيران أو مع السعودية، وفي كل الأحوال إما أن تكسب طرفاً أو تخسر الطرفين.
حماس هي الأخرى تعاني أزمة مشابهة، أهم أسبابها المواقف السياسية التي تتخذها إزاء الصراعات الإقليمية الجارية في المنطقة، وينطبق عليها إلى حد كبير ما ينطبق على حركة الجهاد الإسلامي.
السلطة الوطنية الفلسطينية أمام تحد من هذا النوع الخطير إزاء التحرك السياسي الجدي الذي يحضر للقيام به الاتحاد الأوروبي من أجل استئناف المفاوضات.
أكثر من عشرين عاماً والاتحاد الأوروبي، يدفع من صندوق دافعي الضرائب لصالح السلطة بأمل تحقيق السلام، وقد حان الوقت لاستثمار هذه الأموال.
السؤال هل بمقدور السلطة أن تصمد أمام الضغط الأوروبي، الذي يسعى لاستئناف المفاوضات، بشروط لا تلبي حاجة الفلسطينيين خصوصاً وأنهم يعلمون يقيناً أن المفاوضات في حال استئنافها لن تسفر عن تحقيق تسوية مقبولة بقدر ما انها ستخدم المخططات الإسرائيلية؟
مشكلة كبيرة إن قبلت القيادة الفلسطينية العودة للمفاوضات دون الشروط التي وضعتها، ومشكلة إن هي رفضت المساعي الأوروبية التي سترفع سلاح المال في وجه السلطة.
هكذا أوصلت القيادات السياسية الفلسطينية نفسها وشعبها إلى المستوى الذي يضع حبل المال على رقبتها، دون أن يحق لها اختيار أسلوب التعذيب الأقل شدة ووجعاً، خصوصاً وأن المال العربي هو أيضاً مال مشروط بالمواقف الفلسطينية مما يجري على الساحة من صراعات بلغت درجة الحسم في المواقف، والعمل في ضوء هذه المواقف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشنقة المال مشنقة المال



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday