الخيال الهوليوودي وحجة الواقع في الدراما العربيَّة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الخيال "الهوليوودي" وحجة الواقع في "الدراما العربيَّة"

 فلسطين اليوم -

الخيال الهوليوودي وحجة الواقع في الدراما العربيَّة

غيث حمّور

المقارنة سلوك وفعل إنساني نطبقه في مختلف مناحي الحياة، فهذا السلوك أو الفعل يكشف ملامح الخلل والقصور، ويكشف أسباب الاختلاف غير المبرر أو غير المفهوم.
المتابع للدراما الغربية خصوصًا "الهوليودية" منها، لا يمكنه إلّا أن يقوم بمقارنة مع ما يتم إنجازه في عالمنا العربي من "دراما" (أفلام ومسلسلات).
رغم أن المقارنة على المستوى الفني قد تكون مجحفة في ظل الفرق الواضح في الإمكانات ورؤوس الأموال والتقنيات، إلا أن المقارنة الفكرية لا بد منها، في ظل الشح الذي يعانيه الفن العربي مقارنة مع نظيره الغربي "الهوليوودي"، والأوروبي.
الحجة الدائمة التي يقدمها القائمون على "الدراما العربية" هي محاكاة الواقع وإعادة تقدميه وتقويمه وإيجاد الحلول له، ولكن مع الأيام أضحت هذه الحجة مكررة ولا تسمن من جوع، فالأفكار التي تقدمها "الدراما العربية" بأنواعها المختلفة اجتماعية، وتاريخية، و"كوميدية" تعيد ذاتها بشكل واضح، لا بل تمارس عملية اجترار فكري "مخزي".
في المقابل نجد "دراما" أجنبية "هوليودية" خلاقة متكاملة، دائماً ما تقدم الجديد والملفت فكرياً، فالقائمون عليها يبحثون بشكل دائم عن التجديد، وعن القضية التي تجذب الانتباه وتلفت الأنظار.
وحين يقدم الفنانون العرب الأعمال التاريخية مجرّدة من بعدها الحياتي والاجتماعي والتاريخي أيضاً، ومقحمة ومحملة بحجة تقديم إسقاطات تاريخية على الواقع الحالي المعاش، كمسلسلات البيئة الشامية "باب الحارة نموذجاً"، أو مسلسلات كـ(كليو بترا، والملك فاروق، وربيع قرطبة)، نجد في المقابل الأعمال الغربية الجذابة والاحترافية تقدم أفكاراً وأطروحات عبر حبكات خاصة متغيرة كـ(تيودورس، وروما، وفايكينغ، وبورجس، ولعبة  العروش).
وتنتج "الدراما" العربية أعمالا اجتماعية (مستمدة من الواقع كما يقول القائمون عليها) تظهر خاوية ومفرغة من أي فكرة كـ(الخطيئة، ودلع البنات، وحدث في دمشق، وصرخة روح) لنشاهد أعمالاً بعيدة كل البعد عن الواقع المزمع تقديمه، من جهتها "هوليوود" تنتج أعمالا تعيد صياغة "الدراما" الاجتماعية في كل موسم ومع كل عمل كـ(غرفة الأخبار، والزوجة الجيدة، وتشريح غريس) تقدم عبرها القضايا والمشاكل الحياتية بطريقة واقعية مع إبداع فني وفكري، ويبقى عنصر الجذب أساساً لهذه الأعمال.
الأمر مشابهاً في الأعمال الكوميدية، فحين نقدم (عيلة خمس نجوم، وعفاريت محرز، والكبير، وسوبر فاميلي، وطاش ما طاش، وبكرة أحلى) أعمالاً تعتمد الإضحاك والتهريج، يقدم الغرب أعمال كـ(الأصدقاء، وكيف قابلت أمك، وفتاتان مفلستان) تعتمد "كوميديا الموقف."
إذا استثنينا المستوى الفني بحكم الفوارق التي ذكرناها سابقاً، فإن الفوارق على المستوى الفكري تؤكد شح الأفكار، وغياب المخيلة، وهما أمران ليسا في حاجة لتقنيات أو أموال.

فالدراما الغربية تقدم في معظم أعمالها الجديد والمتجدد فكرياً، في حين تقدم الدراما العربية طفرات تحمل التجدد بينما يتسم معظم إنتاجها بالتكرار والاجترار والسطحية.
الخيال الخصب والمتجدد القادر على الخلق والإبداع المتواجد في الغرب، يقابله غياب للخيال وتجمد للأفكار في عالمنا العربي الذي مازال فيه القائمون على "الدراما" يضعون حجة (الواقع) ذريعة لفشلهم واجترارهم لأفكار بالية مكررة وخاوية.
هذه المقارنة البسيطة لا تكشف فقط الخلل والقصور الكبيرين الذي يعانيه الفن العربي، بل هي مثال يراه البعض في مجتمعاتنا العربية عمومًا وفي مناحي الحياة الأخرى كلها.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيال الهوليوودي وحجة الواقع في الدراما العربيَّة الخيال الهوليوودي وحجة الواقع في الدراما العربيَّة



GMT 09:46 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

"أديب ذو سجون " للكاتب المغربي عبده حقي

GMT 15:02 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تدريس مادة التربية الإسلامية والمسيحية بالأمازيغية

GMT 04:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

شبكات الانفصال الاجتماعي

GMT 06:25 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تأثير الحضارة السورية في الحضارة المصرية

GMT 19:13 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هذا ما أراده سلطان

GMT 14:21 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

الحُرّيّة

GMT 17:34 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

​عبدالرحمن الأبنودي شاعر الغلابة

GMT 13:04 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

الموت كتكتيك أيدولوجيّ

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday