تأثير الحضارة السورية في الحضارة المصرية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

تأثير الحضارة السورية في الحضارة المصرية

 فلسطين اليوم -
بقلم : سوسن صيداوي

(تتميز سورية منذ القدم بسبقها الحضاري، وبكونها قلب العالم القديم، انصبّ على أرضها نتاج حضارات الدول المجاورة، تأثرت وتفاعلت فيما بينها، ومنها صدّرت هذا النتاج الحضاري للإنسانية جمعاء، وهي مهد حضارات العالم القديم وأهمها، لتميّزها وتفردها بأول الأبجديات في أوغاريت وصور وجبيل ونشرها في العالم). هذا بعض مما ذكرته د. لينا محسن تحت عنوان أهمية الحضارة السورية في مقدمة كتابها(تأثير الحضارة السورية في الحضارة المصرية خلال عصر الدولة المصرية الحديثة «1575 – 1087 ق. م»)، الصادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب، من القطع الكبير، بواقع 456 صفحة.

وتسلط الباحثة في هذا الكتاب الضوء على الحضارة السورية وأهميتها بوصفها حضارة عريقة لم تكن متلقية لعناصر حضارتها، فحسب بل مؤثرة وفاعلة في حضارات جوارها الجغرافي. وتتوقف الباحثة عند عصر الدولة المصرية الحديثة (1550 – 1050 ق. م)، حيث افتتح هذا العصر بغزو مصر لسورية، وامتد النفوذ المصري حتى نهر الفرات، وما صاحب ذلك من انفتاح حضاري وتمازج بين الشعبين المصري والسوري، أدى إلى تأثير وتأثر متبادل بين الحضارتين. مبينة التأثير السوري في الحضارة المصرية في مختلف جوانب الحياة الأدبية والفنية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية، معتمدة في ذلك على النقوش والرسوم التي خلفها المصريون القدماء على جدران المعابد.

الهدف من البحث
بداية لابد لنا من الإشارة إلى أنّ هدف هذا البحث أن الحضارات تستفيد من بعضها، فالحضارة اللاحقة تفيد من الحضارة السابقة، يتم ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة، أما الحضارات المتزامنة والمتعاصرة فيكون تأثير بعضها في بعض واضحاً جلياً ملموساً، وتتابع د. لينا محسن بأنه من غير المنطقي وغير الموضوعي أن تؤثر حضارة في أخرى من دون أن تتأثر فيها، بغض النظر عن الفارق الحضاري بينهما. هذا وتشير إلى أن الذين طرقوا تأثير الحضارة السورية في الحضارة المصرية بالدراسة هم قلة قليلة جداً، وبذلك لم تأخذ الحضارة السورية بعظمتها حقها، من حيث تأثيرها في الحضارات الأخرى، مؤكدة بأن عملية التأثير بين الحضارات هي عملية تبادلية كحقيقة منطقية، لا يمكن إلغاؤها أو تجاهلها، ومن ثم لا يمكن لحضارة أن تؤثر في حضارة أخرى من دون أن تتأثر فيها.

حول البحث
إن عدم وجود دراسة متخصصة بهذا الجانب من تاريخ مصر وسورية خلال عصر الإمبراطورية الحديثة، وعدم وجود مؤلفات سواء كانت باللغة العربية أم باللغة الأجنبية، دفع الباحثة للبحث عن المصادر رغم صعوبة الأمر، كما أنّ افتقادنا وجود مكتبات ومراكز بحثية متخصصة زاد الأمر تعقيداً، لهذا اعتمدت د. لينا محسن على أبرز المصادر والمراجع المنشورة باللغة الأجنبية وقامت بترجمتها إلى اللغة العربية للاستفادة منها، علماً أنّ معظم الأبحاث التي تنطوي تحت هذا النوع تعنى بحضارة بلد ما بدراسة جوانب معينة، السياسية والعسكرية، على حين قدّمت باحثتنا دراستها بطريقة موضوعية وعميقة، مثبتة عظمة الحضارة السورية وتأثيرها في الحضارة المصرية، وهذه التأثيرات شاملة للجوانب الحياتية كلّها السياسية والعسكرية والاجتماعية…. إلخ.

في التأثيرات نورد
ازدادت العلاقات بين سورية ومصر خلال الدولة الحديثة، نتيجة للتدخل العسكري المصري في سورية، والانفتاح الذي تبعه والتعرف إلى الأرض السورية، فقد وصلت القوات المصرية أول مرة حتى نهر الفرات، وتعرفوا خلالها على الصناعات السورية والأسلحة والبضائع….. إلخ. ومن هنا تؤكد الباحثة قائلة: ثبت في هذا البحث مقولة أن الجغرافيا تصنع التاريخ، إذ إنّ الجوار الجغرافي الذي جمع بين مصر وسورية، فرض عليهما علاقات تبادلية حتمية سواء على المستوى الاقتصادي أم تبادل الخبرات، أم مجال الاختلاط البشري والاجتماعي، وسهّل كل ذلك عدم وجود حواجز طبيعية تفصل بين البلدين.

أمثلة عن
أدى الانفتاح الحضاري على سورية في المجال الثقافي، إلى عبادة المصريين للآلهة سورية وضمها إلى مجمع الكهنوت المصري، كالربة عشتار وعنات وقادش، ومن الذكور الإله بعل وحورون وسويد. ومن الأمثلة أيضا التي ذكرتها د. محسن، في مجال اللغة فقد أنها أغنت اللغة السورية اللغة المصرية، وذلك عندما أضيفت كلمات كثيرة إلى اللغة المصرية، كأسماء البضائع والمنتجات، كذلك تسمية المصريين أنفسهم بأسماء مركبة تدخل فيها أسماء الآلهة السورية. وفي هذا المجال نذكر الأدب، فقد أدخلت أساطير سورية إلى الأدب المصري، وأفرزت العلاقة مع سورية قصصاً جديدة تدور معظم أحداثها على الأرض السورية، وظهر الأدب الممجد للحروب كميزة ناتجة عن طبيعة العصر العسكرية. وكذلك في الجانب الاجتماعي تروي الباحثة أنّ انتقال الأسر السورية وأبناء النبلاء إلى مصر للعيش فيها والاختلاط مع شعبها، كان له أثره في الصعيد الاجتماعي، كذلك التزاوج الذي تم بين الأميرات السوريات وملوك مصر، وأدى هذا النوع من المصاهرة إلى سيادة السلام وقيام تحالف وصداقة بين مصر من جهة ومن صاهرها من جهة ثانية، إضافة إلى دخول مجموعات كبيرة من السوريين أرض مصر، واستقروا فيها وأسهموا بأعمال صناعية ونسيجية وعمرانية وزراعية أفادت وأغنت المجتمع المصري كثيراً. وهنا أيضاً لابد أن نذكر ما أشارت إليه د. لينا محسن بأنه حتى النحت جاء ممثلاً للتغيير، الذي ظهر في هيئة المصريين بعد التزاوج الذي حصل بين المصريين من جهة والنساء السوريات من جهة ثانية، فقد ظهر جيل يتميز بملامح ناعمة رقيقة، وتنم على وسامة، كالشفاه الرقيقة بدلاً من الغليظة والأنوف القُني بدلاً من الأنف الأفطس والكبير. وأخيراً من النقاط التي يجدر أن نلفت الانتباه إليها أن الباحثة أشارت إلى نقطة جد مهمة حيث تقول: إن إبراز العلاقة التاريخية التي جمعت مصر وسورية خلال عصر الإمبراطورية المصرية الحديثة الممتد بين عامي (1575-1087ق. م) وإظهار هذه العلاقة التي جمعت كلا البلدين لم تكن علاقة تبعية وخضوع، كما اعتدنا أن نقرأها في المؤلفات، فالجزية مثلاً يفهم منها أنها جبرية وقسرية، وتعبر عن الخضوع السوري لمصر، لكنها لا تتعدى كونها تسمية تشير إلى عائدات التجارة.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأثير الحضارة السورية في الحضارة المصرية تأثير الحضارة السورية في الحضارة المصرية



GMT 04:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

شبكات الانفصال الاجتماعي

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:12 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 06:05 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ديلما روسيف تكشف حقيقة ما جرى وتدحض اتهامات الفساد

GMT 17:36 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:33 2014 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدارج الأسد الأفريقي ضمن الأنواع المهددة بالإنقراض

GMT 21:37 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 17:47 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ريم قشمر تختار الفساتين القصيرة لتصميماتها في 2017

GMT 20:29 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

العقيد سرور يؤكد استعداد الشرطة البحرية لمواجهة موسم الشتاء

GMT 00:41 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة مي عز الدين تفند شائعات ارتباطها بأحد رجال الأعمال

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

اتبعي الطرق الصحية لتنظيف فراشك مرة كل شهر

GMT 02:29 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم رائعة من السيراميك الأنيق للمنازل بتوقيع "الشريف"

GMT 22:38 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

جالطة سراي يضمّ ماريانو لصفوف الفريق

GMT 02:16 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طوني عيسى يُحضّر لأغنية جديدة بعد "أهلية بمحلية"

GMT 08:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

سنحاريب ملكي يعتذر عن قبول عرض "الهلال" في الوقت الحالي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday